-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا تصالح فلسطيني قبل فشل التسوية!!

صالح عوض
  • 8845
  • 0
لا تصالح فلسطيني قبل فشل التسوية!!

يطلق المسؤولون الفلسطينيون تصريحات من حين لآخر عن ضرورة البدء في الحوار الفلسطيني الفلسطيني لإنهاء التمزق والشرخ الذي أصاب المؤسسة الفلسطينية الا ان شيئا من هذا لم يحدث بل على خلاف ذلك تزداد الهوة اتساعا والتناحر عنفا، فهل فقد الفلسطينيون لغة التحاور ورؤية التوصل الى موقف جامع؟

  • لم يكن هناك عاقل يصدق ان تحاورا فلسطينيا سيحصل او ان توافقا سينجز بين حكومة غزة وحكومة الضفة، ذلك لأن الوقت لم يحن لمثل هذا الانجاز..لقد كان بالإمكان تطويق ماحصل بغزة منذ الايام الاولى لو كان المعنيون يريدون ذلك. ولكن الذي حصل بغزة كان فرصة للطرف الآخر كي ينطلق في عملية التسوية والمفاوضات، وان يتحرر من القطيعة السياسية التي فرضت على الوضع الفلسطيني، ويدرك هذا الطرف ان أي حوار يفضي الى حل يعني بوضوح العودة لمربع الحصار السابق، لذا توجه بخطاب تشنجي تجاه (المتمردين) في غزة لدفعهم الى رفض شروط الحوار. وفي حقيقة الامر لم يستخدم الطرف الاول مثل هذه اللغة وهو لا يعي نتائجها ..لكنه يريد بوضوح عدم توفير مناخات العودة الى مربع الحصار السابق.
  •  
  • وهكذا فمن العبث انتظار تصالح فلسطيني قبل ان تنقشع غيمة المفاوضات مع اسرائيل.. ولا يكفي ان يقدم أولمرت مبادرات سخيفة او أن تمارس اسرائيل عنجهيتها خلال الحواجز والاعتقالات المتواصلة في الضفة الغربية والتهويد المستمر للارض وتهديد الاقصى ومدينة القدس من خلال عمليات منهجية لتدمير كل مقدس إسلامي وعربي في المدينة..لا يكفي هذا لكي يعلن الفلسطينيون المفاوضون فشل التسوية، لابد من إعلان رسمي بالوفاة من قبل الاسرائيليين.
  •  
  • وعلى طرف الوطن الفلسطيني الآخر يحكم الحصار على غزة ويفقد قادة حماس المبادرة في ظل احتشاد مجموعة قوى محلية واقليمية ودولية ضدهم ويصبحون يمعنون في الهرب داخل الحصار. ومن غير الواضح انهم يمتلكون استراتيجية مواجهة للحصار على الصعيد السياسي او الاعلامي او المعيشي.. الامر الذي يترجمه هذا الحصار متعدد الاشكال والاسوأ على المستوى البشري.
  •  
  • الحوار الفلسطيني عليه استحقاقات.. وله مقدمات .. وله منهجية وروحية.. مقدمات الحوار ايقاف حملات الاعتقال المتبادل والحرب الكلامية التي لم تبق ولم تذر.. ومنهجية الحوار ان نبدأ من نقاط الاختلافات الحقيقية والتي تمثل عصب القضايا.. واستحقاقات الحوار ان ننتهي منه وقد تحددت مواقع الجميع عدلا وبمقدار بلاءات الجميع وإحجامهم بطريقة عادلة نسبيا..يعني المشاركة في الدم توجب المشاركة في القرار..وبدون ذلك نكون كمن يحرث في البحر أو بمعنى أصح لا نريد تصالحا.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!