-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعض أندية البطولة لها شعبية واسعة وتموّلها شركات كبيرة

هل بمقدور الجزائر امتلاك فرق قوية مثل الأهلي والزمالك والترجي؟

صالح سعودي
  • 266
  • 0
هل بمقدور الجزائر امتلاك فرق قوية مثل الأهلي والزمالك والترجي؟

يتساءل الكثير من المتتبعين حول مدى إمكانية انعكاس الرخاء المالي الذي تعرفه بعض أندية البطولة على مستقبلها على الصعيدين المحلي والقاري والإقليمي، خاصة وأن العديد من الفرق الناشطة في القسم الأول تتمتع بسمعة محترمة وماض كروي مشرّف وشعبية واسعة، ناهيك عن توفرها على شركات عمومية تتولى تمويلها وتسهر على تسوية متطلباتها المادية، ما يجعلها أمام اختبار كبير للبرهنة فوق الميدان وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل خاصة في المنافسات الإفريقية.

إذا كان المحيط الكروي لا يزال منقسما ومتضاربا بخصوص طريقة تمويل أندية القسم الأول، من خلال منح الأولوية لفرق معينة على حساب أخرى، ما ولّد نوعا من الطبقية في حظيرة الكبار، وخلّف فرقا تعيش في بحبوحة مالية مقابل معاناة كبيرة لأندية أخرى تعيش عل وقع المديونية وقلة يد العون، في ظل تواضع الإعانات وانعدام الإمكانات، إلا أنه بعيدا عن هذه الطبقية التي يأمل الكثيرون تجاوزها ولو على مراحل، فإن تفكير بعض المتتبعين منصّب على مدى قدرة أندية البحبوحة في فرض نفسها وطنيا وقاريا. وفي الوقت الذي اتضّحت نوايا وقدرات عدة أندية في البطولة، بدليل افتكاك مولودية الجزائر للقب البطولة، واحتلال شباب بلوزداد للمرتبة الثانية مقابل عودة المرتبة الثالثة والرابعة لكل من شباب قسنطينة واتحاد الجزائر، فإن الكثيرين يترقبون الرهان الحقيقي في المنافسات الإفريقية خلال الموسم الكروي المقبل، خاصة وأن الجزائر ستكون ممثلة بالفرق المذكورة التي احتلت المراتب الأربعة الأولى، حينها ستكون أمام اختبار هام من الناحية الفنية في مختلف المنافسات القارية (رابطة الأبطال الإفريقية وكأس الكاف)، خاصة وأن المشكل المالي غير مطروح، في ظل حيازتها على ميزانيات سنوية تفوق الـ100 مليار تمكّنها من انتداب أبرز اللاعبين الناشطين في البطولة والعائدين من دوريات أوروبية وعربية مختلفة، ولهذه الفرق القدرة على تسوية متطلباتها بشكل مريح، ما يتطلب منها في الوقت نفسه ضرورة البرهنة على صحة إمكاناتها من باب رد الجميل نظير الإمكانات الضخمة المسخرة لها من طرف الشركات العمومية.

ويجمع الكثير من المتتبعين بأن البطولة الوطنية تتوفر على أندية لها شعبية واسعة وإنجازات مهمة وسمعة طيّبة، ما يجعلها أمام حتمية الظهور بثوب الكبار في المحافل الإفريقية، حتى تظهر مستقبلا على شاكلة الفرق القوية في القارة السمراء مثل قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك وقطبي الكرة المغربية الوداد والرجاء وكذلك الفرق البارزة في البطولة التونسية مثل الترجي والنجم الساحلي والنادي الإفريقي، والكلام ينطبق أيضا على أندية بارزة تمثل بلدانا إفريقية لها وزنها في القارة السمراء مثل غانا ونيجيريا والسنغال وجنوب إفريقيا والبقية.

وعلى هذا الأساس، فإن الإمكانات التي سخرتها الدولة لعدد هام من أندية البطولة التي أصبحت تعيش أريحية مالية بفضل تمويلها من طرف شركات عمومها ضخمة، تتطلب برهنة ميدانية على الصعيد المحلي ثم في المنافسات الإفريقية والإقليمية، والكلام ينطبق هنا على بطل الموسم مولودية الجزائر الذي يتوفر على جميع معايير الفرق الكبيرة، والكلام ينطبق على شباب قسنطينة الذي يعد في طليعة الفرق الأكثر شعبية في الشرق والمستوى الوطني، شأنه في ذلك شأن فريق الألقاب وفاق سطيف وكذلك شبيبة القبائل واتحاد الجزائر وغيرها من الأندية التي لها تقاليد كروية نوعية على مر السنوات والعشريات الماضية، وهو الأمر الذي يفرض آليا ضرورة تفادي سوء التسيير وتبديد المال العام حتى يتسنى لهذه الأندية وغيرها الارتقاء فعليا إلى مصاف الاحتراف، بغية البرهنة وإهداء الجزائر الألقاب الإفريقية، ألقاب غابت لعدة سنوات وأصبحت تعد على أصابع اليد الواحدة منذ مطلع الألفية، حيث أفل نجم شبيبة القبائل التي أهدت الجزائر 3 ألقاب من منافسة كأس “الكاف”، ثم وفاق سطيف الذي حاز أول لقب من رابطة الأبطال الإفريقية في نسختها الجديدة وأخيرا اتحاد الجزائر الحائز على كأس “الكاف” ثم الكأس الممتازة خلال الموسم المنصرم، ما يتطلب التعامل بجدية ووفق إستراتيجية فعالية للعودة إلى الواجهة الإفريقية من بوابة منافسات الأندية وبقية المنافسات الخاصة بالمنتخبات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!