“ليكيب” تُعدّد حسنات الصّيام.. نعم يا هند، النّفاق والاعتناق!

فجأة، صارت الصّحافة الفرنسية لطيفة جدّا، ومُؤدَّبة مع اللاعبين المُسلمين، ومُحترِمة لِفرائضهم الدّينية!

وسردت صحيفة “ليكيب” في تقرير لها نشرته، الخميس، بِشيء من الإعجاب الغريب جدّا قصّة صيام نجم منتخب فرنسا نغولو كانتي لِشهر رمضان الفضيل، وتحمّله لِمشاقّ الحرّ الشديد والتدريبات المُرهقة.

ونقل المصدر عن زميل سابق له في نادي كون الفرنسي (2013-2015)، قوله إن كانتي كان يحضر مُبكّرا للتدريبات استعدادا للموسم الجديد، ولا يُكْثر من التشكّي، مع إجرائه لِثلاث حصص مرانية يوميا وهو صائم، وتحت حرارة لا تقلّ عن 30 درجة. وأشار إلى أن متوسط الميدان لم يشرب الماء من الرابعة صباحا حتى العاشرة ليلا، في يوم رمضاني تزامن مع فصل الصّيف. عِلما أن كانتي (33 سنة/ زميل رياض محرز في ليستر سيتي) لاعب دولي فرنسي من أصل مالي.

ولكن ماذا لو تورّط منتخب فرنسا في فخّ الإخفاق خلال بطولة أمم أوروبا، التي تحتضن ألمانيا وقائعها هذه الأيّام؟ وهل يستمرّ المديح تُجاه هذا اللاعب وأمثاله؟ مع الإشارة إلى أن كانتي نال الجائزة الشرفية أحسن لاعب في المباراة الأولى لـ “الزّرق” أمام فريق النّمسا مساء الإثنين الماضي.

واشتهرت صحيفة “ليكيب” – المُقرّبة من دوائر السّلطة الفرنسية – بِمُعالجتها المتميّزة جدّا، للأخبار والتصريحات والأحداث الرياضية التي لها صلة بِالجوانب السّياسية والدينية والاجتماعية، في بلد يستعدّ نهاية الشهر الحالي لِتنظيم الانتخابات التشريعية، مع ما يتخلّله من التودّد للمهاجرين ودفعهم إلى مكاتب الاقتراع. وقد دافعت في السنة الماضية بِشراسة عن مواطنها المدرب كريستوف غالتيي، الذي أطلق تصريحات عنصرية تجاه اللاعبين العرب والمسلمين والأفارقة. كما وقفت إلى جانب مواطنها المدرب أنطوان كومبواري حينما عاقب لاعبَه في نادي نانت المدافع الدولي الجزائري جوين حجام، الذي أصرّ على صيام رمضان. وفي قضية كريم بن زيمة، بدت هذه الصّحيفة وكأنّها النّاطق الرسمي للوزير الأوّل مانويل فالس! الذي ضغط بِقُوّة – مُستغلا منصبه الحكومي الكبير – لِإبعاد مهاجم الرّيال عن منتخب “الديكة” منتصف العقد الماضي.