شاهد زور على المباشر!

ظهر مترددا، مرتبكا، على الشاشة، وكأنه يواجه الكاميرا للمرة الأولى في حياته.. تكلّم بصوت خافت غير مسموع، قبل أن يداري “خجله” بابتسامة أكثر خجلا، ربما بسبب ترديده بعض الأخطاء، أو لعدم توقعه تلك الأسئلة الكثيرة التي سرعان ما تفضح ارتيابه من شيء ما.. إنه عمرو عمارة، الشاب الثلاثيني، الذي تحاول سلطة الانقلاب في مصر حاليا تقديمه للرأي العام في الداخل والخارج، على أنه الوجه الجديد لجماعة الإخوان المسلمين ما بعد انهيار “المعسكر القطبي” بزعامة المرشد محمد بديع وحاشيته.. عمرو، يحتل الآن موقعا مهما، مثلما تقول وسائل الإعلام في مصر، فهو “منسق تحالف شباب الإخوان”، وقد انتقل في ظرف وجيز بين أكثر من برنامج تلفزيوني أو جريدة، زاعما أنه كان مقربا جدا من قيادات الجماعة الموجودة في السجن حاليا، وأهمهم على الإطلاق طبعا.. خيرت الشاطر.

ظهر عمرو عمارة مؤخرا، على شاشة قناة المحور التي اشتراها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة (طليق المغنية هيفاء وهبي، الذي يعدّه العسكر ليكون أحمد عز الجديد).. فقال ما كان يبدو أنه “مطلوب منه قوله” قبل أن يتمادى في خياله تحت سيل الأسئلة الكثيرة التي كانت المذيعة توجهها إليه، ليقول لها كلاما “لا أساس له ولا منطق” في غابة الجنون والفلتان الأمني والإعلامي التي تعيشها مصر حاليا.. حيث صرح: الإخوان نجحوا في تجنيد أيمن نور (رئيس حزب غد الثورة) وقد كلفوه فيما بعد بتجنيد عمرو موسى.. تسأله المذيعة وكأنها أمسكت خيوط “سبق إعلامي خطير”: ثم من أيضا؟ من كانوا ينوون تجنيده؟ عمرو حمزاوي مثلا؟.. فيرد الشاب: لا يمكنني إعطاء أسماء أخرى، فنحن نحضر لبرنامج تلفزيوني كبير اسمه شاهد على العصر، نكشف من خلاله بالأسماء والوثائق كل جرائم الإخوان في مصر..”

على الشاشة، تكتب القناة خبرا عاجلا: أهالي القرية التي تم القبض فيها على الإرهابي محمد البلتاجي يحتفلون بالموسيقى عقب سماع النبإ.. تسأل المذيعة: هل البلتاجي أخطر من في الجماعة؟ يرد الضيف المرتبك: بل أخطر من في الجماعة رجل يسمى يحيى حسين ويأتي بعده خيرت الشاطر.. هنالك أيضا أسامة ياسين، المسؤول بالمناسبة عن موقعة الجمل من ألِفها حتى يائها”.. كلام أدهش حتى المذيعة، ربما لأنها توقعت أن يرمي الضيف بعض التهم على جماعته من باب تبرئة الفلول ونظام مبارك، و”تلميعه” قليلا، لكن أن يلقي جميع كوارث الأرض على عاتق الإخوان فذلك ما يعد تجاوزا للسقف.. الدور ذاته يقول به كمال الهلباوي بالمناسبة، متناسيا أنه كان مسؤولا عن التنظيم الدولي للجماعة ثلاثين عاما..

وعلى ذكر التنظيم الدولي، فإن “صاحبنا” عمرو عمارة الذي تُحضّره سلطة العسكر لتفتيت الجماعة من الداخل، لا يتوقف في حدود اتهاماته غير المستندة إلى أي وثيقة أو شهادة ملموسة، ما عدا تذكير المشاهدين بين الفينة والأخرى أنه كان مقربا من مرسي والشاطر، عند حدود “الجماعة في مصر”، بل يقدم “رؤيته وشهادته عن تحالفاتها مع الخارج، وتحديدا في قطاع غزة”، فيقول: “خالد مشعل كان يحضر اجتماعات مكتب الارشاد ويطلّع على معلومات خطيرة جدا ومهمة بالنسبة إلى الأمن القومي المصري.. كما أن معظم الحراس الشخصيين لقيادات الإخوان، كانوا من الفلسطينيين وأعضاء كتائب القسام.. مؤسسة القدس العالمية نفسها تعد منظمة إرهابية، وأردوغان غاضب جدا من السلطة الجديدة في مصر، لضياع كل تجارته التي كان يستفيد منها خلال عهد مرسي القصير”!

بعد كل هذه “الخرافات” أترك لكم التعليق…