-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أسعارها مرتفعة رغم ملوحتها ولا يصلح للشرب

فواتير المياه تهدّد عشرات غابات النخيل بالزوال بالوادي

بديع بكيني
  • 1295
  • 0
فواتير المياه تهدّد عشرات غابات النخيل بالزوال بالوادي
أرشيف

أقدم عديد المواطنين بمدينة الوادي، عن توقف سقي النخيل المتواجد أمام بيوتهم، أو في الحديقة الخلفية لمنازلهم، وذلك بسبب الارتفاع الصاروخي لثمن فواتير الماء التي تحررها إدارة الجزائرية للمياه بالولاية، وهو ما يجعل العشرات من ثروة النخيل تحت خطر الموت والزوال.

وذكر عدد من المواطنين بولاية الوادي، في تصريحات متطابقة للشروق، بأن المبالغ الخيالية التي تطالب بها الجزائرية للمياه غير معقولة، على حد قولهم، إذ وصلت في الثلاثي الأول والثاني لهذا العام ما بين 7 ملايين سنتيم و13 مليون سنتيم للفاتورة، وهو ما جعلهم يتخذون قرار وقف سقي النخيل، لأن ما تنتجه من تمور لا يغطي ولو نصف أو ثلث تكلفة السقي، وفضل هؤلاء القيام بشراء التمر من السوق، بتكلفة أقل مما ترغمهم عليه الجزائرية للمياه، حسب تصريحاتهم.

وأكد أصحاب النخيل التي ستؤول إلى الموت، بأن الهدف من زراعة النخيل أمام بيوتهم أو في الحديقة الخلفية للمنازل، هو تزيين الشوارع العمومية على خلفية أن النخيل هو الشجرة الوحيدة التي تقاوم البقاء في الصحراء وتتلاءم مع طبيعة المناخ القاسي، بالإضافة للمساهمة في الاقتصاد الوطني من خلال إنتاج لو كمية قليلة من التمور للاستهلاك الذاتي، وتوفير الكميات المتواجدة في الأسواق من أجل تسويقها خارج الولاية وربما حتى لتصديرها للخارج.

وتأسف المواطنون سالفي الذكر، من رفع قيمة فواتير المياه، التي أكدوا بأنها غير صالحة للشرب، وبأنهم يشترون مياه الشُرب من عند أصحاب الشاحنات ذات الصهاريج، المخصصة لبيع الماء العذب، وفي ذات السياق تساءلوا عن خلفية أثمان المياه الباهظة رغم أنها مالحة ولا تصلح إلا للسقي أو غسل الملابس والأواني في البيت، على حد قولهم، فيما ذهب آخرون للقول بأن ارتفاع التكلفة راجع لكون الجزائرية للمياه، قامت بتركيب عدادات على المنازل الخاصة بشبكة توزيع المياه المنجزة في السنوات الأخيرة وقيل بأنها خاصة بمصنع تحلية المياه، حيث أردفوا بالقول بأنهم حاليا يشترون مياها مالحة وغير صالحة للشرب بثمن المياه العذبة المُحلات، حسبهم.

ولجأ بعض أصحاب النخيل التي تصارع الموت، للقيام باستخراج عصير النخيل ”اللاقمي” من نخيلهم قبل موتها، في حين أن عملية استخراج اللاقمي أو ما يعرف بـ ”تحجيم النخلة” تؤدي كذلك للموت الحتمي لها، غير أن صاحبها يستفيد من اللاقمي قبل موت النخلة، فيما فكر آخرون في بيع نخيلهم للمقاولين الذين يقومون بجلب نخيل كبيرة وزراعتها في الشوارع العمومية عند اقتراب زيارة بعض الوزراء للولاية، حتى لا يذهب تعبهم وتربيتهم نخيلهم لسنوات طويلة أدراج الرياح، ويستفيدون على الأقل من ثمنها قبل أن ييبس جريدها وتموت.

من جهة أخرى تخوّف عدد من المواطنين من حفر آبار سطحية، لسقي نخيلهم، على خلفية أن الآبار قد تهدد أساسات منازلهم بالانهيار، بالإضافة لصعوبة الحصول على تراخيص الحفر من طرف مديرية الموارد المائية، على حد قولهم، فيما طالب آخرون بالسماح لهم باستغلال الآبار الخاصة بإدارة الغابات التي تستغل في سقي الأشجار غير المثمرة على جانب الطرقات، كما طالبوا بحفر آبار أخرى بعيدة عن منازلهم ويُسمح لهم باستغلالها قبل أن تزول أو تموت نخيلهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!