-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ابتكار طرق بديلة للتحية بين الأفراد

كورونا تفرض قوانينها وتمنع التقبيل والمصافحة

الشروق العربي
  • 1542
  • 0
كورونا تفرض قوانينها وتمنع التقبيل والمصافحة
ح.م

“لن أقّبلك لأنني أحبك”.. “لا تحرجني بالتقبيل كي لا أحرجك بالرفض”.. ” لئن تقرّبت إلي لتقبّلني ما أنا بمقبّلك”.. “حفاظا على سلامة الجميع، يرجى عدم التقبيل.. التوقيع: كورونا”.. “ما نسلّم ما نبوس ما ننشر الفيروس”… هكذا أقحم فيروس كورونا عادات جديدة لدى الجزائريين، وجعلهم يرفعون شعارات مناهضة للتقبيل.. فبعد أن كان التعبير الجسدي عن المحبة والمودة بالتقبيل والعناق لم يعد له اليوم أثر في سلوكيات الكثير، خوفا من انتشار العدوى من باب الاحتياط والحذر.

وتداول العديد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تمنع التقبيل والمصافحة والعناق بين الأفراد، لغرس هذه الثقافة الجديدة وترسيخها، تجنبا لانتقال العدوى. كما وجّهت العديد من المؤسسات والشركات تعليمات إلى موظفيها، تمنع عنهم التقبيل والمصافحة، كإجراءات احترازية ووقائية، مخافة انتشار فيروس كورونا، الذي يزداد ضحاياه يوما بعد يوم.

 ودعا العديد من المختصين والخبراء وعلماء الدين إلى عدم التقبيل في زمن الكورونا. ويفيد مختصون في علم الأوبئة بأن تقليل التلامس الجسدي بين الناس يمكن أن يبطئ وتيرة انتشار الفيروس، الذي وصل بالفعل إلى عشرات الدول في فترة وجيزة.

ووجد العديد من المواطنين صعوبة في منع أنفسهم من التقبيل أو المصافحة، بعد أن ترسخت هذه العادة لدى أغلبهم على مر السنين، فكثيرا ما يبادرون بالفعل ثم سرعان ما يتراجعون عنه تلقائيا أو بعد تنبيههم.

وتقول نوال، الموظفة في شركة خاصة: “شعرت في البداية بأن الأمر مزعج وغير مألوف، لكنني رأيت بمرور الوقت أنه أمر منطقي بالنسبة إلى التجمعات الكبيرة، أو مع الغرباء، وحتى مع الموظفين”.

أمّا ريم، فتقول إنها استغرقت وقتا لتتعوّد على الأمر، لكن قناعتها بأنه سلوك وقائي جعلها تدرّب نفسها على ذلك، وبدا الأمر غريبا جدا، خاصة مع الأشخاص الذين لا تراهم بشكل دوري”.

بدوره، أفاد عز الدين. م بأنّ المصافحة والتقبيل باتت تهديدا صحّيا حقيقيا، مشيرا إلى أن زملاءه وأهله أبدوا تفهما للأمر، خاصة أن الأمر يصب في صالحهم جميعا.

كما صرح أمين بأنه بات يتجنب تقبيل أبنائه في البيت، مخافة نقل أي عدوى إليهم من الخارج، ويبدي حرصا كبيرا على عدم التقرب منهم، خلال هذه الايام.

وقد يشعر البعض بالحرج من رفض المصافحة باليدين والتقبيل، رغم أنّها تظل من أسباب انتقال الفيروس، وقد يتعامل البعض مع الموقف بطريقة تحرج الطرف الآخر، لذلك، استبدل جزائريون المصافحة والتقبيل بحركات استدلالية وسيميولوجية، على غرار إلقاء التحية العسكرية ومصافحة القدم وضرب الأرجل أو الأقدام ببعضها، التي أثارها ونشرها الفنان اللبناني راغب علامة، ولقيت رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما استبدل آخرون التحية والمصافحة بقبض أيديهم ووضع قبضة يد في كف الأخرى، لإلقاء التحية.

وعادة ما يعبّر مواطنون عن امتنانهم لبعضهم وحبهم بوضع اليد على القلب، أو الشد على اليدين بشكل قوي أو إرسال قبلاتهم في الهواء.. ومن الطرق البديلة لإلقاء التحية أيضا، ضرب المرفق بالمرفق، وإطلاق صوت يشبه صوت القبلة من بعيد، على مسافة أمان لا تقل عن 50 سنتم.

ويمكن أن ينتشر فيروس كورونا، حسب الأطباء من خلال الاتصال الوثيق، مثل لمس أو مصافحة اليدين، أو التقبيل. لذلك، يؤكد خبراء الصحة على عدم التقبيل والمصافحة، لتجنب عدوى كورونا. كما أنه ينتقل عن طريق لمس سطح ملوث بالفيروس ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين، قبل غسل اليدين. وهو ما يبرر نصائح المختصين بأهمية تطهير وغسل اليدين باستمرار وعقب ملامسة أي سطح خارج البيت أو ملامسة قد تحدث مع غرباء أو مرضى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!