-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
هناك ما يجعل الحوار فاشلا

من طرف حماس وطرف الرئيس الفلسطيني

صالح عوض
  • 7670
  • 0
من طرف حماس وطرف الرئيس الفلسطيني

هناك ما يبرر التهرب من التوصل إلى اتفاق وعدم التعامل بجدية مع موضوع التصالح الفلسطيني.. فحماس ترفض نصوصا واضحة في المبادرة المصرية ذات صلة بالاعتراف بإسرائيل والمبادرات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية..

  •  والرئيس الفلسطيني يرى أن الحوار الآن مع حماس سيفضي إلى مشاركة قوية لحماس في (م.ت.ف)، الأمر الذي يعني تمكين حركة حماس من مواقع القرار الفلسطيني وطرد شخصيات مثل ياسر عبد ربه أو غيره من مواقع الصدارة في قيادة (م.ت ف).. وللرئيس الفلسطيني ما يقوي موقفه الآن، وهو فوز أوباما برئاسة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث نال الرئيس الفلسطيني تأكيدات من أوباما باستئناف العمل السياسي من أجل إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967، وأن المبادرة العربية سيكون لها حضور مهم في سياسات أوباما الشرق أوسطية.
  • حماس وفتح تتناوبان التهم وتضعان شروطا للحوار، وبمعنى أكثر دقة تضعان عراقيل؛ فحماس تشترط إخراج كل المعتقلين في سجون السلطة بالضفة، كما أن حماس ترفض على فتح أن تقوم بإحياء ذكرى وفاة ياسر عرفات في 11 نوفمبر، وقامت باعتقالات طالت أعضاء تشريعيين من فتح وكوادر وقيادات فتحاوية، وقد يؤدي الاصطدام إلى أحداث من العنف في التاريخ المذكور إذا صممت فتح على أن تحيي الذكرى رغما عن رفض حماس.
  • لن يكون مسموحا لحماس أن تدخل المربع السياسي، وبإشراف عربي رسمي، إلا إذا اعترفت بإسرائيل وبشرعية وجودها والتزمت نهج التفاوض للتعامل مع الموضوع الفلسطيني، وذلك ما لا يمكن أن تقدم عليه حماس بأي شكل من الإشكال.. فحماس حتى لو قبلت ببعض الخطوات التكتيكية كالهدنة وغيرها، إلا أنها لن تستطيع الاعتراف لأسباب إيديولوجية وسياسية.. وهذا يعني وجود عقبة كبيرة دون حصول اتفاق بين الطرفين الفلسطينيين، ودون حصول رضا رسمي عربي يقبل بحماس، إلا إذا دخلت على الخطاب السياسي الرسمي.
  • والرئيس الفلسطيني لن يكترث بحماس ولا بالحوار معها ولا بغزة ولا بحصارها إن هو رأى في الأفق إمكانية حل سياسي مع الإدارة الأمريكية أو إمكانية تعاطي سياسي مع السلطة الفلسطينية.. وسيظل الجهد الرسمي الفلسطيني منشغلا بالعملية السياسية، ولن يتجه الموقف الرسمي الفلسطيني إلى خطاب الحوار إلا إذا فشلت أو أحبطت عملية التسوية، وهذا ما لم يمكن أن يحصل على مدار عدة سنوات قادمة في ظل حكم الديمقراطيين..                                                      والرئيس الفلسطيني يدرك أن إنهاك مشكلة غزة يمكن أن يتم بعدة طرق، وعلى كل حال لن تستطيع حماس أن تفعل شيئا ضد التسوية وخطواتها بعد أن كبلت نفسها بالهدنة وشروطها؛ فهو سيتحرك في مأمن من خربشات حماس التي ستتكفل بها إسرائيل إن هي خرجت على الهدنة.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!