-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عشية الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المسبقة

عميد مسجد باريس يحذر المسلمين واليهود من مناورات لوبان

محمد مسلم
  • 895
  • 0
عميد مسجد باريس يحذر المسلمين واليهود من مناورات لوبان
أرشيف

غير آبه بانتقادات اليمين المتطرف الفرنسي، وعشية الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المسبقة، وجّه عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيز، آخر تحذير للجاليات المهاجرة المسلمة منها وحتى اليهودية، وحثها على التجنّد من أجل قطع الطريق على حزب لوبان المشحون بالكراهية، ومنعه من الوصول إلى قصر الحكومة “الماتينيون”.
وفي تغريدة له على حساب مسجد باريس الكبير في منصة “إكس”، كتب شمس الدين حفيز منبها: “على أعتاب هذه الانتخابات الحاسمة، تجد أمتنا نفسها على مفترق طرق حاسم. إن الاختيارات التي نتخذها ستشكل معالم مستقبلنا المشترك. إن صعود حزب “التجمع الوطني” (حزب لوبان)، ووعوده بتعزيز الأمن وحماية الهوية الوطنية وتقييد الهجرة، يتطلب تفكيرا عميقا في تداعيات هذه السياسات على مجتمعنا واقتصادنا”.
ولا يعتبر هذا التحذير الأول من نوعه من قبل عميد مسجد باريس الكبير، ولكنه يأتي عشية الاستحقاق التشريعي الحاسم في فرنسا، وهو الأمر الذي كان قد سبّب غضبا عارما لدى الحزب الذي يقوده جوردان بارديلا، وتدار خيوطه من قبل آل لوبان من وراء الستار، عندما قرر أحد نوابه هو جوليان أودول، مساءلة الحكومة على ما اعتبره تدخلا من قبل عمادة المسجد الممول من قبل الجزائر، في الشأن الانتخابي الفرنسي.
وبالنسبة لعمادة المسجد الكبير بباريس، فإن “مثل هذا المشروع (برنامج حزب لوبان الانتخابي)، يخاطر بتحويل وطننا إلى دولة استبدادية، والتضحية بالعدالة الاجتماعية والاندماج والنمو الاقتصادي على مذبح الخوف والإقصاء”، ولذلك يرى شمس الدين حفيز، أن “إغلاق أبوابنا وإقامة الحواجز وعزل نسيجنا الاجتماعي”، ليس حلا لمواجهة المعضلة السياسية التي تطرق أبواب الفرنسيين، وإنما الخروج بالقوة إلى صناديق الاقتراع لقطع الطريق على من اتخذوا من الكراهية ومعاداة الآخر، عنوانا لأجندتهم السياسية.
والمثير في الأمر هو أن جوردان بارديلا الذي يقود حزب “التجمع الوطني” (الجبهة الوطنية سابقا)، المشحون بمعاداة كل ما هو جزائري، ينحدر من أصول جزائرية، وفق ما سبق لـ”الشروق” أن أشارت إلى ذلك قبل أشهر من الآن، وهو المعطى الذي تصر قيادة الحزب على تجاهله، كونها تعتبر ذلك، إعاقة سياسية للحزب، القائم على فلسفة عرقية عدوانية مشحونة بكراهية الآخر وإقصائه.
وفي محاولة لتجميع شتات الفرنسيين من أصول غير فرنسية، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية، يخاطب عميد مسجد باريس الناخبين الفرنسيين قائلا: “دعونا لا ندع شياطين الكراهية غير العقلانيين تفرقنا. بصفتي عميد مسجد باريس الكبير، المكان الذي أنقذ فيه العديد من اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، أخاطب مواطني اليهود وأصدقائي وجيراني وغيرهم: العدو ليس المسلم. الإسلام ليس عدوك. ويشهد التاريخ أن أهل الكتاب، على مدى قرون، وجدوا ملجأً واعتبارا في الإمبراطوريات الإسلامية”.
ويضيف: “استيقظوا. وإذا كانت معاداة السامية حقيقة واقعة، فهي ليست حكرا على المسلمين، تماما كما أن كراهية الإسلام ليست حكرا على اليهود. إن استمرار خطاب الكراهية لا يعني أنه يصبح حقيقة”، كلام موجه للجالية اليهودية غير المتصهينة، لأن حزب آل لوبان، يحاول فصل اليهود عن الجاليات الدينية الأخرى، من خلال رفعه لواء محاربة معاداة السامية، وهو الذي كان أول من مارسها على الأرض ولا يزال، في فرنسا ضد أبناء هذه الجالية.
واقتبس صاحب المقال عبارة لرئيس الوزراء الفرنسي السابق ليونيل جوسبان، لدحض تقرب الحزب اليميني المتطرف من اليهود، جاء فيها: “لن يحظى مواطنونا اليهود أبدًا بحماية حزب الجبهة الوطنية، وهو حزب كاره للأجانب وعنصري، حتى لو حول عداءه تجاه المسلمين والعرب في الوضع الحالي”.
كما اقتبس من الصحفية آن سينكلر، التي نقلت كلاما قاله القس الألماني مارتن نيمولر، في عام 1945: “عندما جاءوا لملاحقة الاشتراكيين، لم أقل شيئًا، لم أكن اشتراكيًا. عندما جاءوا لملاحقة اليهود، لم أقل شيئًا، لم أكن يهوديًا. ثم جاءوا ليأخذوني. ولم يبق أحد ليحتج “. وتضيف سنكلير أنها لا تريد أن يقول أحد ذات يوم: “عندما جاءوا للمسلمين، لم أقل أي شيء”. قبل أن يختم: “اذهبوا للتصويت. قل لا للكراهية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!