-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وأخيرا التأم شمل العائلات الجزائرية في العيد بعد انحسار الوباء

سمية سعادة
  • 471
  • 2
وأخيرا التأم شمل العائلات الجزائرية في العيد بعد انحسار الوباء

لأول مرة منذ سنتين، اجتمع شمل العائلات الجزائرية في عيد الأضحى، بعدما جعلتهم جائحة كورونا جزرا معزولة، وقطعت حبل الأواصر بشكل نهائي.

لكنّ من لطف الله أن يجعل لكلّ أزمة بداية ونهاية، ومع انحسار الوباء الذي طال أمدُه، يتفاءلُ الجزائريون خيرا خلال هذا العيد الذي استقبلته العائلات بشراء الأضاحي، واستعادة أجواء الأعياد التي كانت تطبع المجتمع الجزائري في فترة ما قبل الجائحة.

ولعلّ أهمّ المؤشرات التي تدلُّ على أنّ عيد الأضحى لهذا العام مختلف مّا سبقه، إعادة افتتاح المساجد، وانتظام أداء الصلوات الخمس في كلّ الولايات، ورفع كلّ الشروط التي ارتبطت بجائحة كورونا، وهي التباعد، وارتداء الكمامات، وغيرها من الشروط القاسية.

هذا ما جعل منسوب التفاؤل مرتفعا لدى الجزائريين في كون عيد الأضحى سيكون عيدا بطعم مختلف، بحيث تمكنت العائلات من التزاور، وتبادل التهاني بصورة طبيعية دون الاضطرار إلى التزام البيوت مثلما حدث طيلة السنتين الماضيتين اللّتين طبعتا فترة انتشار الوباء.

ومع أنّ عيد الأضحى لهذا العام عرف عودة الحياة إلى طبيعتها، إلا أنّ بعض آثار الجائحة ما تزال تلقي بظلالها على المجتمع، خاصّة في الجانب الاقتصادي، والآثار السلبية التي تركتها على القدرة الشرائية للعائلات الجزائرية، ويظهرُ ذلك بصورة جليّة في أسعار الأضاحي التي ارتفعت مقارنة بالسنة الماضية، ما جعل الكثير من أصحاب الدخل البسيط يكتفون بالنظر إلى المواشي المعروضة، دون امتلاك القدرة على شراء كبش العيد نظرا لغلاء الأسعار.

ومع ذلك، يأمل الجزائريون في أن يكون عيد الأضحى لهذا العام مختلفا بصورة كبيرة عمّا سبقه، بعودة الحياة إلى طبيعتها شيئا فشيئا، وأيضا بعودة موسم الحج الذي يرتبط بصورة وثيقة بعيد الأضحى، على الرغم من ارتفاع تكاليفه وإبقاء سلطات العربية السعودية على بعض الشروط المرتبطة بفترة الجائحة حماية لزوّار بيت الله من هذا الوباء القاتل والذي أدّى في أوج انتشاره إلى إغلاق الحرم الشريف، وإلغاء موسم الحج، وهي المرة الأولى التي يتمُّ فيها ذلك.

وفي كلّ الأحوال، فإنّ عيد الأضحى لهذا العام كان امتحانا آخر للجزائريين لاختبار مدى قدرتهم على تجاوز تلك المحنة التي خلّفتها جائحة كورونا، وأدّت إلى فقدان العائلات للآلاف من الأحبّة الذين غادروا دار الفناء إلى دار البقاء، كما سيكون اختبارا يؤكد مدى تضامنهم وتآزرهم في الشدائد، ويبيّن أيضا قدرتهم على استعادة الحياة الطبيعية، والانخراط من جديد لاسترجاع تلك العادات التي ميّزت الأعياد الدينيّة، وعلى رأسها تبادل الزيارات، وإحياء صلة الرحم التي كانت تطبعُ يوميات الجزائريين في كلّ وقت وحين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد

    لا ننس إخوتنا المعتقلين

  • ثانينه

    عائلات سجناء الراي كيف حالها يوم العيد