هل يسقط خيار التسوية؟!!

أوضح أحمد قريع خلال ترؤسه اجتماعا تنظيميا ضم أمناء سر الأقاليم لحركة فتح في الضفة الغربية أن المفاوضات الجارية مع إسرائيل لم تفض الى شيء على صعيد قضايا الحل النهائي. وكشف بأن القيادة الفلسطينية منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما وهي تقنع شعب فلسطين والعرب والعالم بالقبول بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 ..

•  لكن إسرائيل هي من يجهض هذا الخيار، وأعلن السيد احمد قريع مفوض التعبئة والتنظيم في حركة فتح انه في حال مواصلة إسرائيل لرفضها هذا الخيار، فإن المطلب البديل للشعب الفلسطيني وقيادته دولة واحدة ثنائية القومية.
•  
• ماذا يعني ذلك؟ انه يعني ان  كل ما بذل على صعيد استحقاقات العملية السلمية من اعتراف بشرعية دولة إسرائيل وتغطية لعملية تطبيع عربي رسمي مع اسرائيل والقيام بما كان له الاثر بإحداث الشرح في الشعب الفلسطيني وتدمير نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية كل ذلك كان هدرا لا قيمة له.
•  
• ثم من قال إن الشعوب تتحرك بضغط على الزر؟ من قال إن الشعب بعد كل هذا العناء  قادر الآن ان يغير وجهته هكذا؟؟ ماذا يمكن العمل بإفرازات وتداعيات العملية السلمية؟ ماذا ستفعلون بمئات آلاف العاطلين عن العمل؟ هل سيضافوا الى مئات آلاف العمال المعطلين عن العمل؟ بمعنى أكثر وضوحا ان يتحول الشعب الفلسطيني الى فاقد للقمة الخبز وتحويل الشعب الى سفينة غرقى.. لقد عاد عشرات آلاف الفلسطينيين من مهاجرهم وتركوا مصادر رزقهم، فماذا يمكن ان يفعلوا الآن ان تخلت قيادة المنظمة عن نهج التسوية .. انه بوضوح الجوع الشامل للشعب الفلسطيني، وقد جرب الفلسطينيون ذلك لمدة عامين عندما كانت حماس في قيادة الشعب الفلسطيني.
•  
• ان شروط التسوية والسير في طريقها المظلم والموحش متمكنة من بطون الناس وظروف معيشتهم ولن يكون سهلا تجاوز ذلك الآن الا من خلال إسناد عربي حقيقي يستوعب مشكلة التشتت والجوع والفقر الرهيب لشعب منهك القوى بعد أكثر من ستين سنة من التشريد والتقتيل والتعذيب..
•  
• بيد أحمد قريع شيء واحد فقط وهو أن يكشف للشعب فشل تجربة الجري وراء أمريكا.. بيده أن ينسحب من المشهد باباء .. ونحن نعرف ان حكومة غزة في الورطة السياسية نفسها بل أكثر تعقيدا.. هم أخذوا سلطة ملغمة ومغشوشة وأصبحوا يدفعون فواتير استحقاقات مهينة من أجل مرور لقمة الخبز ..أما فلسطين والعودة فتلك مواضيع قد طويت..أجل سيسقط خيار التسوية ولكن من خلال رؤية منهجية صائبة والتزام بمعايير الانتصار والحرص على كل مكونات الشعب ووحدته وحتى ذلك الحين سيظل الفلسطينيون يرسفون في الألم والقهر.