محمود الزهار في منتدى الشروق:على إسرائيل أن تنتظر الزحف العظيم مع كل اعتداء
شدد الدكتور محمود الزهار، وزير خارجية حكومة حماس، على أن إسرائيل لم تستوعب بعد التغيرات جيوسياسية في المنطقة، وأنها ستحاول قلب الطاولة على هذه التغييرات، معتبرا أن أسوأ ما يمكن أن تفعله إسرائيل هو تفجير حرب جديدة ضد قطاع غزة، لكنه أكد في هذه الحالة أن الشعب المصري بعد الثورة لن يقبل بأي عدوان جديد على غزة.
-
تقرير غولدستون وأسطول الحرية أسقطا مظلومية إسرائيل أمام العالم
- كشف محمود الزهار لدى استضافته أمس في منتدى الشروق بالتنسيق مع حركة مجتمع السلم (حمس) التي دعتهم في إطار برنامجها للعالم الإسلامي من أجل الاحتفاء بالشخصيات والقيادات الإسلامية أن “الزحف العظيم” الذي قاده فلسطينيو الشتات نحو حدود فلسطين المحتلة لن يكون سنويا، بل سيتم إحياؤه مع كل فرصة ممكنة.
-
وبحضور الدكتور صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحماس، والطاهر نونو، الناطق الرسمي باسم “حكومة حماس”، ومرافقة الدكتور عبد الرزاق مقري، نائب رئيس حركة مجتمع السلم، تعهد الزهار بعدم التنازل عن أي شبر من تراب أرض فلسطين، بل ذهب بعيدا عندما قال “نحن لا نملك حق التنازل عن أرض فلسطين ومن فعلها من قيادات حماس فإنه خائن”.
- حماس ليست أداة سياسية في يد سوريا
-
قال ضيف الشروق، في رده على سؤال حول دور سوريا ومصر في الانقسامات الفلسطينية التي توجت بالمصالحة مؤخرا، إن حماس “ليست أداة سياسية في يد غيرها، ولا أداة في يد أي نظام آخر، سواء كان السوري أو المصري”، وليست “طرفا في اشكالياتها الأمنية، بما فيها استخدام الساحة الدولية”، مضيفا أن حماس لا تنكر دور سوريا في احتضان المقاومة وقياداتها، غير أن ما يحدث فيها شأن داخلي، ونفى المتحدث أن يكون بين قيادات حماس في سوريا وبين نظام هذه الأخيرة توتر في علاقتهما، ومن “يلبس أمن غزة وفلسطين جزء منا” يقول المتحدث، الذي أضاف أن قادة حماس لا يريدون تحميل أكثر من 2 مليون فلسطيني بالأردن، ونصف مليون في سوريا، و3 ملايين في مصر، خلافات سياسية فلسطينية فصائلية.
-
جئنا نتعلم من تضحيات الجزائريين في مقاومة الاستعمار
- ذكر الزهار أن زيارته الأولى للجزائر لها أبعاد كثيرة، كونها أرضا عانت من الاحتلال لأزيد من 130 سنة وانتصرت، قائلا: “بالنسبة إلينا كما قاوم الجزائريون قاومنا، الجزائر قاومت دولة عظمى، ونحن نقاوم دول العالم الغربي، الكل يدعمها، فجعل منها دولة كبرى، فهذه الزيارة الرمزية لشعب استطاع أن يصنع دولة حرّة، تعطينا الانطباع أنه ومهما كانت التضحيات سنصل إلى تحقيق أهدافنا”.
-
- حماس هي التي بادرت بورقة المصالحة
-
قال ضيف الشروق إن حماس هي من بادر لورقة المصالحة، وعاد إلى أصل الخلاف بين الطرفين إلى سنة 2006، لما تعرضت قيادات حماس إلى قهر السلطة لهم ومصادرة أسلحتهم ووضعهم في سجون المقاومين والتعاون الأمني ضدّنا، مذكّرا أن حماس لم تلجأ حينها إلى السلاح، بل إلى الانتخابات التشريعية، التي فازوا بها وكان قرار الغرب بإلغاء النتائج.
-
وأضاف الزهار “رُفِضَ دخولنا الحكومة الوطنية، بحجة أنه ليس لنا الشرعية، ولا المال، ولا الاعتراف وأن العالم كله يرفضنا، وأكملنا خمس سنوات ونيّف ولم تسقط حكومتنا”. ونظرا للتغيرات التي عرفتها المنطقة، قامت الحركة بتقديم برنامج المصالحة، المكوّن من خمس أوراق، بينها الملف الأمني، الانتخابات، منظمة التحرير، وكانت نقطة الخلاف كيف نحصّن الانتخابات من التزوير، التي هي رغبة الغرب، وتمسكت حماس بأن تشكل لجنة الانتخابات المركزية ومحكمة الانتخابات بالتوافق، وليس بتوصية من الرئيس محمود عباس.
-
- فتح معبر رفح خطوة هامة ولا حاجة إلى الأنفاق بعد اليوم
- سجّل الزهار فرحته بإعلان مصر لفتح معبر رفح بشكل دائم بدءا من اليوم، معلنا أنه لن يكون للأنفاق نفع بعد ذلك، إذ أنها ستكون مكلّفة في ظل الحراك الاقتصادي، وطالب أن توصل هذه الخطوة الهامة في تاريخ مصر بفكّ الارتباط الاقتصادي بينهم وبين الكيان الصهيوني.
-
وقال المتحدث إن ما بادرت إليه مصر هو عبارة عن تحسينات في معبر رفح وتبقى غير كافية، إلا أنها خطوة هامة، ورأى أنه لاينبغي فقط أن يعبر الناس والأفراد، يجب أن ينفك الارتباط بيننا وبين الكيان الاسرائيلي على المستوى الاقتصادي. وقدّر الزهار تداول ما يزيد عن ثلاثة مليار دولار كتبادل تجاري مع الكيان الصهيوني، ولا يعقل أن يستمر هذا الوضع، فتشكل مرابحة لإسرائيل يعني بناء المزيد من المستوطنات، ومصر أحق بهذه الفوائد، طالما أن مستوى معيشة الفلسطينيين منسجم معهم، وكذا كون المستوى الاقتصادي لغزة مرتبطا تاريخيا بمصر، كارتباط الأردن بالقطاع.
-
واعترف المتحدث أنه ما كان له أن يدخل إلى الجزائر لو كان المعبر مغلقا، مثمنا هذه المبادرة الخلاقة لمصر في زمن الثورة. وذكر أن مصر شاركت مشاركة فعلية في الحصار على غزة بإغلاق المعبر ومنع وصول المساعدات، التي كانت أغلبها تبقى في العريش حتى تتلف، والآن نطمئن بعد إعلان وزير الخارجية المصري بان كل ما يأتي لغزة يدخلها.
- الجامعة العربية تحتجز 32 مليون دولار ننتظر الإفراج عنها
- كشف المتحدث كيف أن حركة حماس تمكنت في وقت مضى من حجز حاويات كانت قادمة لفتح سنة 2009، من قبل دول عربية يصب موقفها في مصب برنامج التسوية. وذكّر الزهار بأن الجامعة العربية تحتجز 32 مليون دولار، من ضمن المساعدات التي تصلبها من كافة الأقطار العربية، فضلا عن المضايقات التي كانوا يتعرضون إليها، إذ مكثوا أزيد من سنة ممنوعين من السفر أو الخروج من قطاع غزة. وقال الزهار إنه لن تكون أنفاق من بعد إعلان مصر فتح معبر رفح، مشيرا إلى أنها كانت حالة اضطرارا فقط “فالأنفاق في حكم المضطر، حينما لم نكن نجد دواء لجرحانا ولا جراحين لإجراء العمليات اللازمة، ولا طعام ولا دواء، وحينما كنّا نستخدم زيت المائدة في محركات المركبات مما يتسبب في انتشار هيدروكربونات مسرطنة للأجواء، كان يجب علينا أن نجد الأنفاق فهي الرئة التي تنفسنا من خلالها”. ورأى أنه لا فائدة من الأنفاق في ظل الوضع الجديد، لأنها ستصبح مع الوقت مكلّفة، طالما إن البضائع تدخل إلى قطاع غزة بطرق مشروعة، معترفا لمصر بحقها الكامل في تفتيش هذه البضائع.
-
- نظام مبارك الأسوأ في تاريخ القضية الفلسطينية
-
أكّد ضيف الشروق، أن نظام مبارك المخلوع، كان يضغط بكل الوسائل على حركة حماس، حتى تقبل بشروط فتح، ووصف عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بالأسوأ على القضية الفلسطينية.
-
وذكر المتحدث عددا من جرائم النظام المصري البائد في حق المقاومة في قطاع غزة، على رأسها إغلاق معبر رفح الحدودي، وحجز كل المساعدات الموجهة لغزة من العالم، حتى تتلف في العريش، كما قامت بحجز أموال قيادات حماس والحركة، لإسقاط نتائج الانتخابات، وكذا منع كل من له علاقة بالمقاومة من دخول مصر، فيما فتحت أبوابها تماما لحركة فتح، مضيفا أن النظام المصري في عهد مبارك تبنى برنامج فتح السياسي، ضد برنامج حماس المقاوم، ولم يكتف بدعمه سياسيا وإيجاد مخارج لكل فشل تمنى به فتح في المفاوضات، بل أدخل لفتح الأسلحة لحسم الموقف ضد حكومة حماس، وكشف ضيف الشروق، عن مصدر الأسلحة التي استحوذت عليها حماس والتي كانت موجهة لفتح من مصر، والذي قال إنه من دول وحكومات عربية – لم يذكر اسمها -، كانت تريد القضاء على المقاومة في فلسطين.
-
وعن الدور المصري في مستقبل المصالحة والقضية الفلسطينيتين، بعد رحيل نظام مبارك، فقد أكد الزهار أن حركة حماس تنتظر الكثير من الجانب المصري، وبوادره بدأت منذ سقوط مبارك، حيث سمح لقيادات حماس التي كانت ممنوعة من دخول مصر بتوافق بين أمن الدولة من جانب هذه الأخيرة، والأمن الوقائي الذي كان يقوده دحلان، مضيفا أن الموقف انقلب من القاعدة هو الممنوع والمسموح به استثناء، في عهد مبارك، إلى الممنوع هو الاستثناء والقاعدة هي المسموح به.
-
ورأى ضيف الجزائر، أن مصر تستعيد مسارها التاريخي العروبي الواضح الذي عرفت به منذ عام 1952، حين تبنت القضية، ولعبت أدوارا مهمة وتاريخية في مسارها، معتبرا عصر مبارك أسوأ فترة مرت بها مصر اتجاه القضية، حيث شارك في الحصار على غزة، ورفض الانتخابات، واستخدم كل الطرق للضغط على حكومة حماس، نافيا أن يكون للشعب المصري المقاوم مع إخوانه الفلسطينيين دور فيما حصل، مضيفا أنه لم يكن شريكا أبدا بل قال رأيه بصراحة.
- محور مصر، إيران وتركيا سيحقق مشروع المقاومة
-
أسطول الحرية زرع بذور مستقبل جديد
-
قال محمود الزهار، إن أسطول الحرية الأول، الذي قصفته إسرائيل في المياه الإقليمية منذ عام، يعتبر نقطة تحول تاريخية، ومحورية، خاصة بعد تطور الموقف التركي اتجاه القضية العربية الأولى، مضيفا أن الأسطول عرّى مصداقية المؤسسات الفكرية الإسرائيلية والداعمة لها عبر العالم، وهدم معها أهم جزء منها يوم حادثة الاعتداء، وأكد أنه حتى لو كان بوزن أقل هذه المرة سيعزز الصورة ويوضح “ملامحها الغير مكتملة المعالم”، وأوضح المتحدث أن ما قام به الأسطول كان رسالة واضحة الدلالة مفادها أن العالم العربي والإسلامي والضمير الحي الشعبي في العالم، قال إننا على استعداد للتضحية من أجل الوصول لشواطئ فلسطين المحتلة، وبذلك زرعوا بذور مستقبل جديد، مؤكدا أن مرمرة أرسلت رسالة تاريخية مهمة لكل الحكام في المنطقة، سواء العرب أو غيرهم.
-
وأكد الزهار أن أسطول الحرية وتقرير غولدستون، إضافة إلى التحول الجغرافي في المنطقة خاصة سقوط نظام مبارك وتقارب مصر مع إيران، وعودة تركيا القوية سيشكلون محورا جديدا في العالم الإسلامي يحقق مشروع المقاومة.
-
”الأجهزة الأمنية التي كوّنتها حماس في غزة لن تمس”
-
أكّد محمود الزهار، في رده على سؤال حول مستقبل الأجهزة الأمنية التي صنعتها حكومة حماس في غزة في ظل المصالحة، أنها لن تمس، بل ماضية في عملها، مضيفا أن سجلّها الحافل بالانجازات ضمن مشروع المقاومة، يجعل حكومة حماس تعمل من أجل أن تسترد هذه الأجهزة مكانتها، وأشاد المتحدث لما قامت به الأجهزة الأمنية التي أنشأتها حماس في غزة، مؤكدا أنها أثبتت أنها جزء من برنامج المقاومة، وعززّته، وفي “الوقت الذي كانت تفر فيه أجهزة فتح أثناء القصف الإسرائيلي، تصدت أجهزة حماس له”، وهذا “يجعلنا نعمل من أجل استرداد مكانة هذه الأجهزة”.
-
- الدكتور صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحماس:
-
3 خطوات لتجسيد اتفاق المصالحة بين حماس وفتح
-
الخطوة الأولى بعد توقيع اتفاق المصالحة هي اجتماع بغزة لمواصلة ما تم الحديث حوله في مصر، والاتفاق على أسماء الوزراء الـ19، ثم إعطاء الحكومة الثقة في المجلس التشريعي الذي سيتم تفعيله، وبعد ذلك ستجتمع القيادة المؤقتة لمنظمة التحرير وستشارك فيه جميع القوى التي حرمت من المشاركة وعلى رأسها حركة حماس أسبوع من تشكيل الحكومة ولكن هذه العملية إجمالا قد تستغرق على الأقل أسابيع.
- الطاهر النونو الناطق الرسمي باسم ”حكومة حماس”:
-
غلق الأنفاق مرتبط بتحرير التبادل التجاري مع مصر
-
نحن نرحب بخطوة القيادة المصرية المتعلقة بفتح المعابر بالطريقة التي كانت فيها قبل 2005 وهذا سيخفف على المواطنين الفلسطينيين، لكن من المبكر جدا الحديث عن التبادل التجاري، لأن هذه المعابر مفتوحة فقط لتنقل الأفراد، ونأمل أن يتطور الأمر ليشمل البضائع والتبادل التجاري حتى يتمكن الشعبلفلسطيني من إنهاء الحصار الاقتصادي بشكل كامل، أما حفر الأنفاق فهو خطوة اضطر إليها الشعب الفلسطيني. وإذا كانت هناك بدائل حقيقية، فلا أعتقد أنها ستستمر، ولذلك فبقاؤها من عدمه مرتبط بمدى توفر احتياجات الشعب من المأكل والمستلزمات الإنسانية والطبية.