-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في تندوف

في تندوف

للمرة الثانية أسعد بزيارة مدينة تندوف، وهي آخر مدينة تغرب عنها الشمس في وطني الجزائر، الذي يقول عنه الإمام محمد البشير الإبراهيمي بأن “في كل جزيرة قطعة من الحسن وفيك الحسن جميعه، لذلك كنّ مفردات وكنت جمعا، فإن قالوا: الجزائر الخالدات رجعنا فيك إلى توحيد الصفة وقلنا: الجزائر الخالدة، وليس بمستغرب أن تجمع الجزائر في واحدة”.
لقد زرت مدينة تندوف منذ عقد ونيّف من السنين، وأشهد أنني لاحظت تطورا كبيرا في عمران المدينة وشوارعها، ونطمع في المزيد.
كانت زيارتي هذه التي دامت ثلاثة أيام تلبية للدعوة الكريمة من فضيلة الإمام عبد العزيز صديقي، إمام مسجد حمزة بن عبد المطلب، وهو مسجد يقع في وسط مدينة تندوف، وهو من أجمل وأنظف المساجد التي زرتها في وطني، كما أن هذا الإمام من أنشط الأئمة الذين خالطتهم، لأن بعض الأئمة هم
-كما يقول الشيخ العباس-: “أينما توجههم لا يأتون بخير”، وهم يأمرون بالمعروف ولا يأتونه.
كان رفقائي في هذه الزيارة كل من الدكتور مالك بوعمرة سونة، والشيخ علي بوغازي المستغانمي الإمام بمدينة وهران، والقارئان المتميزان محمد إرشاد مربعي، وعبد العزيز سحيم..
كان الموضوع الذي تمحورت حوله هذه الزيارة هو المشاركة في حملة تحسيسية عن أخطار المخدرات، التي يروج لها أعداء المسلمين، ويعملون بوحي من شياطين الإنس لنشرها في وطننا، ليصبح شباننا -ذكرانا وإناثا- أحياء غير أحياء، وتحسبهم أيقاظا وهم رقود. وقد سمعت عدة مرات المسمى نفسه: “أمير المؤمنين”، وهو ماهو إلا أمير المفسدين” سمعته يقول في إحدى خطبه: “لن أحل حراما، وأحرم حلالا” فهل -“يا أمير المفسدين”- موافقتكم على زراعة الحشيش وتصدير الفائض منه من الحلال؟ إنك بموافقتك -يا أمير المفسدين- بذلك تثبت أنك من جنود إبليس، وإن زعمت وزعيم الراكعون لك أنك من آل محمد، عليه الصلاة والسلام.
لقد شملت هذه الحملة التي أشرف عليها ونشطها الإمام النشيط عبد العزيز صديقي على ندوة في إذاعة تندوف، وأخرى في مكتبة المطالعة العمومية، وهي من أجمل وأنظف ما رأيت من مكتبات عمومية، وقد حضر هذه الندوة ثلة من النخبة المثقفة في مدينة تندوف.. وعلى ندوة أخرى في إحدى الثانويات، وكان كثير من الحاضرين -ذكرانا وإناثا- واقفين، حيث امتلأت القاعة وفتح ملحق لها.. وكان أهم نشاط في مسجد حمزة بحضور السيد والي الولاية، والسيد رئيس المجلس الشعبي الولائي، وبعض وجوه المجتمع التندوفي، الذي استقبلنا استقبالا غير مستغرب منه..
وما عجبنا واستغربنا إلا لغياب السيد مدير الشؤون الدينية، ولعل له عذرا، فإن لم يكن معذورا، فقد أعطى مثلا غير طيب. شكرا لأهلنا في تندوف، ونتواصى بالحق ونتواصى بالصبر، وحفظ الله -العلي القدير- شعبنا وشبابنا ووطننا من كيد الأعداء، وخيانة الأشقاء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!