-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رسالة بيتكوفيتش لبلايلي كانت واضحة رغم كثرة الجدل

هكذا خسر “الخضر” عدة لاعبين بارزين لأسباب انضباطية

صالح سعودي
  • 1967
  • 0
هكذا خسر “الخضر” عدة لاعبين بارزين لأسباب انضباطية

خلّفت التصريحات التي أدلى بها الناخب الوطني حول صانع أفراح مولودية الجزائر، يوسف بلايلي، الكثير من الجدل وتعدّد التأويلات، خاصة حين أكد بأن سبب عدم توجيه الدعوة له يعود إلى أسباب انضباطية، وفي الوقت الذي مال الكثيرون في صف بلايلي الذي وصفوه بـ”المظلوم”، بحجة أنه لم يحدث أي مشكل مع المنتخب الوطني، إلا أن عدة أطراف أرجعت سبب تصريحات الناخب الوطني إلى عديد التصرفات السلبية وغير المسؤولية التي بدرت من اللاعب بلايلي في عديد المباريات التي نشطها مع فريقه الحالي مولودية الجزائر، سواء في ملعب “5 جويلية” أو في ملاعب أخرى.

لا يزال قرار عدم توجيه الدعوة للاعب يوسف بلايلي بمناسبة مواجهتي غينيا وأوغندا يثير الكثير من الجدل وردود الأفعال، بعدما ذهبت بعض الأطراف إلى وصف هذا القرار بـ”الظالم” في حق لاعب خطف الأضواء هذا الموسم بعدما ساهم بشكل فعال في تتويج فريقه الحالي مولودية الجزائر بلقب البطولة، ناهيك عن تألقه من ناحية التهديف والفرص الحاسمة حيث كان وراء تسجيل عدة أهداف لمصلحة فريقه. وإذا كان البعض قد وقف على دلالة كلمة الانضباط التي قالها الناخب الوطني بيتكوفيتش بخصوص أسباب عدم تتويجه الدعوة للاعب بلايلي، حتى أن البعض أراد أن يعطي لهذه الكلمة دلالات وأبعاد أخرى، مادام أنها مفتوحة على عديد التأويلات، إلا أن بعض المتتبعين أكدوا بأن كلام الناخب الوطني كان واضحا، ويصب أساسا في الشق الفني والميداني، من خلال التصرفات التي بدرت من بلايلي فوق المستطيل الأخضر في عديد المباريات التي لعبها مع مولودية الجزائر هذا الموسم، بدليل احتجاجاته الكثيرة على الحكام، على غرار ما حدث أمام وفاق سطيف بملعب هذا الأخير، وكذلك في مباريات أخرى جرت في ملعب “5 جويلية”، بدليل أن هذه الاحتجاجات لم تقتصر على الحكام فقط وبطريقة مستفزة وكأنه يريد أن يتلقى بطاقات حمراء، بل تعدّت إلى الاحتجاج بشكل مقرب على حكمة من الجنس اللطيف، ما خلّف الكثير من الاستياء، مثلما دخل في مناوشات مع لاعبي ومدربي الفرق المنافسة، لعل آخرها ما قام به في خنشلة ضد المدرب مفدي شردود.

وانطلاقا من هذه المعطيات التي شاهدها الكثيرون من المدرجات أو عبر التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، فإن كل هذا يصب في خانة عدم تحلي بلايلي بالانضباط فوق الميدان، وهذا بدون الحديث عن خارج المستطيل الأخضر الذي يعد في نظر البعض حرية شخصية. وعلى هذا الأساس، يرى البعض بأن قرار الناخب الوطني منطقي وموضوعي انطلاقا من هذه التصرفات والممارسات غير المسؤولة، حسب وصف بعض المتتبعين، وهو ما يجعله يتحول إلى قدوة سيئة لدى الأطفال والشبان، وهذا بصرف النظر عن إمكاناته الفنية، ومساهمته في صنع أفراح المنتخب الوطني، بدليل دوره الفعال في التتويج بلقب “كان 2019” بمصر، وكذلك حصول المنتخب الوطني على “كأس العرب” منذ عامين في قطر، ومحطاته الكروية المختلفة التي جمعت بين الإبداع والاستعراض وكذلك بعض الخرجات غير المسؤولية التي تسبّبت في تكسير مسيرته التي يفترض أن تكون أحسن مما هي عليه الآن، وهو الذي كثرت خرجاته المثيرة للجدل منذ قضية 2015، حين تعرض لعقوبة قاسية بسبب ثبوت تناوله مواد ممنوعة، ورغم عودته بقوة إلى الواجهة، إلا أن عدم تسييره الأمثل لمشواره الكروي حرمه من صفقات مهمة للعب في أكبر البطولات الأوروبية، ناهيك عن فشله في الاستمرار في أول فرصة تتاح فيه في الدوري الفرنسي، ليعود مجدّدا إلى البطولة المحلية من بوابة مولودية الجزائر.

وبالعودة إلى الجوانب الانضباطية للاعبين، فقد تسبّب هذا العامل في حرمان المنتخب الوطني من خدمات عدة لاعبين بارزين، سواء حملوا ألوان “الخضر” ولم يواصلوا أو كان بمقدورهم التواجد في “الخضر” وحال الانضباط دون ذلك، ويكمن الانضباط في عدة حالات تخص الجانب المزجي السلبي فوق الميدان، من خلال سلوكات وتصرفات غير مسؤولية تصب في خانة كثرة الاحتجاجات والحصول على الإنذارات والبطاقات الحمراء، أو تصرفات انضباطية خارج الميدان، حيث يتداول الشارع الكروي أسماء عدة لاعبين كان بمقدورهم الذهاب بعيدا في أعلى مستوى لكن نقص الانضباط والنظرة الضيقة للأمور جعلهم يفوتون على أنفسهم فرصا من ذهب على صعيد المنتخب الوطني وحتى على الصعيد الاحترافي، على غرار الهدّاف السابق حميد مراكشي وشاوشي ومزاير وعبدوني، فيما ذهب لاعبون آخرون ضحية كثرة الانفعالات والمزاج السلبي في بعض الحالات، مثل زرقان ويسعد بورحلي وعبد الرزاق دحماني ولموشية وإلياس شتي والقائمة طويلة للاعبين يقبضون أموالا طائلة لكنهم يفتقدون إلى ذهنية احترافية تجمع بين الانضباط والاحترافية، ما جعل مشوارهم الكروي يتوقف سريعا أو يتدحرج إلى الأسفل، رغم أن إمكاناتهم تؤهلهم للذهاب بعيدا فنيا وماديا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!