-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
القصر العلوي تحت الضغط بعد تنكر نتنياهو للوحدة الترابية المزعومة

سفينة محملة بالأسلحة للكيان الصهيوني تقترب من مياه المغرب

محمد مسلم
  • 6342
  • 0
سفينة محملة بالأسلحة للكيان الصهيوني تقترب من مياه المغرب
أرشيف

أجّجت الصفعة التي وجهها رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، للنظام المغربي، برفعه خارطة المملكة العلوية في حدودها المعترف بها دوليا، مشاعر الشعب المغربي الرافض للتطبيع، واعتبر المناهضون للتطبيع ما قام به نتنياهو، شرعنة لاحتجاجاتهم المتواصلة، والمطالبة بالتراجع عن إقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب.
وشهدت مدن مغربية الجمعة وعلى رأسها الدار البيضاء، احتجاجات شعبية منتقدة لتفريط النظام المغربي في القضية الفلسطينية بسبب التطبيع مع الكيان الصهيوني، غير أن الجديد في الاحتجاج الأخير هو تزامنه والموقف الصهيوني الصادم من القضية الصحراوية، والذي أشّر على وجود تراجع ضمني من قبل الكيان عن موقفه المنحاز من القضية الصحراوية لصالح النظام المغربي، برفعه خارطة للمملكة العلوية بحدودها التاريخية، وفي أحسن الأحوال استفزاز للرباط.
وعبر متظاهرون في فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي، عن خيبتهم من تطبيع بلادهم مع الكيان، وقال أحدهم إن ما يقوم به الكيان الصهيوني “رسالة إلى المطبعين الذين يؤمنون بأنه يمكن إقامة سلام وتعايش مع هذا الكيان الذي نرى ما يقوم به في أرض غزة من تقتيل وتدمير”.
وكان بنيامين نتنياهو قد أقدم على رفع هذه الخارطة التي تظهر العالم العربي وفي قلبه نقطة صغيرة تشير إلى الكيان الصهيوني، في حوار تلفزيوني مع القناة الفرنسية “تي آف 1″، وقد خلفت زوبعة إعلامية وسياسية في فرنسا، فقد اتُّهمت القناة باستضافة مجرم حرب مطارد من قبل محكمة الجنايات الدولية، غير أن تداعيات هذا الحوار لم تلبث أن انتقلت إلى المملكة العلوية، لتأخذ أبعادا أخرى خطيرة على النظام المغربي، الذي بات متهما أكثر من أي وقت مضى بأنه يفتقد إلى استراتيجية ناجعة في بناء علاقات وبلورة مواقف دبلوماسية تحمي مصالح الشعب المغربي، التي باتت محل تساؤلات منذ أزيد من ثلاث سنوات بسبب التقارب الحاصل مع الكيان الصهيوني.
ورفع المناهضون للتطبيع من وتيرة ضغوطهم على الحكومة المغربية، ووقعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، رسالة شديدة اللهجة وجهتها لحكومة عزيز أخنوش، حذرتها من التورط في “تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، التي يرتكبها الكيان الغاصب يوميا بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وتحدثت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، استنادا إلى “مصادر موثوقة” عن “معلومات تتعلّق بسفينة الشحن VERTOM ODETTE مملوكة لشركة يابانية، وتبحر تحت علم دولة لوكسمبورغ، انطلقت من الهند في 18 أبريل المنصرم، مرورًا بطريق الجنوب في جوار دولة جنوب إفريقيا، ثم الرأس الأخضر (حيث رست يوم 28 ماي 2024)”، وفق منشور للجبهة على حسابها على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وقالت الجبهة إنه وعلى الرغم من تصنيف هذه السفينة على أنها “تجارية”، إلا أن مصادرها تؤكد بأنها تحمل شحنات أسلحة وذخيرة متجهة في وجهتها الأخيرة إلى موانئ دولة الاحتلال الصهيوني، مشيرة إلى أن مرور هذه السفينة سيكون عبر مضيق جبل طارق للولوج إلى البحر الأبيض المتوسط، كأي سفينة قادمة من المحيط الأطلسي.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن السفينة المسمّاة MARIANNE DANICA التي مرّت من نفس المسار، والتي منعتها الحكومة الإسبانية من الرسو في ميناء قرطاجنة (كارتاخينا) يوم 21 ماي الجاري “في سابقة من نوعها”. وقد جاء القرار، وفق المصدر ذاته، بناء على معطيات أفادت بنقل هذه السفينة 26.8 طن من المواد المتفجّرة محمّلة هي الأخرى بنفس النهج من الهند ومتجهة إلى الكيان الصهيوني، حيث أكملت مسارها إلى ميناء عسقلان في فلسطين المحتلة.
وتؤكد الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أن السفينة VERTOM ODETTE المحمّلة بالسلاح إلى دولة الاحتلال، ستمر كسابقتها MARIANNE DANICA، حتماً بالقرب من المياه التي توجد تحت السيادة المغربية إن لم تكن داخلها، وهو المعطى الذي دفعها إلى نشر هذه الرسالة لـ”تفادي تورط السلطات المغربية أمام أنظار العالم والقانون الدولي في تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، وكذا “تجنبا لخرق قرار محكمة العدل الدولية والتورط مع دولة الاحتلال في تهمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن السفينة القادمة من الهند والتي تحمل أسلحة ومتفجرات للكيان الصهيوني، عمدت إلى اغلاق جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها، لتصبح غير مرئية وخارج مراقبة الأقمار الصناعية، وهي حيلة عادة ما تلجأ إليها السفن للهروب من المراقبة، تماما كما فعلت سابقتها، قبل أن ترسو في ميناء عسقلان بفلسطين المحتلة، بعد ما منعت من الرّسو في إسبانيا.
ولا يستبعد أن تكون أطراف في النظام المغربي سربت خبر هذه السفينة بهدف إحراج بنيامين نتنياهو، الذي وضع النظام المغربي برفعه خارطة للمغرب في حدوده التاريخية، في حرج كبير أمام شعبه وأمام الرأي العام العربي والإسلامي الرافض للتطبيع والانبطاح للكيان الغاصب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!