-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في قرية إقربان المبادة

في قرية إقربان المبادة

في الضفة اليسرى من وادي الصومام بالنسبة للذاهب إلى مدينة بجاية، وفي بلدية آقبو، كانت توجد قبل ست وستين سنة قرية تسمى إقربان، هي الآن أثر بعد عين، ولم يبق شاهدا عليها إلا أطلال تلوح كباقي الوشم، ولم يسلم من سكانها إلا بضعة أطفال أبقتهم العناية الإلهية لتختزن ذاكرتهم بشاعة فرنسا ووحشيتها التي لا يقترب منها إلا بشاعة اليهود الصهاينة في أرض فلسطين عامة وفي غزة خاصة.
في هذه القرية المجاهدة الشهيدة كانت تقطن عائلة أولحضير، التي أبادت فرنسا أفرادها ولم ينج إلا بضعة أطفال هم الآن شيوخ يروون للأخلاف ما فعلته فرنسا من جرائم خاصة في يوم 28 جوان من سنة 1958.
كانت القرية والعائلة تعيش آمنة مطمئنة، وإن كان لا أمان ولا اطمئنان مع وجود فرنسا المجرمة في أي مكان، يقتات أهلها الطيبون مما تنبته أرضهم الطيبة من تين وزيتون ورمان، وعيون يخرج منها ماء زلال.. وفي ذلك اليوم فتحت عليها وعلى من فيها أبواب جهنم، حيث أمطرتهم فرنسا الصليبية المجرمة بأطنان من قنابل النابالم وقذائف المدافع حيث لم ينج إلا من كتب له الله النجاة، ومنهم من جن لما رأى من أهوال، وأما المساكن البسيطة فلم يبق منها إلا بقايا جدران، ومسجد صغير تهدم أكثره.. ولم تسلم حتى “المعمرة” التي كان يتلقى الصبيان فيها القرآن.
زرت هذه البقعة القرآنية المجاهدة الشهيدة في يوم الجمعة 28/6/2024 استجابة لدعوة كريمة من الأستاذ محمد الصالح أولحضير، ابن هذه العائلة وهذه القرية وهذه الزاوية فقضينا يوما جميلا، وقد أنستنا ما قصه علينا شيوخ كانوا صغارا أيامئذ مما فعلته فرنسا المجرمة.
وغير بعيد من هذه القرية المهجورة توجد زاوية بوداود التي كان هذا المكان الذي توجد فيه يسمى “جبل النور”، لما كان يتردد في جوانبه من آي الذكر الحكيم، وقد فعلت فرنسا في هذه الزاوية ما فعلته من تخريب وتقتيل لا يتقنهما غيرها من الدول.. وأدعو آل بوداود الكرام إلى إعادة النشاط في هذه “المعمرة”..
ومما تأثرت به صخرة كبيرة قيل لنا إن المجاهد الشهيد عميروش كان يستريح عليها في غدوه ورواحه مرورا بتلك القرية. وقلت في نفسي لو يأتي ذلك “العالم” القاعد “الناصح” للمجاهد أبي عبيدة “ليجاهد بالسّنن” ليرى كيف جاهد الرجال “الفقهاء” بـ”الفرائض”. أدينا فريضة الجمعة في قرية جديدة بعيدة عن القرية الأصلية، وتشرفت بإلقاء درس الجمعة الذي تمحور حول “الوحدة الدينية الوطنية” ودورها في جهادنا لفرنسا الصليبية وإرغامها على تولي الأدبار، وحول ما ندخل به الجنة -إن شاء الله- وهو الإيمان الإيجابي والحب الصادق المتبادل بين أفراد شعبنا، حيث لا أنساب يومئذ بين الناس إلا هذا النسب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!