“قلعة الجزائر” تصارع الزمن من أجل البقاء !

احتفلت الجزائر، الخميس، بـ”اليوم الوطني للقصبة” في العاصمة، تزامنا مع الذكرى الـ31 لتصنيفها من قبل “اليونيسكو” ضمن أهم مواقع التراث العالمي، وذلك بتنظيم مجموعة من التظاهرات والنشاطات الثقافية ذات الطابع المتحفي، لإحياء الموروث الشعبي الذي تزخر به “المحروسة” وحمايته من الزوال.
وعلى هامش الاحتفالات بذكرى تصنيف القصبة كتراث عالمي أول أمس، كشف نائب رئيس جمعية أصدقاء الجزائر لحماية القصبة عمر قيربي لـ”الشروق”، أن الجمعية تسعى منذ تاريخ تأسسيها إلى ترسيخ ثقافة سياحية لدى المواطن الجزائري بالدرجة الأولى، وكذا تسليط الضوء على الجوانب التاريخية والأثرية والفنية لقصبة الجزائر، والحفاظ على الحرف التقليدية وحمايتها من الزوال، مضيفا أن الوضع الذي آلت إليه البنايات بالحي العتيق مؤسف جدا، خاصة وأن معظمها تعرض للهدم بفعل عوامل الزمن والمناخ والانسان، أين اختفت معالم وشواهد تاريخية مهمة بالقصبة، إلى جانب عمليات الترحيل وإعادة الإسكان لقاطنيها بطريقة غير مدروسة، إذ تم استغلال بعض البيوت الشاغرة من قبل أشخاص مجهولين ولا علاقة لهم بالحي، ثم عاثوا فسادا بها حتى تدرج اسماءهم في قائمة المستفيدين من السكن – حسب المتحدث.
وطالب قيربي بتعجيل عملية الترميم وإعادة التهيئة بالحي، من خلال ضخ ميزانية خاصة تنفق في تجديد أزقتها وطرقاتها وإعادة ترميم البيوت أو ما تعرف “بالدويرة” التي هجرها سكانها واسترجاعها لتحويلها إلى مزارات سياحية، مشيرا إلى أن مدينة القصبة ورغم مرور قرون على تشييدها لا تزال صامدة في وجه الزلازل، نظرا لطريقة بنائها واستخدام مواد حافظت على تماسك نسيجها العمراني المتشابك، كما تأسف المتحدث حول مصير الميزانية التي خصصتها السلطات العمومية للقصبة، متسائلا عن مصير تلك الملايير والتي لم تنفق فيما خصصت له على حد قوله.
وفي السياق صرح نائب رئيس جمعية أصدقاء الجزائر لحماية القصبة، أن المعارض السنوية التي تقام على هامش الاحتفال باليوم الوطني للمحروسة، فرصة لإحياء حرف اشتهرت بها المدينة منذ القدم، على غرار النحاس وصناعة السيراميك والزليج، وكذا الفن التشكيلي واللوحات الزيتية، إلى جانب اللباس التقليدي والطبخ الذي تربعت أطباقه على رأس قائمة أفضل المأكولات في العالم مؤخرا، وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي و”الفايسبوك” كان لها الفضل في الترويج لفكرة الحفاظ على الموروث التقليدي الجزائري وحمايته من النهب والسرقة.
من جهة أخرى، وخلال جولة قادت “الشروق” إلى بعض متاحف العاصمة، وقفنا على عديد النشاطات الثقافية والفنية بالعاصمة بمناسبة احياء يوم القصبة، أين نظم الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية على مستوى قصر “دار السلطان” مسابقة للطبخ واللباس التقليدي وفتح جناح خاص بالصناعات التقليدية والحرف اليدوية أمام الزوار، كما نظم المتحف الوطني للبحرية برنامج محاضرات ومعارض للصور الفوتوغرافية واللوحات الزيتية وانطلق البرنامج بتقديم محاضرة بعنوان “موانئ وحصون مدينة الجزائر في الفترة العثمانية”، وأشرف أكاديميون ومختصون على تقديم محاضرات بالمتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية “دار خداوج”، وشهدت معظم المتاحف بالعاصمة، الخميس، إقبالا معتبرا للزوار الراغبين في معرفة تاريخ القصبة العريق، والإطلاع على شواهد تاريخية تعود لقرون خلت.