سيدات الأعمال يتوعدن بوقف هيمنة الرجال
أكد الخبراء والمختصون خلال اليوم الدراسي الخاص بسيدات الأعمال في الجزائر – واقع وآفاق – أن تحدي المزاوجة بين القطاع العام والخاص حتى تتحقق التنمية الشاملة في البلاد هو من أكبر التحديات التي يرفعنها، خاصة أن نسبة نساء الأعمال في تزايد مستمر، فقد بلغت 9 بالمائة وهو رقم مرشح للتضاعف خلال الأعوام القادمة.
شدد المختصون خلال تدخلاتهم أمس، في اليوم الدراسي حول سيدات الأعمال في الجزائر، والذي نظمه المرصد الجزائري للمرأة بأكاديمية المجتمع المدني الجزائري على ضرورة فتح جميع المجالات أمام السيدات ومساعدتهن على تولي مناصب صناعة القرار الاقتصادي، حيث أوضح الأمين العام للأكاديمية الدكتور أحمد شنة، أن سيدات الأعمال يطالبن بترقية مناخ الاستثمار والسماح لهن بتنظيم أنفسهن من خلال منابر فهن بحاجة لدعم للوصول إلى تنمية حقيقية، مضيفا أن هناك مخططا على المدى القريب، المتوسط والبعيد، يمكن سيدات الأعمال من الوصول إلى مراكز صناعة القرار الاقتصادي خاصة وأن السيدات خضن في جميع القطاعات والأعمال دون استثناءات بدءا من القطاع الفلاحي فالصناعي، وبالرغم من غياب إحصائيات مكتملة حول سيدات الأعمال الجزائريات فالدكتور شنة يرى أن نسبتهن قد بلغت 9 بالمائة، وهو رقم سيصل للضعف في الثلاث سنوات القادمة. فيما صرحت رئيسة المرصد الجزائري للمرأة شائعة جعفري، أن مساهمة المرأة في التنمية الاقتصادية كشريك حيوي فاعل أصبحت واقعا ميدانيا، وهو ما تحرص سيدات أعمال من مختلف أنحاء التراب الوطني على إبرازه من خلال مختلف الأنشطة التجارية والاقتصادية التي يمارسنها ويساهمن في امتصاص البطالة في أوساط الرجال والنساء على حد سواء، وتطوير الصناعة وهو ما سيزيد من خبرتها وثقتها بنفسها وتأمين درجة الاستقلالية والحرية الشخصية. وأشارت رئيسة المرصد لأهمية التعديلات التشريعية ومساهمة هيئات المجتمع المدني في إيصال السيدات لمراتب كانت في السابق حكرا على الرجال.
كما تحدث الخبراء عن المرأة مديرة الأعمال وشخصيتها ودورها في المؤسسات، وفصلت الدكتورة آسيا بولقرون في الحديث عن بيئة المرأة الجزائرية في المؤسسات الاقتصادية.
دربال آمال: 90 بالمائة من المعلمين في مدرستي من الطاقم الشاب
وعن تجاربهن في مجال إدارة الأعمال، أفادت السيدة دربال أمال، مديرة مدرسة خاصة بولاية باتنة، عملت في مجال التعليم لمدة 25 سنة كأستاذة للغة الإنجليزية، غير أنها في عام 2000 قررت التوقف بعد أن لاحظت أن التعليم في القطاع العام يفرض عليها قيود، فأنشأت مدرستها الخاصة لتعليم اللغات غير أنها اصطدمت بصعوبات وعراقيل إدارية وصعوبة الحصول على مقر، لكنها تمكنت من تجاوزها بفضل دعم عائلتها، وحاليا أصبحت لديها مدرسة عامة من الطور التحضيري إلى السنة الخامسة ابتدائي، وتلاميذها حققوا نسبة نجاح مائة بالمائة في شهادة التعليم الابتدائي على مدار 6 سنوات، مستطردة أن الأساتذة الشباب والذين يشكلون نسبة 90 بالمائة من عدد المدرسين هم الذين أعطوا المدرسة دفعا قويا.
حشاد فاطمة الزهراء: المشكل لا يكمن في الجنس بل في البيروقراطية
أما أول امرأة في الجزائر تولت رئاسة غرفة التجارة والصناعة لولاية تيبازة وصاحبة مكتب دراسات وإنجازات السيدة حشاد فاطمة الزهراء هندة، والتي ولجت مجال إدارة الأعمال في عام 1993 أكدت أن البيروقراطية هي أكبر عائق ومشكل يصادفهم، فجل المشاريع التي أنجزتها التعاون مع ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية تيبازة والبليدة لم تتلقى أتعابها والمقدرة ب 500 مليون سنتيم وهو حال العديد من المقاولين، حتى المؤسسات المعطلة والمفلسة منذ 21 سنة يتم عرقلة محاولاتها لإعادة تهيئتها والعمل فيها، وبالرغم من زوال الفروقات والحساسية بين المرأة والرجل وانضمام السيدات لمختلف المهن وحتى الحرف إلا تغير المسؤولين في كل مرة وصعوبة الحصول على بعض الوثائق من جهة أخرى يعرقل الاستثمار.
منى زدام: بعض الرجال يرفضون تلقي الأوامر من النساء !
وترى سيدة الأعمال وصاحبة مكتب الدراسات والإنجاز زادم منى، تونسية الأصل، صاحبة الخبرة 10 سنوات في هذا المجال، أن العمل الميداني يشكل صعوبة بالنسبة للمرأة والتي تحتك بالجنس الآخر بعضهم يعاني من عقد نفسية يرفضون تلقي الأوامر من النساء ويعتقدون أن وظيفتها تقتصر على العمل الإداري والمكاتب، وبإمكان المرأة حسب رأي المتحدثة دوما العمل في أي مجال لا يتطلب مجهودا عضلية وقوة جسدية بل يقتصر فيه التعب على المجهود الذهني فقط، وعن المشاكل التي يعانين منها أردفت محدثتنا أن جل المشاكل إدارية كالحصول على شهادات التأهيل والتكليف لمباشرة العمل تتطلب وقتا كبيرا حوالي سنة، كما أن بعض العاملين لا يحبون المهن المتعبة واليدوية بل يبحثون عن الوظيفة السهلة والربح السريع.