مئات الجزائريين يطيرون إلى قطر لمناصرة المحاربين

طار مئات المناصرين الجزائريين فجر الخميس، لمناصرة محاربي الصحراء، في النهائي الذي سيجمعهم مساء اليوم السبت، مع نسور قرطاج، في إطار فعاليات كأس العرب المقامة في قطر، حيث شهد مطار هواري بومدين الدولي حركية كثيفة للأنصار الذين عاشوا فرحة التأهل للنهائي بالأهازيج والهتافات والأغاني، وهم واثقون بالعودة بالكأس العربية، التي لن تكون حسبهم لغير الأفناك الذين أبدعوا ونالوا عشق الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية نذير بلحاج في تصريح لـ”الشروق اليومي” أن العديد من الطائرات التابعة للخطوط الجوية الجزائرية والقطرية أقلعت الخميس من مطار هواري بومدين إلى الدوحة القطرية، حاملة مئات الأنصار الذين أصروا على حضور النهائي وحجزوا مقاعدهم مسبقا، قبل التأكد من فوز الجزائر على قطر، لأنهم كانوا على ثقة كبيرة بتألق المحاربين والعودة بالكأس العربية.

وأكد محدثنا أن عددا كبيرا من الوكالات السياحية في مختلف ولايات الوطن تلقت ضغطا كبيرا طلية الأسبوع الجاري، من طرف المواطنين الراغبين في السفر لحضور الأطوار النهائية لكأس العرب، الذي تحول إلى حدث كروي ملأ أحاديث واهتمامات الجزائريين في كل مكان، خاصة بعد الفوز الكبير على المغرب الذي شجع شريحة واسعة من الأنصار للعمل على حجز التذاكر مسبقا لحضور النهائي.

وقال ندير بلحاج إن مئات الجزائريين نجحوا في حجز مقاعد لحضور النهائي، حيث سافروا الخميس الماضي لمناصرة الخضر وملء المدرجات بالرايات الوطنية، حيث سابقت الوكالات السياحية الزمن طيلة أيام الأسبوع الماضي لإنهاء جميع إجراءات السفر من الحصول على التأشيرات وحجز الطائرات والفنادق وحتى تذاكر ملعب كرة القدم الذي سيحتضن النهائي، وعن التكاليف التي دفعها الأنصار لحضور العرس الكروي العربي في يومه الأخير، أكد مصدرنا أن ثمن حضور النهائي قدر بـ22 مليون سنتيم بالنسبة للأنصار الذين أقلعوا صباح الخميس وسيعودون غدا الأحد، ويغطي هذا المبلغ ثمن الطائرة ذهابا وإيابا وثلاث ليالي بالفندق، بالإضافة إلى مستحقات التأشيرة والنقل لحضور المباراة وثمن التذاكر واستفادة الأنصار من عدة امتيازات في قطر على غرار جولات سياحية ونشاطات أخرى للاقتراب أكثر من عناصر النخبة الوطنية.

وكشف رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، أنه مباشرة بعد فوز الجزائر على قطر، بدأت الاتصالات تتهاطل على الوكالات السياحية لساعات متأخرة من الليل، والتي استقبلت الخميس عددا كبيرا من الجزائريين الراغبين في حضور النهائي “مهما بلغت التكاليف”، وذلك في مختلف مناطق الوطن، “ما جعل الوكالات تجتمع وتكثف اتصالاتها مع مختلف المسؤولين، للمطالبة بجسر جوي لمناصرة الفريق الوطني على غرار ما قامت به الجزائر في أم درمان، واقترحت الوكالات تخفيض تكاليف السفر لأكثر من 50 بالمائة مقابل الإقلاع والعودة يوم السبت لاقتصاد مستحقات الإقامة، وهو الأمر الذي رحب به أغلب الأنصار، ولقي قبولا من طرف العديد من الجهات التي وعدت بالمساعدة في هذه العملية، لتمكين أكبر عدد ممكن من المناصرين الجزائريين لحضور نهائي العرس العربي، وملء المدرجات بالراية الوطنية والهتافات الجزائرية وإعطاء دعم نفسي كبير لأشبال المدرب مجيد بوقرة الذين شرفوا الكرة الجزائرية وأفرحوا 40 مليون جزائري”.

ولكن الفرحة لم تتم حسب محدثنا الذي أكد أن ضيق الوقت وتزامن توافد الأنصار مع نهاية الأسبوع وبرمجة النهائي اليوم السبت، صعّب من عملية طلب التأشيرات القطرية التي تستغرق وقتا وإجراءات خاصة للحصول عليها، وهذا ما منع نقل آلاف الأنصار الذين توافدوا على الوكالات السياحية طيلة يوم الخميس لمحاولة الظفر بمقعد في نهائي كأس العرب، “ورغم هذه الصعوبات نجح مئات الجزائريين في التنقل صبيحة الخميس لأنهم حجزوا مقاعدهم مسبقا وأتموا جميع الإجراءات ما بين الأحد والأربعاء من الأسبوع الماضي مغامرين بحبهم للفريق الوطني قبل التأكد من بلوغ النهائي”.