عمال مسرحون من بريد الجزائر يستنجدون بوزيرة القطاع

أطلق عدد من عمال سابقين لبريد الجزائر نداء استغاثة إلى وزيرة القطاع بعدما تم تسريحهم عقب انتهاء مدة العقد المبرمة بينهم وبين مصالح بريد الجزائر، دون مراعاة لحالاتهم الاجتماعية أو تسديد حقوقهم القانونية، حيث حرم عدد منهم حتى أدنى حقوقه المتمثلة في منحه شهادة عمل أو وثيقة إثبات مدة توظيفهم كعمال متعاقدين، على حد قولهم.

وذكر ممثل لهؤلاء الذين وصفوا أنفسهم بأنهم مطرودون بشكل تعسفي، بعبارات يعتصر منها الحزن والأسى، والتأسف على ما جرى لهم، من ضياع لماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، على حد قوله، مردفا أن بريد الجزائر في عدد من الولايات وبالأخص في ولاية الوادي، سلب منهم أثمن ما يملكه الإنسان في حياته، وهو عنفوان الشباب وقوة الصغر وتوقد الذهن في المرحلة الأولى من العمر، ليجدوا أنفسهم بعد أزيد من 15 سنة دون عمل ولا راتب، بالإضافة إلى أسرة وأطفال ومصاريف كراء المنزل وتكاليف الماء والكهرباء والعلاج وغيرها من مصاريف الحياة.

وأكد هؤلاء أنهم منذ توقيفهم منتصف العام الماضي، بطريقة احتيالية على حد قولهم، حيث طلب منهم عدم المجيء إلى مقر عملهم ببريد الجزائر وذلك بسبب انتهاء مدة العقد، حيث وعدوهم بأنه سيتم الاتصال بهم في غضون أسابيع عندما يتم تجديد العقود، وهو الأمر الذي مرت عليه شهور ولم يتحقق، ما دفعهم إلى تبليغ انشغالاتهم حسب السلم الإداري الذي لم يجد نفعا على المستوى المحلي، حيث توجهوا قرابة 4 مرات إلى المديرية العامة لبريد الجزائر بالعاصمة، غير أن المدير العام لم يستقبلهم، على حد قولهم، رغم أنهم يذهبون إلى هناك في أيام الاستقبال الإثنين والأربعاء.

وعبر هؤلاء المشتكون عن أسفهم وحرقتهم من التبريرات التي صدموا بها، عندما قيل لهم بأنه لا يمكن تجديد عقودكم لأنكم لا تملكون شهادات جامعية ومستواكم الدراسي متوقف عند السنة الـ 3 ثانوي فقط، في حين إنهم أكدوا على إتقانهم لعملهم في بريد الجزائر وكذا تحكمهم في تقنيات الشبكة وكل الخدمات التي يقدمها بريد الجزائر، حيث اكتسبوا خبرة عبر عشرات السنين في مناصبهم التي قضت على صحتهم وأبصارهم وحتى تفكيرهم، لاسيما بعد صدمة التسريح دون أي حق أو رد للاعتبار.

كما ذكر هؤلاء أنهم سجلوا خروقا في الآونة الأخيرة، من خلال التوظيف بشكل دائم مع الترسيم في مناصب العمل، لأشخاص في مثل مستواهم الدراسي وبنفس وضعيتهم، غير أنهم أبناء نافذون وأقارب لبعض ممثلي النقابة، حسبهم، حيث طالبوا بتدخل وزيرة القطاع من أجل النظر في حالتهم الاجتماعية وإرجاعهم إلى مناصب عملهم، من أجل استثمار خبرتهم في قطاع البريد التي تمتد لعشرات السنين، وكذا إنهاء معاناتهم وشعورهم بالحقرة والتهميش، على حد قولهم.