-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

غزة بلا خبز

صالح عوض
  • 8258
  • 0
غزة بلا خبز

لقد أصبح قطاع غزة اليوم بلا خبز ولا غاز ولا دقيق في المحلات التجارية.. وهكذا تكون حلقة الحصار الأخيرة قد اقتربت من اللامعقول.. فكل يوم جديد يحمل معه أخبارا جديدة عن غياب سلعة من المواد الأساسية ورغم قدرة فائقة يبديها الشعب على التكيف مع الظروف الصعبة، إلا أن الأمر قد وصل إلى حد غياب الدقيق وإغلاق المخابز.. فما العمل ونحن أمام عصابة مجرمين.

  • إن الذي يتجول في أسواق قطاع غزة يرى أن هناك إرجاعا قسريا إلى حياة بدائية قد غادرها الناس قبل نصف قرن.. فمواقد السولار وأدواتها وطرق استخدامها أصبحت لغة السوق، أما الفواكه فلا شيء منها في الأسواق ولولا براعة يتقنها الفلاحون الفلسطينيون لانعدمت الخضروات من الأسواق.
  • إن الشعب الفلسطيني في ورطة حقيقية، فلقد ادخلوه دوامة البحث عن لقمة الخبز والدواء والاحتياجات الأساسية للحياة، فيما تنفذ العصابات الصهيونية من مستوطنين وجيش وأجهزة أمنية خططها لتهويد الأرض والاستيلاء على المزيد منها وإرغام السياسيين الفلسطينيين والعرب على مزيد من التطبيع والتنسيق الأمني.
  • نحن نعرف أن المحترمين والشرفاء في أمتنا لا يملكون من أمرهم شيئا، فهم مستضعفون، شأنهم شأن الفلسطينيين.. أما أصحاب الشعارات الكبيرة والذين يدعون الفهم والحكمة من حكام العرب، فهم لن يرف لهم جفن وهم يرون الدم يسيح في الشوارع وبيوت غزة مظلمة وأطفالها يبحثون عن لقمة خبز.
  • إننا الآن أمام إجابات حاسمة لا بد من طرحها على هذا التحدي.. هل يظل الفلسطيني فلسطينيا وهو يتلهى بالاختلافات الحزبية والمصالح الشخصية والمواقع الوظيفية، فيما شعبه يتلوى ألما وجوعا جراء هذه الفتنة العمياء..؟ هل يظل العربي عربيا وهو يرى أبناء قومه يصرخون ويستنجدون والأعداء يحيطون بهم من كل حدب وصوب، فيما لا يحرك هو ساكنا؟ هل يظل المسلم مسلما وهو يسمع صراخات المسلمين: ألا من ناصر ينصرنا.. ألا من مغيث يغيثنا.. فيما هو يصم أذانه عن نصرة إخوة العقيدة؟ هل يظل الأحرار أحرارا فيما هم يرون ما يحل بالفلسطينيين من ظلم رهيب؟!
  • إن سياسة العقاب الجماعي التي يتعرض لها أهل قطاع غزة تسير نحو التصعيد، فيما نسمع عن نية باستئناف الحوار بين الفصيلين المتناحرين.. فهل هذا التصعيد لازمة وضرورة لكي ينجح الحوار
  • ليس من المنطقي أن يخير أهل غزة بين خيارين أحلاهما مر.. خيار التنازل عن حقهم في العودة، فتتدفق عليهم المشاريع الاستثمارية والأموال، أو خيار الرفض للاعتراف بشرعية وجود إسرائيل والموت جوعا.. إن الحوار الذي يجب أن ينطلق بين الفصيلين يجب أن لا يكون مشترطا الالتزام باتفاقيات الاعتراف بإسرائيل، ولن يقبل أهل غزة حتى لو ماتوا جميعا أن يعترفوا بشرعية وجود إسرائيل.. ولتتحمل الأمة مسؤوليتها.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!