-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نهاية الموسم على إيقاع التصريحات النارية والنتائج الغريبة

مباريات مثيرة للجدل ورائحة الكولسة تفوح في بطولة “الشكارة”

صالح سعودي
  • 9273
  • 0
مباريات مثيرة للجدل ورائحة الكولسة تفوح في بطولة “الشكارة”

أثارت نتائج بعض مباريات الجولات الأخيرة من الموسم الكروي الحالي الكثير من الجدل وردود الأفعال، في ظل التصريحات النارية لبعض المدربين والمسيّرين موازاة مع التحفظ الحاصل من مخلفات بعض المباريات التي وصفت نتائجها بالغريبة، على غرار ما حدث في شلغوم العيد، حين فاز الهلال المحلي بصعوبة أمام الرائد أولمبيك آقبو وسط استياء أسرة هذا الأخير، وكذلك الفوز الذي حققه نجم بن عكنون خارج القواعد أمام صاحب المرتبة الرابعة في بطولة القسم الأول اتحاد الجزائر.

تسير نهاية الموسم الكروي الحالي على وقع العديد من الممارسات التي تثير اللبس والتحفظ، خاصة وأن نتائج بعض المباريات قد أثارت الكثير من الجدل، حيث وصفها البعض بغير المنطقية، ما يجعل البعض يرجّح فرضية حضور رائحة الكولسة بطريقة أو بأخرى. ورغم أن الجهات المعنية دائما تبرر عدم اتخاذ قرارات صارمة إلى غياب الدليل، إلا أن الشارع الكروي لم يتوان في التعبير عن استيائه من الانتشار الواسع لظاهرة الكولسة وترتيب المباريات التي باتت تميز الجولات الأخيرة من كل موسم، وعلى ضوء ذلك، يتم التعرف على هوية الفرق التي تنال اللقب أو تحقق الصعود أو تفادي شبح السقوط.

وفي الوقت الذي يرفض المتتبعون مبدأ التعميم بحكم أن هناك فرقا تجتهد فوق المستطيل الأخضر، إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرين من التأكيد على انتشار مظاهر غريبة وعجيبة في محيط كروي متعفن أصبح يؤمن بالبزنسة التي حوّلت البطولة إلى سوق لشراء وبيع المباريات بدلا من الحفاظ على أخلاقيات الرياضة والحرص على التكوين وتشجيع المواهب الكروية، والدليل أن المنتخب الوطني لا يتوفر على لاعبين محليين في بطولة تصرف الأندية الناشطة فيها الملايير الممليرة بدون أن ينعكس ذلك على الجانب الفني، في ظل طغيان منطق البزنسة و”البزناسية” بطريقة لا تختلف عن سوق المواشي والسيارات والخردوات، ما جعل الجماهير الكروية تقف على الكثير من المسرحيات التي تعرفها بعض المباريات، وعلى ضوئها، يتم تحديد مصير أندية بمفاوضات وصفقات مالية بدلا من الاحتكام إلى مبدأ التنافس والندية فوق الميدان.

وقد عرفت الأيام الأخيرة بعض المباريات التي خلّفت الكثير من الجدل في بطولتي القسم الأول والثاني، على غرار ما حدث في ملعب شلغوم العيد بين الهلال المحلي أمام رائد القسم الثاني وسط – شرق أولمبيك آقبو، حيث أدلى مدرب هذا الأخير، مراد كعروف، بتصريحات نارية وصلت به إلى القول بأنه تعمّد الخسارة حفاظا على حياة لاعبيه، مؤكدا أن أسرة هلال شلغوم العيد وظّفت جميع السبل من أجل الإبقاء على النقاط الثلاث فوق ميدانها، وهي التصريحات التي ذكّرت البعض بالتصريحات الشهيرة للحكم الدولي السابق سليم أوساسي بعد الذي حدث له في عين مليلة مطلع الألفية بين الجمعية المحلية ومولودية الجزائر، في الوقت الذي أكد مدرب هلال شلغوم، العيد شرفاوي، بأن فريقه مستهدف بالأساس من أجل إسقاطه، إلا أن وقفة الجماهير جعلت الجميع يتجنّد من أجل إنقاذه من السقوط، مراهنا على المباراة المقبلة أمام شباب باتنة لتحقيق هذا الهدف. وفي بطولة القسم الأول، تفاجأ البعض من النتيجة التي خلّفها لقاء اتحاد الجزائر الذي انهزم فوق ميدانه أمام الجار نجم بن عكنون بهدفين بدون مقابل، وهي النتيجة التي لم يهضمها الكثيرون، خاصة وأن الأمر يتعلق بخسارة “أبناء سوسطارة” فوق ميدانهم وهم الذين يحتلون المرتبة الرابعة في البطولة، ناهيك عن مسارهم الإيجابي في المنافسة القارية للموسم الثاني على التوالي، ما جعل البعض يلّمح إلى وجود أمور تتطلب تحركات جادة لأصحاب القرار، يحدث هذا في الوقت الذي كانت إدارة شباب باتنة قد قررت في وقت سابق تسريح عدة لاعبين قبل جولات عن انتهاء الموسم بحجة عدم اقتناعها ببعض التعثرات المسجلة في عقر الديار، في الوقت الذي ينتظر أسرة “الكاب” اختبارا آخر للحفاظ على مبدأ النزاهة بمناسبة اللقاء المقبل أمام هلال شلغوم العيد المهدّد بالسقوط إلى بطولة ما بين الرابطات.

وإذا كانت العديد من المباريات قد خلّفت الكثير من الجدل في القسمين الأول والثاني، في ظل التنافس الحاصل بين الأندية الطامحة إلى لعب الأدوار الأولى والأخرى الساعية إلى تفادي شبح السقوط، على غرار ما هو حاصل في بطولة القسم الأول بين عدة أندية تسعى إلى مواصلة الصمود ضمن حظيرة الكبار، على غرار نجم بن عكنون، مولودية وهران ومولودية البيض ونجم مقرة واتحاد بسكرة والبقية، فإن العجب العجاب يحدث في الأقسام السفلى التي تبقى بعيدا عن الأضواء، حيث وصل الأمر بالبعض إلى  تزوير أوراق المباريات، سواء ما تعلق ببطولات الشبان أو حتى الأكابر، وهي عينة من ممارسات مرادفة للبزنسة وبيع وشراء المباريات وسط صمت جميع الجهات المعنية التي يفترض أن تتخذ جميع الإجراءات حتى تضرب بيد من حديد، أملا في الحفاظ على الحد الأدنى من أخلاقيات ممارسة كرة القدم في الملاعب الجزائرية التي أصبحت تسير على وقع “ادفع تطلع.. ادفع تمنع”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!