-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ارتفاع جديد للإمدادات وصادرات في مستويات ما قبل "كورونا"

في ظرف 60 يوما.. “سوناطراك” تحكم قبضتها على سوق الغاز الإسبانية

حسان حويشة
  • 4217
  • 0
في ظرف 60 يوما.. “سوناطراك” تحكم قبضتها على سوق الغاز الإسبانية
أرشيف

عادت “سوناطراك” للإمساك بزمام سوق الغاز الإسبانية مجددا في ظرف شهرين فقط، وهي الفترة التي كانت كافية للشركة الوطنية بأن تضاعف إمداداتها إلى هذا البلد الأوروبي بتغطية نحو نصف وارداتها من هذا المورد الطاقوي.
وفي هذا السياق، سجلت إمدادات الغاز الجزائرية إلى إسبانيا ارتفاعا كبيرا للشهر الثاني على التوالي، وعادت تغطية الغاز الجزائري لواردات هذا البلد الأوروبي إلى مستوياتها قبل انتشار جائحة “كوفيد 19″، بنسبة فاقت الـ46 بالمائة.
وتشير وثيقة لشركة “إيناغاس” الإسبانية المسؤولة عن تسيير وإدارة الشبكة الداخلية للغاز في البلاد، تتعلق بواردات البلاد من الغاز لشهر أكتوبر، اطلعت “الشروق” على نسخة منها، إلى أن إمدادات الغاز القادمة من الجزائر قد بلغت 15 ألف و741 جيغاواط/ ساعة، وهي كميات تعادل تقريبا تلك التي كانت قبل انتشار جائحة “كوفيد 19”.
وفي التفاصيل، بلغت كميات الغاز الطبيعي التي دخلت إسبانيا عبر خط أنابيب “ميدغاز” الرابط بين بني صاف وألميرية 9701 جيغاواط/ ساعة، في حين قدّرت إمدادات الغاز الطبيعي المسال “جي.آن.آل” عبر الناقلات، 6040 جيغاواط ساعة.
وكانت إمدادات “سوناطراك” لإسبانيا بالغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال لشهر سبتمبر الماضي قد بلغت 13 ألف و63 جيغاواط/ ساعة، منها 8009 جيغاواط/ ساعة عبارة عن غاز طبيعي عبر خط “ميدغاز”، و5054 جيغاواط/ ساعة عبارة عن غاز طبيعي مسال “جي.آن.آل”، ما يمثل 42.4 بالمائة من واردات إسبانيا من هذا المورد الطاقوي، وهي النسبة الأعلى منذ نحو 3 سنوات وفق الوثيقة، وهذا من أصل 30 ألف و793 جيغاواط/ ساعة حاجيات إسبانيا الغازية خلال نفس الشهر.
وبلغت تغطية “سوناطراك” لواردات إسبانيا من الغاز في أكتوبر الماضي ما نسبته 46.5 بالمائة، وهو المستوى الذي لم تبلغه الصادرات الجزائرية إلى إسبانيا منذ سنوات عديدة وتحديدا قبل انتشار جائحة “كوفيد 19”.
وتشير الوثيقة ذاتها إلى أنه خلال أكتوبر 2022، بلغ إجمالي صادرات “سوناطراك” إلى إسبانيا 7806 جيغاواط/ ساعة وكانت كلها عبارة عن غاز طبيعي عبر خط “ميدغاز” ولا أثر للغاز الطبيعي المسال (جي.آن.آل).
وتخطّت الجزائر بفارق كبير جدا أقرب منافسيها في السوق الإسبانية وتحديدا الولايات المتحدة وروسيا ونيجيريا، التي تزوّد إسبانيا بالغاز الطبيعي المسال فقط (عبر الناقلات)، إذ بلغت إمدادات هذه البلدان تواليا 6.965 و4.280 و1.756 جيغاواط/ ساعة.
وخلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الجارية، غطت الإمدادات الجزائرية ما نسبته 28.8 من واردات إسبانيا من الغاز، بكميات بلغت 96 ألف و750 جيغاواط/ ساعة، في حين بلغت على أساس سنوي (نوفمبر 2022-أكتوبر 2023)، 112 ألف و423 جيغاواط/ ساعة، ما يمثل 27.6 بالمائة من واردات البلاد.
وتأتي هذه البيانات في وقت تجري فيه الشركة الوطنية مفاوضات مع شريكها الإسباني “ناتورجي” لمراجعة أسعار تسويق الغاز، وأجرى رئيسها التنفيذي مؤخرا زيارة إلى الجزائر التقى خلالها بالرئيس المدير العام الجديد لـ”سوناطراك”، رشيد حشيشي.
ووفق ما أشارت إليه “الشروق” في عدد سابق، فإن عقود الغاز الجزائرية طويلة المدى تتضمن بنودا تنص على أنه يمكن مراجعة أسعار الغاز في حال ارتفعت مستوياتها في السوق الدولية أو في حال زيادة تكاليف إنتاجها.
وستُعمّق هذه البيانات من فارق الميزان التجاري بين البلدين لصالح الجزائر، من منطلق أن مبيعات إسبانيا إلى الجزائر شبه متوقفة منذ جوان 2022، على إثر تعليق اتفاقية الصداقة وحسن الجوار، في أعقاب انقلاب رئيس حكومة مدريد، بيدرو سانشيز، ودعمه لمقترح المخزن المغربي للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، وبالمقابل، تواصل صادرات الجزائر من غاز ونفط ومشتقات بترولية مختلفة تدفقها نحو إسبانيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!