مخطط “ماتاي” الإيطالي يتمدّد إلى الجامعات الجزائرية

بعد الطاقة والزراعة، جاء الدور هذه المرة على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات الجزائرية، ليشملها مخطط “ماتاي” للحكومة الإيطالية، الذي يتضمن مشاريع تعاون واسع مع عديد البلدان في القارة الإفريقية في مجالات عدة.
في هذا السياق، وقّعت الجزائر وإيطاليا، الثلاثاء، على مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، بحضور وزير القطاع، كمال بداري، ووزيرة الجامعات والبحث الإيطالية، آنا ماريا بيرنيني، بحضور سفير روما بالجزائر، ألبرتو كوتيلو.
وأشار الوزير بداري إلى أن هذه الاتفاقية مع إيطاليا تهدف لتطوير التعاون الثنائي والوصول به إلى شراكة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، من أجل خلق بيئة تعليمية موحّدة بين الجامعات الجزائرية ونظيرتها الإيطالية.
وأوضح المسؤول الأول بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، أنه سيتم العمل من خلال مذكرة التفاهم هذه على ترقية شبكة جامعية بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية والإيطالية، مشيرا إلى أنه سيتم أيضا استحداث توأمة بين مؤسسات جامعية في البلدين والعمل سويا من أجل التحضير لجامعة من الجيل الرابع في الجزائر وإيطاليا، والانتقال من جامعة تقليدية إلى جامعة مقاولاتية تخلق الثروة وتساهم في التنمية الاقتصادية.
واعتبر الوزير بداري، أن هذا اليوم يشكّل انطلاقة لوثبة من أجل تعزيز التعاون في هذا القطاع والتقارب بين الشعبين.
بدورها، عبّرت وزيرة الجامعات والبحث الإيطالية، آنا ماريا بيرنيني، عن استعداد بلادها ودائرتها الوزارية، من أجل تبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية بين البلدين، لرفع التحدّيات في مجال التكوين الجامعي والبحث العلمي، وتحضير الطلبة للمهن المستقبلية في مختلف المجالات.
وأضافت بالقول: “نحن واثقون من أن هذا التعاون سيحقق نموا كبيرا لمجتمعاتنا الأكاديمية والعلمية ولبلداننا، إن استثماراتنا في المستقبل مشتركة بقدر ما أن تاريخنا مشترك”.
وشدّدت المسؤولة الحكومية الإيطالية على أن بلدها والجزائر بإمكانهما أن يسلكا معا طريق البحث العلمي والتكنولوجي الذي سيسمح لهما بمواجهة التحدّيات المعقدة التي يحملها لهما المستقبل، موضحة أن هناك مسؤولية مشتركة وهي ضرورة تأهيل وتكوين الطلبة في مهن جزء منها غير موجود حاليا.

لقاء مع شركات منخرطة مباشرة في مخطط “ماتاي”
وذكرت وزارة الجامعات والبحث الإيطالية، في بيان اطلعت عليه “الشروق”، أن زيارة بيرنيني إلى الجزائر هي الثالثة لها في إفريقيا، في إطار مخطط “ماتاي” الموجّه للقارة السمراء، بعد تونس وليبيا، موضّحة أن مذكرة التفاهم الموقّعة تسعى لتحقيق جملة من الأهداف.
وأشار المصدر إلى أن المذكرة تهدف إلى تشجيع التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات البحثية وتبادل المعلومات ووجهات النظر حول القضايا العلمية والتكنولوجية، وتشجيع المشاركة في المؤتمرات والندوات وورشات العمل والفعاليات الإقليمية والدولية، وتشجيع التنقل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والباحثين الوافدين والمغادرين في الاتجاهين، ودعم وتعزيز البحث الأكاديمي وتدريس اللغات والآداب والثقافات والتاريخ في كلا البلدين، وتعزيز تبادل الموظفين الأكاديميين والإداريين والمحاضرين والعلماء والباحثين وخبراء العلوم والتكنولوجيا، وبالتالي، التعاون في تنمية الموارد البشرية، فضلا عن تعزيز التعاون المباشر بين مؤسسات التعليم العالي والبحث في كلا البلدين.
وستلتقي الوزيرة خلال زيارتها إلى الجزائر، وفق البيان، بمسؤولي شركات إيطالية ناشطة في البلاد، على غرار عملاق الطاقة “إيني” و”بونيفيكي فيراريزي” المتخصصة في الإنتاج الزراعي، و”ليوناردو” للصناعات العسكرية.
وبدا واضحا بأن لقاءات الوزيرة الإيطالية كانت مع شركات لها إسهام مباشر في مخطط “ماتاي” في شقه المتعلق بالجزائر، على غرار “إيني” من خلال مشاريع الطاقة، مثل الغاز والطاقات المتجدّدة، منها الهيدروجين، و”بونيفيكي فيراريزي” التي حصلت قبل أيام على موافقة جزائرية لإنتاج القمح والبذور
على مساحة 36 ألف هكتار بولايتي أدرار وتقرت.
وبحسب المصدر، فإن عدد المشاريع المموّلة من جامعات إيطالية في الجزائر بلغ 18 مشروعا، شملت قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية، على غرار التنمية الريفية وإدارة الأراضي وسلاسل توريد الأغذية الزراعية والغذاء والطاقات المتجدّدة وتسيير وإدارة الموارد المائية، موضحا أن هناك 30 اتفاقية تعاون بين الجامعات تم توقيعها بين عامي 2017 و2023، تشمل 18 جامعة.
ولفتت وزارة الجامعات والبحث الإيطالية إلى أن الجزائر، وبالنظر لما تتميز به من ندرة المياه وانخفاض مردودية الإنتاج الزراعي، فقد ركّزت معظم مبادرات التنسيق والتعاون الجامعي على إيجاد حلول لهذه المشاكل.