هل أصبحت غزة إقليما متمردا

أبدع الفلسطينيون وسيلة لاختراق الحصار فاتجهوا الى الارض يحفرون أنفاقا تصل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية يهربون من خلالها ما يستطيعون من مواد تموينية وأظهر المشتغلون في هذا الصدد مهارة فائقة فلقد كانوا يحفرون بوسائل بدائية على عمق أكثر من 16 مترا ولمسافات تصل أحيانا الى 600 متر ليتجنبوا إمكانية الانكشاف..وقد استطاعت هذه الانفاق ان تدخل كميات من احتياجات الناس رغم ارتفاع أسعارها لمحدوديتها..

• الا ان استياء العلاقة بين حماس ومصر مؤخرا بسبب احتجاج حماس على الموقف المصري الذي تتهمه بالانحياز لرام الله ..تسبب هذا الاستياء في خطوات ميدانية على الارض من قبل الاجهزة الامنية المصرية بتدمير عشرات الانفاق وبطريقة قاسية اذ يتركون فيها غازات قاتلة تسببت في موت عشرات الشبان الفلسطينيين.
•  
• في السياق نفسه لا تسمح الحكومة الاسرائيلية الا بإدخال خمس احتياجات الناس من مواد غذائية وتموينية. أما مواد البناء فكل شيء معطل بخصوصها.. ومن حين لآخر تغلق اسرائيل المعابر لسبب او لآخر والحجة دائما جاهزة.. ويهدد قائد الجيش الاسرائيلي بعمليات واسعة في غزة للقضاء على قوة حماس المتنامية.
•  
• في رام الله موقف غير مفهوم من عملية الحوار .. التحريض مستمر والاعتقالات مستمرة والتصريحات المحبطة متوالية .. والمواقف متناقضة، ففي حين يصرح الرئيس الفلسطيني عن نيته لحوار ليس عنه بديلا نرى طاقم الرئاسة وآخرين هنا او هناك بالذات الوزراء او المستوزرين الذين يرون في الوحدة الوطنية تهديدا لمواقعهم نراهم يصبون الزيت على النار.
•  
• أخطر ما في المشهد هو التسريب عن احتمال إعلان م ت ف ان غزة اقليما متمردا يمنع من أي انفاق مالي على الموظفين او المرافق وأنه لابد من الاستنجاد بالخارج للقضاء على هذا التمرد بالقوة .. والموقف الرسمي الفلسطيني هو الآن من يحكم إغلاق معبر رفح وذلك وفق تصريحات رسمية فلسطينية من أعلى مستوى وذلك بحجة انه لابد من الاتفاق والمصالحة بين حماس وفتح قبل الافراج عن الشعب الفلسطيني.
•  
• الانفاق تدمر حاليا والمعابر مغلقة والوعيد والتهديد يلاحق غزة بإعلانها إقليما متمردا باستدعاء القوى الخارجية لاقتحام غزة وتحريرها..وباراك يتوعدها بعمليات واسعة..والغلاء يضرب كل شيء من لقمة الخبز حتى الكساء والسوق تفرغ شيئا فشيئا ..وحماس مصرة ان تبقى في السلطة لأن الانتخابات صعدتها الى الفوز بأغلبية مقاعد التشريعي..والشعب يموت جوعا وسجنا وقهرا..فمن من الشرفاء من حكام العرب يقول قولة حق ويجمع الفلسطينيين على كلمة سواء؟