كورونا يخلّف كوارث صحية في قلوب الجزائريين

تعتبر أمراض القلب من بين الإصابات التي انتشرت مؤخرا بشكل رهيب في الجزائر، خاصة بعد تغير النظام الغذائي وزيادة التوتر وضغوطات الحياة اليومية، ولا تزال هذه الأمراض من الأسباب الأولى للموت في الجزائر، خاصة في ظل جائحة كورونا التي ساهمت في تأخير التشخيص وإصابة بعض ضحايا الفيروس بتعقيدات في القلب، وحسب ما أكّده بعض المختصين فإنه يتم تسجيل 15 إصابة بأمراض القلب في كل 100 إصابة بفيروس”كوفيد19″.

بوعافية: 4 آلاف إصابة بأمراض القلب خلال 2021

وكشف البروفيسور محمد بوعافية رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض القلب، عن تسجيل 4 آلاف إصابة جديدة لأمراض القلب والشرايين سنة 2021، بالمستشفى الجامعي بالبليدة، مؤكدا أنّ جائحة كورونا عطّلت تشخيص هذه الأمراض، ومتابعة المصابين بها، خاصة خلال 2020.
وأفاد البروفسور بوعافية بأنه في كل 100 مريض بفيروس كورونا، يصاب 15 شخصا بأمراض القلب، حيث قال “إن أغلب الذين دخلوا مصلحة الاستعجالات بسبب”كوفيد 19″، نجوا بأعجوبة من الموت بفعل تأثير الفيروس على القلب”.

ويرى البروفيسور محمد بوعافية بأنّ “كوفيد 19 لم يتم تحديد طبيعته ومخلفاته الصحية بوضوح، حيث لا تزال الدراسات، حسبه متواصلة لمعرفة المزيد عن هذا الفيروس”.

وتأسّف محمد بوعافية رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض القلب، لبقاء أمراض القلب في الجزائر في مقدمة الأمراض الأخرى، والمتسببة الأولى في الوفاة، على عكس الدول الأوربية التي أصبحت تراجعت فيها إلى المرتبة الثانية، محذّرا من تعقيد الوضع الصّحي في ظل موجة رابعة لكورونا، قد تعيد غلق مصالح علاج ومتابعة مرضى القلب.

ونصح بوعافية بضرورة الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، الذي حسبه، إن لم يؤد إلى الموت، فإن مجرد المرض به وخاصة بعد التأخر في تشخيصه، قد يخلف أمراضا قلبية خطيرة، قائلا” إن خطورة الإصابة بكورنا يتبعها خطورة الإصابة بأمراض القلب”.

ومن جهته، قال البروفسور نيبوش جمال الدين رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى نفيسة حمود “بارني” بحسين داي، إن استعمال دواء الكلوروكين كان قد أثّر خلال استعماله بشكل قليل على عضلة القلب بالنسبة لكثير من المصابين بفيروس كورونا وتم علاجهم بهذا الدواء، خاصة، من يعانون سابقا من مشاكل جانبية في القلب، مشيرا إلى أن كورونا كشفت عن أشخاص كانوا يعانون من أمراض القلب دون تشخيصها أو علاجها.

وأكّد نيبوش أنّ لفيروس كورونا آثار جانبية صحّية تظهر بعد الشفاء منه، بينها التهاب عضلة القلب والشرايين والسكتة القلبية، موضحا أن غلق مصالح تشخيص، وعلاج أمراض القلب خلال 2020، كان له الأثر البالغ في ارتفاع حالات الإصابة الخطيرة بهذه الأمراض.