-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فسيفساء من التجارات الموسمية والمهن

في سوق الأضاحي.. كل الفضاءات والخدمات بثمن!

نادية سليماني
  • 516
  • 0
في سوق الأضاحي.. كل الفضاءات والخدمات بثمن!
أرشيف

وجد كثير من الشباب في مناسبة اقتراب عيد الأضحى المبارك، الذي تصادف مع دخول التلاميذ في العطلة الصيفية، فرصة لممارسة مهن موسمية مختلفة، على غرار بيع علف الكباش، حراسة المواقف بالقرب من مستودعات بيع الأضاحي، بيع المياه الباردة والوجبات والحبال للمتسوّقين..
وباشر الكثير من الأطفال والمراهقين مهنا موسمية، مستغلين اقتراب عيد الأضحى المبارك، تأمينا لمصروف قضاء العطلة الصيفية وشراء مستلزمات الدخول المدرسي.
ومن المهن الموسمية، عرض علف الكباش للبيع على حواف الطرقات، والذي بات المهنة الموسمية الأكثر طلبا من الشباب خلال هذه الفترة، حيث يشترون مثلا 4 أو 5 حُزم تبن من الفلاحين بملغ يتراوح بين 1800 دج إلى 2000 دج ويعرضونها للبيع مقسمة على أكياس صغيرة، بملبغ 200 دج للكيس الواحد و2600 دج للحزمة الكاملة.
وأكد مواطنون وجدناهم يشترون كميات من التبن لأضاحيهم بطريق “لوتيسمون” ببلدية باش جراح بالجزائر العاصمة، أن أسعار التبن لهذا الموسم عرفت بدورها غلاء ملحوظا، فبعد ما كانت لا تتعدى 100 دج لحزمة التبن الصغيرة، قفزت إلى 200 دج وأحيانا 250 دج.

مياه باردة و”ساندوتشات” أمام إسطبلات المواشي
واستغل شباب آخرون، فرصة عرض السّماسرة والباعة كباشهم، في مناطق شبه معزولة على حوافّ الطرق السريعة، لبيع مياه باردة ووجبات خفيفة عبارة عن بيض مسلوق و”مطلوع” و”ساندويتشات” بطاطا مقلية للمُتسوّقين.
ولأن فضاءات بيع المواشي تكون في أماكن معزولة بعيدا عن المدن، فأسعار الخدمات هي الأخرى غالية، فمثلا قارورة مياه صغيرة تصل إلى 40 دج للواحدة، و”ساندويتش” بطاطا مقلية بين 250 إلى 300 دج.
والظاهرة رصدناها بكثرة على الطريق السريع شرق غرب خصوصا في بلدية بئر توتة ومنطقة بابا علي بالجهة الغربية للجزائر العاصمة، وأيضا شرقا ببلديات برج الكيفان وبرج البحري والرغاية ورويبة.
ومعظم باعة المياه والوجبات الخفيفة أطفال صغار لا تتعدّى أعمارهم أحيانا الـ10 سنوات، رغم ما يهددهم في المكان من خطر تعرّضهم لحوادث مُروريّة، لتواجدهم بالقرب من الطرق السريعة والرئيسية.

كل فضاء أمام الأضاحي .. “باركينغ”!
ورصدت “الشروق” ظاهرة أخرى، وهي قيام شباب وأطفال بحراسة سيارات العائلات المتوقفة بالقرب من مستودعات وإسطبلات بيع الكباش، رغم أن المكان ليس بموقف سيارات، وهو ما يتسبب في شجارات بين المواطنين وحراس “الباركينغ”.
أحد المواطنين وجدناه يتشاجر مع طفل لا يتعدى 14 سنة من عمره ببلدية بئر توتة، والسّبب أن المواطن ركن سيارته بالقرب من منزل هذا الصّبي وهو عبارة عن مكان مفتوح قرب الطريق السريع، ليتفاجأ بالطفل يخرج من منزله ويطلب من الرجل تسديد ثمن حراسته لسيارته، وهو ما تفاجأ له المواطن مُستفسرا منه “وهل فعلا حرسْت لي سيارتي؟ أم كنت نائما في بيتكم؟”.

يتسابقون لمساعدة النساء مقابل المال
وشباب اتخذوا من كل سلوك قد يقوم به مشتري أضحية العيد إلى مهنة، فمثلا يتواجد شباب داخل مقر الشركة الجزائرية للحوم الحمراء “ألفيار” تزامنا مع إطلاق عملية بيع الأضاحي، فيقتربون من المشتري الذي يبيعون له حبالا لربط كبشه، ويساعدون مقابل مبلغ مالي في عملية الربط، وآخرون يتولون مهمة نقل الأضحية الى غاية سيارة الزبون.
وتكون الغنيمة ثمينة، في حال كان مشتري الأضحية امرأة، فالنساء ولجهل اغلبهن كيفية اختيار كبش مناسب، يستعنّ بهؤلاء الشباب لاختيار أضحية مُناسبة، وربطها ونقلها للسيارة، مقابل مبلغ مالي طبعا يتراوح بين 200 دج و300 دج.
وتبقى أسواق الماشية الأسبوعية بالمدن الداخلية، أنسب وأفضل مكان للمراهقين والشباب لممارسة مختلف النشاطات الموسمية المرتبطة بعيد الأضحى المبارك، نظرا لعدد المتسوقين الكبير، المحتاجين للشرب والطعام والباحثين عن حراس لماشيتهم وأبقارهم، أو عن عاملين يتولون مهمة توصيل رؤوس الأغنام الكثيرة نحو شاحنات الموالين، وهو ما يؤمن للعمال الموسميين مبالغ مالية أكبر، رغم وجود مخاطر تترصدهم بأسواق المواشي الأسبوعية.
وفي مقدمة هذه المخاطر، هروب الكباش الكبيرة أو الثيران الهائجة من أصحابها داخل السوق، متسببة في حوادث دهس للراجلين قد تكون خطيرة جدا، لذا وجب الحيطة والحذر خاصة من طرف الأطفال صغار السن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!