شباب يبحثون عن ايما جونسون.. جين أوستن وهاري بوتر

سجل المعرض الدولي للكتاب الذي اختتم الجمعة، طبعته 25 بقصر المعارض إقبالا كبيرا للجمهور رغم الظروف الاستثنائية التي نظم فيها بعد قرابة ثلاث سنوات من الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا.

واتفق الناشرون الذين تحدثنا إليهم على أن الإقبال الذي سجله المعرض يدفعنا إلى التخلي عن الأفكار المسبقة التي تعوّدنا في كل مرة على إطلاقها كون الجزائري لا يقرأ، حيث دعا الناشرون الى إعادة النظر فيها لأن المعرض أثبت أن الجزائري يقرأ ويقتني الكتاب ولا علاقة لذلك بالظروف الاجتماعي، حيث قالت السيدة حماش ممثلة جناح منشورات “أناب” أن الكتاب الفاخر في التراث مثلا كان عليه إقبالا كبيرا من طرف الجمهور رغم أن أسعارها مرتفعة نوعا ما.

استقطب المعرض الشباب الذين أعطيت لهم مساحة كبيرة في الصالون سواء من حيث عدد الدور العارضة أو في جلسات التوقيع وهنا يشير ممثل دار الجزائر تقرأ أن الدار تستقطب القراء الشباب الذين يأتون قصدا بحثا عن عناوين معينة بالذات. هذه الظاهرة يرجعها مدير منشورات خيال رفيق طايبي إلى أساليب التسويق الجديد التي صارت الدور الشبابية الجديدة تعتمدها وهي التسويق والترويج عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفاسبوك.

الفايسبوك سلاح الدور الجديدة في استقطاب القراء والرواية في مقدمة المبيعات

وسجل الصالون الدولي في طبعته 25 إقبالا كبيرا على الكتب باللغة الانجليزية من طرف الجيل الجديد حيث أوضح ممثل دار “ولس ورتس” أن جمهور القراء الذين يقصدون الجناح تتراوح أعمارهم ما بين 13 و25 سنة حيث شهد جناح الدار حركة غير عادية منذ اليوم الأول إذ نفذت كتب هاري بوتر وروايات ايما جونسون وجين أوستن وهي من كلاسيكيات الأدب الانجليزي. ممثل الدار قال إن الإقبال الكبير للشباب على الكتاب باللغة الانجليزية يستوجب علينا العمل على إيجاد مقاربات سوسيولوجية جديدة لفهم ودراسة المقروئية في الجزائر عوض الاكتفاء بإطلاق الأحكام لأننا لا نعرف مجتمعنا عن قرب.

لخضر بن طوبال و”المالق” وجزائر 62.. الكتاب التاريخي جمهور يبحث عن الجدل

في جانب الكتب التي سجلت أعلى إقبال، حافظ معرض الجزائر على “خطه الافتتاحي” في استقطاب جمهور الرواية والكتاب التاريخي، حيث سجل كتاب “الحركة الوطنية” لرابح بلعيد مثلا إقبالا كبيرا في جناح دار بهاء الدين الذي أطلق أيضا ديوان الشاعرة المغتربة رشيدة محامدي “إكليل خمسيني” وهو الكتاب الذي خططه محمد السفرباتي خطاط الجمهورية، وكان هذا الكتاب في طبعته الإسبانية قد باع قرابة أربعة ملايين نسخة على موقع أمازون وهو رقم لم يحققه أي كاتب من قبل وجعل من رشيدة محامدي أول كاتب سيدفع له موقع امازون.

في جناح منشورات الشهاب كانت الغلبة لمذكرات الراحل لخضر بن طوبال الذي سجل إقبالا كبيرا من طرف القراء، كما استقطب جناح القصبة أيضا قراء التاريخ حيث سجل كتاب ولد قابلية عن “المالق” إقبالا كبيرا إضافة إلى الرواية الأخيرة لأنور بن مالك. كما سجل كتاب “الجزائر 1962 تاريخ شعبي” للأكاديمية مليكة رحال عن منشورات البرزخ إقبالا كبيرا أيضا وهي الظاهرة التي فسرها ممثل جناح القصبة بالجدل والنقاش الذي أحدثته بعض الكتب سواء في الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي. فالجمهور يريد أن يكتشف سرّ الجدل الذي أحدثته تلك الكتب.

في جانب الرواية حضرت روايات الجوائز بقوة على غرار قيامة الحشاشين للهادي التيمومي بجناح دار ضمة ودفاتر الوراق لجلال برجص بجناح نفس الدار إضافة الى رواية بثينة العيسى التي نفذت في جلسة توقيع واحدة حيث كانت الكاتبة ضيفة شرف المعرض. رواية “قيامة منا” أيضا للصديق حاج احمد كان أيضا عليها إقبال بجناح دار خيال وهي نفس الملاحظة التي وقفنا عليها في جناح الاختلاف ومنشورات العين المصرية حيث كان رف الروايات المتوجة بالجوائز الأكثر استقطابا للقراء وهذا يعني بالنسبة لمسؤول الجناح أن القارئ الجزائري قارئ ذكي ويعرف ما يريد ومطلع ومتطلب وليس قارئ عشوائي.

في الجانب الاقتصادي قال ممثل دار “ألفا دو” إن كتب الصيرفة الإسلامية كانت لها الغلبة في جناح الدار المتخصصة في الكتاب العلمي وهذا تزامنا مع النقاش الحاصل في الساحة حول الجباية الإسلامية في إطار التحولات الاقتصادية التي تعرفها البلاد.

ودعا ممثلو الدور إلى دراسة ظاهرة الجمهور في المعرض الدولي للكتاب ومعالجة ظاهرة الإقبال من الناحية السوسيولوجية، للخروج بنتائج قد تساعد القائمين على قطاع النشر تطوير سياسة الكتاب في الجزائر وخلق مقاربات جديدة تتماشى والحركية التي يعرفها المجتمع الجزائري والتوجهات الجديدة في الثقافة لدى الجيل الجديد.