-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مبادئ مصالحة يشوهها إعلام مضاد

مبادئ مصالحة يشوهها إعلام مضاد

إعلام في اتجاه معاكس يرى المصالحة بين دولة قطر والمحور الرباعي “المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومصر”، مجرد مبدأ لن يدخل طور التطبيق، أمام عراقيل مازالت قائمة، يسعى الوسيط الكويت لاحتواء تعقيداتها، وتقريب المسافات المتباعدة بين الأطراف المتنازعة قبل انعقاد القمة الخليجية في عاصمة البحرين “المنامة” خلال الأيام المقبلة.

الحملات الإعلامية المضادة، مازالت تلتزم بنهجها الانفتاحي المعادي بين أطراف النزاع، والتزام مبدأ المصالحة أي مصالحة يبدأ بوقف تلك الحملات التي توسع شق التباعد، وتغلق مسارات التوافق على قواعد قواسم اللقاء المشترك.

الإعلام يسلك اتجاها معاكسا لما بذلته الدبلوماسية من جهد كبير، وما أعلنته بموافقة وتوافق الخصوم في “إعلان الكويت” بعد مفاوضات أخذت حيزا من الزمن فذللت بعض العقبات، واستبشرت بها أطراف عربية ودولية وإقليمية، واعتبرها البعض انجازا أعاد وحدة الخليج العربي من جديد.

قطر ودول المحور الرباعي أطلقت رسائل إيجابية، مشيدة بجهد دولة الكويت في إيجاد حل لأعقد أزمة تمر بها دول الخليج العربي، رسائل أبدت حسن نوايا الأطراف المتنازعة، لكن الإعلام لم يجسد مضامين تلك الرسائل، ولم يغير نهجه الهجومي، وكأن مبادئ المصالحة المعلنة رسميا مجرد استراحة ترفيهية في صراع متصاعد.

وسائل الإعلام لا تختار نهجها، هي جهاز اتصالي تنفيذي، يعتمد النهج الإعلامي المرسوم له من قبل مراكز القرار، وهي المحرك الأقوى للرأي العام وتوجيه قناعته بالموقف المعتمد سياسيا.

اطمأن الرأي العام لما جاء في “إعلان الكويت”، وأخذ بمصداقيته في طي صفحات الخلاف بين دول تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط، لكن استمرار الحملات الإعلامية المضادة بدد هذا الاطمئنان، وأعادها إلى نقطة التطلع لعلاقات عربية متكافئة في مرحلة مضطربة سياسيا وأمنيا.

أطلقت مصر رسالتها الإيجابية من “إعلان الكويت” بعد صمت لم يدم طويلا، واقتصرت على الإشادة بجهود أمير دولة الكويت لرأب الصدع العربي، وتسوية الخلافات الناشبة بين قطر والمحور الرباعي.

وحذت دولة الإمارات حذو مصر بعد صمت مماثل، في الإدلاء بخطاب دبلوماسي، ثمنت فيه جهود الكويت والمساعي الأمريكية نحو تعزيز التضامن في الخليج العربي، بانتظار خروج مملكة البحرين من صمتها.
لم يأخذ الإعلام بإيجابية هذه الرسائل الدبلوماسية، وكأنه يمارس دوره كأداة ضغط لتحقيق مكاسب أكبر في مفاوضات صلح لم تنته بعد.

قناة الجزيرة كان إغلاقها شرطا في إنهاء مقاطعة المحور الرباعي لقطر من بين مجموعة شروط، تم تجاوزه في المفاوضات القطرية- السعودية بوساطة كويتية، لكنها لم تغير خطابها الإعلامي المضاد بما يتلاءم مع نوايا المصالحة ومساراتها المفتوحة، مما يبقي جبهات الإعلام والإعلام المضاد مفتوحة.

أكدت الكويت أن المصالحة ستتم في قمة البحرين المرتقبة، وقاعدة نجاحها الأولى تنقية الأجواء إعلاميا، وتعزيز التقارب بوقف الحملات المضادة بقرار سياسي جاد يعكس صدق النوايا في تعزيز وحدة الخليج العربي، وتجاوز مساوئ الصراعات في أخطر مرحلة تمر بها منطقة الشرق الأوسط .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!