-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ليبيون وتونسيون ومصريون يستعدّون لاكتشاف شواطئها وجبالها

هكذا تحوّلت تونس إلى منطقة عبور للسيّاح العرب نحو الجزائر!

مبعوثة "الشروق" إلى تونس: أسماء بهلولي
  • 6457
  • 0
هكذا تحوّلت تونس إلى منطقة عبور للسيّاح العرب نحو الجزائر!
ح.م

لم يعد يفصلنا عن بداية موسم الاصطياف رسميا إلا بضعة أسابيع، تعتبرها السلطات الجزائرية حاسمة لجلب أكبر عدد من السيّاح والمصطافين إلى شواطئ القالة وعنابة وجيجل، مرورا ببومرداس والعاصمة وصولا إلى مستغانم ووهران وتلمسان.
ووفق برنامج خاص تشرف على تطبيقه وزارة السياحة، بأمر من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وتساهم في تجسيده ميدانيا وكالات السياحة والأسفار، التي ارتأت هذه السنة التنسيق مع نظيراتها التونسية، لتبادل السيّاح وتحويل تونس إلى منطقة عبور للسيّاح العرب نحو الجزائر، والتي أقرّت لأول مرة تخفيضات في أسعار الفنادق وإجراءات خاصة على مستوى الشواطئ.
“الشروق” رافقت وفدا مكوّنا من 35 وكالة سياحية إلى مدن ومنتجعات تونسية جذّابة، لمعاينة تحضيرات استقبال السيّاح الجزائريين هناك، وأيضا للتنسيق مع زملائهم التونسيين حول كيفية وضع برنامج عمل مشترك، يُتيح تحويل تونس إلى منطقة عبور للسيّاح العرب نحو الجزائر.
وارتفعت لأوّل مرة بعد سنوات، وفقا لما وقفت عليه “الشروق” بمناطق الحمامات وسوسة والمنستير نسبة حجز الجزائريين نحو تونس بأربعين بالمائة، نتيجة اعتماد عروض وتخفيضات خاصة بالفنادق، وبرنامج موجّه حصريا للأسر الجزائرية يتضمّن إطعاما خاصا وحفلات للتراث وبرنامجا ترفيهيا يراعي العادات والتقاليد الجزائرية.

40 بالمائة نسبة الحجوزات على تونس خلال صائفة 2024
بالمقابل، قال مدير التسويق على مستوى وكالة طرابلسي للأسفار، محمد لمين تريكي، إن نسبة الحجوزات الخاصة بالسياح الجزائريين الراغبين في قضاء عطلة الصيف في تونس، فاقت 40 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرا إلى أن العدد مرشح للارتفاع بالنظر إلى العروض المقدمة من قبل المتعاملين التونسيين.
وقال التريكي إن “تونس تظلّ الوجهة الأولى خارجيّا للسائح الجزائري وإنه من المهم تشجيعه بأسعار تفاضلية”، وهو الأمر الذي وقفت عليه “الشروق” طيلة تواجدها في تونس رفقة وفد إعلاميّ خاص، لمعرفة مدى جاهزية التحضيرات لاستقبال السياح الجزائريين، حيث أكد في هذا الإطار المدير العام لفندق قولدن توليب، هيثم شوشار، أن كل التدابير اتخذت لاستقبال السائح الجزائري، مشيرا إلى إقرار تخفيضات خاصة بهم وتقديم عروض مميزة تليق بالسائح الجزائري.
ونفس الشيء أكده ماهر مقدم، مدير نزل “روايال حمامات” في إفادة لـ”الشروق”، مشيرا إلى وجود تنسيق خاص مع الوكالات السياحية الجزائرية لتلبية كل متطلبات السائح الجزائري، هذا الأخير الذي يتمتع – حسبه- بمكانة خاصة في قلوب التونسيين وكذا اهتمام كبير من قبل السلطات التونسية.

الجذب السياحي نحو الجزائر.. استراتيجية جديدة
من جهتها، تسعى الوكالات الجزائرية الناشطة في الميدان السياحي لاستقطاب أكبر عدد من السياح التونسيين والليبيين نحو الجزائر وذلك عبر عروض وبرامج سياحية مُميزة في إطار ما يعرف بالسياحة المُعاكسة بين هذه البلدان، ففي الوقت الذي يتجه فيه الجزائريون برا وجوا نحو تونس لقضاء إجازاتهم الصيفية تسعى الوكالات السياحية الجزائرية لجذب أكبر عدد من التونسيين وحتى الليبيين إلى الاتجاه المعاكس.
ولم يكن هذا الأمر معروفا خلال السنوات الماضية، حيث يؤكد صاحب وكالة “أمينقو فوياج”، بن براهيم أحمد أمين، في تصريح لـ”الشروق” أن الوكالات السياحة الجزائرية شرعت منذ بداية الموسم في إعداد برامج خاصة للسياح التونسيين واللبيبين، من أجل زيارة واكتشاف جمال الجزائر، حيث يفضل الكثير منهم زيارة المناطق الصحراوية والجبلية والحموية، خاصة في فصل الشتاء.
ويؤكد محدثنا أن التونسيين اكتشفوا مؤخرا ما تزخر به الجزائر من قدرات سياحية ومن جمال طبيعي كان الكثير منهم يجهله رغم القرب الجغرافي والعلاقات المتينة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.
ونفس الشيء يؤكده ياسين تازروت، صاحب وكالة “ريزا الجيريا”، حيث قال إن الإعلانات التي تحث التونسيين على قضاء أيام وأسابيع في الجزائر باتت تملأ مختلف وسائل الإعلام التونسية، بل أصبحت وكالات الأسفار التونسية تنظم رحلات إلى الجزائر برا وجوا مع الإقامة في الفنادق.
من جهته، كشف المدير العام لوكالة “طرابلسي للأسفار”، محمد طرابلسي عن وجود عمل مشترك بين الجزائريين والتونسيين من أجل التكفل بالسائح الجزائري الذي يرغب في قضاء عطلته الخاصة في تونس، وكذا العمل في نفس الوقت على تقديم برنامج خاص موجه للتونسيين الراغبين في اكتشاف الجزائر، بعيدا عمّا كان يعرف سابقا بالسياحة التجارية والعلاجية.

الصالون الدولي بالجزائر للسياحة فرصة لتبادل الخبرات
بالمقابل، تستعد الجزائر لاحتضان الصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته الـ23، والمُزمع تنظيمه ما بين 30 ماي الجاري والثاني جوان القادم بقصر المعارض بالصنوبر البحري، حيث ستكون هذه التظاهرة فرصة لتعزيز وجهة الجزائر السياحية، وموعدا متجددا يترقبه المتعاملون والمهنيون لولوج الأسواق السياحية المحلية والعالمية قصد توسيع دائرة الزبائن المستهلكين لمنتجاتهم وعروضهم المتنوعة.
وفي هذا الإطار، يؤكد متعاملون تونسيون في مجال السياحة والفندقة في تصريح لـ”الشروق” عن استعدادهم لتبادل الخبرات بين تونس والجزائر في الميدان السياحي، من خلال الإشراف على تنظيم دورات تكوينية وتقديم رؤية عامة حول كيفية تطوير القطاع السياحي، كي يكون مصدرا مدرّا للثروة، كما سيكون الصالون فرصة لتقديم أهم العروض والخدمات التي يسعى من خلالها الناشطون في القطاع لترويج لبرامجهم السياحية وتسويقها.
كما يحظى هذا الموعد السنوي باهتمام الجمهور الواسع، مما سيسمح بالاطلاع على أهم المنتجات السياحية الوطنية والخدمات التي يقترحها العارضون، ويشجع كذلك على بعث الحركة السياحية الداخلية وتنمية الوعي السياحي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!