سنة حبسا نافذا في حقّ الصحفي عدلان ملاح بتهمة “التجمهر”!
أدانت محكمة باب الوادي بباينام في العاصمة، الصحفي عدلان ملاح، مدير موقع “دزاير براس”، بعام حبسا نافذا، و100 ألف دج، عن تهمة التجمهر غير المسلح، والعصيان، فيما سلطت عقوبة 4 أشهر حبسا نافذا و50 ألف دج ضد عبد العزيز لعجال، مصور لدى شركة خاصة، والشاب عبد الحفيظ نقروج، عن نفس التهم، وبرأت المحكمة المتهمين من جنحة إهانة هيئة نظامية.
وكانت محكمة باب الوادي، قد أودعت الصحفي عدلان ملاح رهن الحبس المؤقت إثر اعتقاله ظهيرة يوم 9 ديسمبر الجاري من أمام المسرح الوطني محيي الدين باشطارزي بالجزائر الوسطى، رفقة نفس المتهمين الاثنين، حيث كان عدنان، حسب تصريحه عبر مراحل التحقيق، في إطار تغطية إعلامية تتعلق بالوقفة التضامنية المتعلقة بمساندة الفنان رضا سيتي 16.
استنفار.. احتجاج وصدمة وسط المتضامنين
وشهد، الثلاثاء، محيط المحكمة حالة استنفار أمني، واحتجاج المتضامنين مع عدلان ملاح وعائلته، وهيئة الدفاع، على الحكم الذي نزل عليهم كالصاعقة، ولم يكن متوقعا من طرف الجميع، بالنظر إلى حيثيات الملف.
كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف عندما نطقت القاضي بحكم الإدانة، وسط تعزيزات أمنية، ومنع بعض المتضامنين من دخول قاعة الجنح، حيث دخلت والدة عبد العزيز لعجال في حالة هسترية رفقة زوجة عدلان ملاح وجدته، وكثر الصراخ والبكاء، حيث خيمت حالة من الذهول وترددت كلمة “حقرة” عدة مرات، وفي خارج المحكمة تجمّع عشرات المتضامنين الذين جاؤوا من بعض الولايات كوهران والجلفة، تيارت، وتيبازة، وكان بعضهم ينادون بأعلى صوتهم “عدلان مظلوم.. عدلان مظلوم.. أطلقوا سراحه”.
واعتبرت زبيدة عسول، قاض سابقة ومحامية، الحكم على عدلان ملاح بالحبس النافذ، بأنه “يفتقر لأساس قانوني”، حيث قالت إن هذه الإدانة “تبين بوضوح مدى الطابع السياسي للقضية، وهو ما يسيء لقطاع العدالة، خاصة أن هيئة دفاع عدلان ملاح انسحبت يوم 18 ديسمبر الجاري”.
وأكدت عسول بصوت عال أمام، حشد من المتضامنين مع موكلها، أن الدفاع سيكون حضوره قويا أمام مجلس قضاء الجزائر، وهذا بعد تسجيل مجموعة من المحاميين، الاستئناف في الحكم ضد المتهمين الثلاثة، مباشرة بعد الإعلان عليه من طرف قاضي الجنح.
وتأسفت المتحدثة عمّا وصفته بـ”التعنت الواضح لهيئة المحكمة”، حيث كان عليها-حسبها- أن تطلق سراح موكلها، “حتى لا يكون هناك مساس بحقوق الإنسان، ومساس بسمعة الجزائر في الخارج، لأن الحكم مشوب بنقائص جراء انسحاب هيئة الدفاع”.
وقال المحامي سعيد الزاهي، إن التعليق لا يكون على الحكم “لأنه بكل بساطة السلطة للقاضي وإن كانت ترى ذلك حقا، فللدفاع رأي معاكس.. إن موقفه واضح وانسحابه من المحاكمة يوم الثلاثاء الماضي، يعني أن هذه الإدانة لا تتوفر فيها الشروط”. ووصف المحاكمة بـ”غير العادلة بالنظر إلى إجراءات المتابعة المنصوص عليها في قانون العقوبات الجزائية، خاصة فيما يخص التجمهر والعصيان”.
وفي الموضوع، علق المحامي ياسين قازم، “لقد سجلنا مباشرة الاستئناف بعد الحكم على المتهمين، ولدينا ثقة في مجلس قضاء الجزائر.. هيئة الدفاع كانت قوية وستكون أقوى أمام المجلس”.
حقوقيون يدعون إلى وقفة مرخصة
الحكم على عدلان ملاح بالحبس النافذ، أثار حالة طوارئ أمام محكمة باب الوادي.. صراخ.. بكاء.. تنديد، وتذمر.. أفراد عائلة المتهمين الثلاثة، وبعض الحقوقيين والمحامين، والصحفيين، ومتضامنين، كان من بينهم شيخ في الـ75سنة من الجزائر الوسطى، رغم حالته الصحية، إلا أنه كان حاضرا الثلاثاء الماضي وحضر أمس، معبرا عن تضامنه مع ملاح وزملائه.
وقال الصحفي مروان بوذياب، إن التضامن مع عدلان سيكون أقوى ولن تثنى عزيمتهم، فيما وصف الصحفي عبدو سمار، الحكم بـ”القاسي وغير العادل”، معلقا “لقد ذكرني ما وقع لعدلان بسنوات التسعينات”.
من جهته، دعا الحقوقي سعيد بودور الذي جاء من وهران، إلى وقفة تضامنية سلمية مع ملاح، وهذا بعد أن ترخص السلطات بذلك، حيث اعتبر عقوبة عام حبسا نافذا ضد مدير “دزاير براس”، صادم، خاصة أن عدلان برأيه أوقف الإضراب عن الطعام كتعبير عن ثقته في العدالة، وهذا حسبه، “لا يخدم مصلحة البلاد وهو استمرار لتصفية حسابات سياسية”.