ولاعة تتسبّب في تفحّم طفل وتدمير منزل بوهران

عاش حي المدينة الجديدة بوهران، مساء الأحد، على وقع حادث أليم ومروّع، تمثل في احتراق شقة وتفحّم طفل في الثالثة من عمره، ودمار البيت بأكمله، ما خلّف حالة هلع وفزع كبيرتين وسط الجيران والباعة الذين يعرضون سلعهم أسفل العمارة ذات السبعة طوابق، خاصة أن ألسنة اللهب كانت ترى من مسافة بعيدة، وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية بشاحناتها لإخماد النيران قبل وصولها لمساكن أخرى.
وحسب ما أكده قريب للعائلة، فإن الأمر يتعلق بالطفل “ريان” صاحب الثلاث سنوات، والذي كان في بيت جده رفقة شقيقته صاحبة الـ14 ربيعا، في حين كانت الأم تقتني أغراضها من السوق، وما هي سوى لحظات وأثناء اللعب والنشاط، عثر الطفل “ريان” على ولاعة، وفي خلسة من شقيقته، بدأ يشغلها، إلى أن وصل إلى ستار النافذة المصنوع من مادة القماش، وأوقد النار فيه لتنتقل ألسنة اللهب إلى كل الغرفة في وقت قياسي، وهو ما جعل شقيقته تفر مسرعة إلى الخارج طلبا للنجدة، بينما عجز الطفل “ريان” عن التحرك بعد أن طوقته النيران، ونالت من جسده الصغير، ليتحول إلى هيكل متفحّم، وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية بصعوبة من أجل بلوغ العمارة المستهدفة، وإخماد النيران بالشقة الكائنة بالطابق الثاني، وما صعّب المهمة أكثر هو تواجد مئات الطاولات المفروشة على الطرقات والأرصفة، ما يعيق حركة السيارات ويخلق صعوبات بالنسبة لوحدات الإنقاذ .
جثة الطفل “ريان” حوّلت إلى مصلحة الحفظ بمستشفى “أول نوفمبر”، ليتم دفنها في اليوم الموالي وسط جمع غفير من المعزين الذين لازالوا يتذكرون تحركات الطفل “ريان” الصبيانية والبريئة، وقهقهاته التي كانت تملأ المكان سواء بحي إيسطو أين يوجد منزل والديه، أو المدينة الجديدة ببيت جده الذي شبّ فيه الحريق .