-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
استهتار وتراخ وسط أمواج بشرية

كأس العرب وعطلة الشتاء و”الريفيون”.. تسونامي العدوى!

وهيبة سليماني
  • 1100
  • 0
كأس العرب وعطلة الشتاء و”الريفيون”.. تسونامي العدوى!

بعد قرار رفع الحجر الصحي في الجزائر، واستقرار الأمور  التي اتجهت نحو طريق “التطبيع” مع الحياة العادية، تصاعدت حالات الإصابة بفيروس كورونا تدريجيا، في ظل الوتيرة البطيئة للتطعيم وتراخ التدابير الوقائية، مما يثير المخاوف من حجر صحي ثان في 2022.

بقاط: انتظروا الكارثة خلال أسابيع!

ورغم كل التحذيرات والقلق البالغ للمختصين في الصّحة، فإن الانفلات الواضح للجزائريين في احتفالات تتويج الخضر بكأس العرب، والاستهتار خلال عطلة الشتاء للعائلات وأبنائها في أماكن الترفيه والتسلية، والاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية في الفنادق والمطاعم، يهدد بتسونامي من الإصابات لفيروس كورونا، قد تشكل عبءا هائلا على الأطباء المنهكين في المستشفيات، وتحصد أرواحا وتعيد الوضع إلى نقطة الصفر.

ويشعر الكثير من الخبراء في قطاع الصحة وبعض الجزائريين بحالة القلق وما قد تحمله الأسابيع القادمة التي ستكون في غاية الصعوبة.

احتفالات تحت وطأة الوباء!

سلوكيات كثيرة سبقت احتفالات ليلة رأس السنة الميلادية، تثير الكثير من المخاوف، ففرحة فوز المنتخب الوطني على نظيره التونسي يوم 18 ديسمبر المنقضي وفوزه بكأس العرب، كانت عارمة في جميع ولايات الوطن، حيث تدفقت أمواج بشرية عقب نهاية المباراة إلى الشارع.

وكانت عطلة الشتاء، فرصة لخروج العائلات الجزائرية الى المنتزهات والزيارات مع تهاونها في تطبيق إجراءات الحماية .

ولم يمنع منحى الإصابات المتصاعد ودق خبراء الصحة ناقوس الخطر المواطنين من احتفالات “الريفيون”، والسهرات الصاخبة في الفنادق وقاعات الافراح، لتضاف إنذارات أخرى لأخطار قادمة.

الكارثة مع بداية 2022

وفي السياق، أكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، محمد بقاط بركاني، أن كل الدلائل تشير إلى أن الإصابات بفيروس كورونا، ستعرف تصاعدا متزايدا، وأن الكارثة في المستشفيات العمومية، على الأبواب، موضحا أن ثالوث الاحتفالات بفوز الفريق الوطني لكرة القدم والخروج لاستقبال لاعبيه، واجتياح العائلات للأسواق وأماكن التسلية والترفيه خلال عطلة الشتاء، والاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية في الفنادق والمطاعم، وقاعات الأعراس، ستعيد سيناريو الموجة الثالثة، وبشكل أسوأ.

غرناوط: أمر العودة للحجر غير مقبول والجواز الصحي هو الحل

وقال بقاط، إن التجمّعات الحاشدة التي شهدها المجتمع الجزائري عبر أغلب ولايات الوطن، خلال النصف الثاني لشهر ديسمبر المنقضي، تنذر بـ”تسونامي” لعدوى كورونا وانتشار للمتحوّر “أوميكرون”، شهر جانفي الجاري، قد يربك الأطباء في مصالح “كوفيد19″، والدخول في موجة قاسية للوباء.

بن زينة: مخاوف توقف الدراسة قائمة

وتأسف الدكتور بقاط بركاني للتراخي التام وتجاهل إجراءات الوقاية قائلا “أتوقع أن تحدث الكارثة خلال الأسابيع الأولى لعام 2022، لأن بلادنا أصبحت فعلا تعيش موجة رابعة لكورونا”، ولا يستبعد أن يفرض الحجر الصحي مجددا، خاصة بعد تسجيل 12 حالة وفاة جراء الإصابة بالفيروس.

خطة طوارئ باتت ضرورة

ودعا رئيس عمادة الأطباء إلى اتخاذ إجراءات أخرى صارمة لاحتواء الأزمة الصحية القادمة، وذلك بإعادة تعليق بعض النشاطات ومنع الاعراس والجنائز والتجمعات، وفرض الجواز الصحي.

وقال إن التضييق على التنقل والحركة بالنظر إلى التطورات الأخيرة لكورونا، بات ضرورة، حيث يبقى التلقيح وسيلة أنجع من خلال فرض الجواز الصحي وتعميمه في كل المجالات.

ويرى بقاط، أن إعلان حالة الطوارئ آخر ما تبقى للجهات المسؤولة لرفع العبء عن الطواقم الصحية المنهكة، والمستشفيات التي تتجه الآن نحو أزمة صحية حقيقية.

التعاطي مع الواقع المستجد لا يكون إلا باللقاح

من جهته، قال البروفيسور مرزاق غرناوط رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بالمستشفى الجامعي “اسعد حساني” ببني مسوس، إن عدد إصابات كورونا في تزايد مستمر، ما ينذر باحتمال أخطار قادمة، حيث أن المشهد، حسبه، غير مطمئن، وخاصة أن نسبة تراجع الإقبال على التطعيم ضد الوباء كبيرة جدا.

وأكد غرناوط، أن الأجواء التي سبقت الموجة الثالثة تكررت خلال شهر ديسمبر المنقضي، وأن انهيار منظومة الإجراءات الوقائية، وحالة التراخي والاستهتار بعدوى كورونا، يخيف الأطباء والمختصين، حيث أنّ العودة إلى احترامها لا يكون إلا بقوانين صارمة ورادعة.

ويرى المختص أن التلقيح الجماعي هو الحل وذلك بفرض الجواز الصحي على المسافرين والممارسين لأنشطة تجارية ووظائف في الإدارات العمومية والخاصة، والأشخاص الذين يدخلون بعض الفضاءات الجماهيرية والعمومية، هو أفضل طريقة لمواجهة الجائحة.

مدارس وجامعات أمام رهان تجاوز خطر الوباء

ويبقى ارتفاع الإصابة بـ”كوفيد19″، يثير القلق والخوف، خاصة أنّ الأمر تزامن مع عودة الدراسة في المدارس والجامعات مع نهاية عطلة الشتاء، وهذا ما يجعل قطاع التربية والتعليم العالي، أمام رهان تجاوز خطر الوباء، ويخشى بعض العاملين في التعليم، وأولياء التلاميذ، تفشي الفيروس وتعطّل الدراسة في الوقت الذي يتم الاستعداد للامتحانات الرسمية، كالبكالوريا.

وفي ذات السياق، قال رئيس المنظمة الوطنية الأولياء التلاميذ، علي بن زينة، إن مواصلة الدراسة أمر حتمي خاصة أن الامتحانات الرسمية اقترب موعدها، موضحا أنه رغم مخاوف العدوى من كورونا قائمة، إلا أن التقيد بالبروتوكول الصحي وتجنيد أشخاص مكلفين بمتابعته، هو الحل المناسب.

وأكد بن زينة، أن المخاوف من انتشار عدوى الوباء في المدارس، موجودة وأن الأولياء أبدوا قلقهم من الوضع الذي قد يؤثر على سير الدراسة، ولكن الحذر والحيطة والتعقيم  يعد الخيار الأفضل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!