-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
العنوسة تتفاقم والحجر الصحي يخلط الأوراق

كورونا تزيد من عزوف الشباب الجزائري عن الزواج!

وهيبة سليماني
  • 3524
  • 0
كورونا تزيد من عزوف الشباب الجزائري عن الزواج!
أرشيف

يبدو أن جائحة كورونا الفيروس المستجد، الذي لا يزال يقبع على صدور الجزائريين كغيرهم من شعوب العالم، افقد الجميع لذّة الحياة، وأدخل فئات كثيرة في دوامة الملل واليأس، وأنساهم حتى أدوار اجتماعية مهمة، حتى الزواج الذي يعتبر نصف الدين، لم يعد من أولويات الشباب.

تفاقم العنوسة وعزوف هؤلاء الشباب عن الزواج، في ظل فيروس كورونا المستجد، ينذر بخطر ووباء التفكك الاجتماعي في الجزائر، حيث بعد تعليق إبرام عقود الزواج، هذا الصيف، بقرار من الولاة بمنع تسجيل هذه العقود تخوفا من انتشار عدوى كورونا في مصالح الحالة المدنية، أجل بعض المقبلين على دخول القفص الذهبي مشروعهم إلى وقت لاحق.

وظاهرة العزوف عن الزواج في ظل وباء كورونا، تحدث حالة طوارئ اجتماعية، يتخوف منها الكثير من المختصين، حيث أشار الحقوقي والمحامي زكريا بن لحرش، إلى تزايد قضايا إثبات الزواج مع نهاية 2021، وتزايد حالات الطلاق بالنظر إلى ما يحدث في المحاكم، وأحيانا بعد أيام فقط من الزفاف، حيث تكون في الظاهر حسبه، الأسباب تافهة، إلاّ أن وراءها ضغوطات اجتماعية نفسية واقتصادية.

ويرى المتحدث أن كورونا أخلطت أوراق الحياة الأسرية، وهذا بسبب تطبيق الحجر الصحي وتعليق الكثير من النشاطات، وخاصة تلك الأعمال اليومية والبسيطة التي يتقوت منها بعض الجزائريين، موضحا أن بعض الحقوق وحتى الواجبات ضاعت في ظل مشاكل كورونا، وأصبح المواطن ضائعا دون هدف محدد، هذا الخوف حسبه، جعل الشباب يعزفون عن الزواج.

وفي السياق، ترى الباحثة في علم الاجتماع، ثريا التيجاني، أنّ الحجر الصحي الجزئي المرافق لجائحة كورونا، غيّر بعض العادات، حيث كان بإمكان بعض الشباب الذين كانوا يعانون من غلاء المهور، وتكاليف حفل الزفاف، أن يتزوجوا في هذا الظرف، إلا أنه في المقابل فإن تدني المعيشة وحالة الذعر والخوف، والمستقبل الغامض، أفقد الثقة في كل شيء، كما أنّ الأجواء العامة رفعت من رغبة البعض في الهجرة غير شرعية، وأن الفضاء الافتراضي خلق عندهم عقلية الحلم بأشياء وحياة لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع.

العمل مفقود ونشاطات بسيطة يتحكم فيها الحجر

وأكدت ثريا التيجاني، أن أهم الأسباب الكامنة وراء عزوف الشباب عن الزواج هو صعوبة الحصول على مناصب عمل خاصة بعد المشاكل المتراكمة عن جائحة كورونا، وارتفاع تكاليف الحياة، وتذبذب نشاط وتجارة بعض الفئات التي تعتمد على أعمال بسيطة حيث أصبح الحجر الصحي وتعليق بعض النشاطات يهدد دخلها اليومي.

كما ساهمت التكنولوجيا، والإبحار اليومي في العالم الافتراضي، في خلق سلوكيات غريبة منها حب الاستقلالية، وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية، ووجود في الجانب الآخر علاقات خارج الزواج.

إعادة ترتيب الأولويات!

ومن جهته، قال الدكتور مسعود بن حليمة، مختص في علم النفس، إنه منذ تسجيل أول حالة لفيروس كورونا في الجزائر، وتطبيق الحجر الصحي، وما تبعه من إجراءات منها تعليق تسجيل عقود الزواج وتعليق الكثير من النشاطات التجارية، أصبح هناك شعور داخلي نفسي بعدم الاستقرار، ناهيك حسبه، عن أحداث كثيرة هزت المجتمع الجزائري، كجرائم القتل داخل الأسرة، والطلاق، وغياب الثقة.

وتولّد، حسب بن حليمة، لدى الشباب نوع من حب النفس والالتفات إلى الذات، وفقدان حماسة الارتباط، وقد زاد من هذه السلوكيات مشاكل الحجر الصحي حيث أصبح دخل فئة واسعة من الجزائريين غير قار.

وأدى الوضع في ظل جائحة كورونا، حسب بن حليمة، إلى إعادة ترتيب الأولويات، والتخلي عن بعض الكماليات، خاصة أنّ الأزمة قد تنسي بعض العادات، ولا يكون فيها التركيز عن بعض الأمور السابقة، حيث يشعر الجميع بأن الوضع عام، وأن التفكير في الحياة والصحة هو الأهم.

وقال الدكتور مسعود بن حليمة، أستاذ علم النفس في جامعة الجزائر، إنّ الشعور بعدم الأمان وغياب الثقة، يزيد حدة الخوف من الطرف الآخر، خاصة أن السكينة والاستقرار لم تعد موجودة في الكثير من الأسر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!