-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يتم صبغه بملون أصفر لحبك التمويه وخداع المستهلك

“زعفران طبيعي” مغشوش من حرير الذرة المجفف لدى عطارين بوهران

خيرة غانو
  • 306
  • 0
“زعفران طبيعي” مغشوش من حرير الذرة المجفف لدى عطارين بوهران
أرشيف

كشفت السلطات الأمنية عن ملف في آخر ابتكارات عباقرة الغش والذكاء الشيطاني لخداع المستهلك وسلب ما في جيبه بالباطل في أسواق وهران، ابتداع نوع من تابل الزعفران الطبيعي، لا هو من أصل الزعفران ولا من قيمته الغذائية ولا من رائحته الزكية والمميزة في شيء.
وكل ما في الأمر أنه نتاج تقليد للأصلي في شكل خيوطه ولونها، من خلال استغلال في عملية الغش والتضليل هذه حرير الذرة، المعروف لدى العامة بشعر الذرة، الذي يلف السنابل الطازجة ومكتملة النضج منها، وهذا عن طريق استخراجه من أكواز الذرة بعد قطافها، ثم يعرّض للهواء لفترة إلى أن يجف، وبعدها يتم صبغه باللون الأصفر الزعفراني الاصطناعي المائل للبرتقالي، حتى يغدو تماما مثل شعيرات النوع – الحر -، لتعبأ في نهاية المطاف في أكياس بوزن الأوقية أو أكثر، وتطرح للتداول في سوق العطارين بوهران على أساس أنها زعفران طبيعي بسعر تنافسي.
كل هذا وأكثر تم اكتشافه والكشف عنه في خرجة ميدانية روتينية باشرتها،  الإثنين، مفتشية التجارة لوهران – وسط، بالتنسيق مع مصالح الأمن الحضري الأول، شرطة البيئة والعمران والحماية المدنية، إلى جانب ممثل عن مكتب حفظ الصحة والنظافة العمومية لمندوبية سيدي البشير والمندوب البلدي لبلدية وهران، ومشاركة جمعية حماية مستهلك وهران، التي قدم منسقها العام، حاج علي عبد الحكيم، تفاصيل أخرى صادمة عن حجم التسيب الذي بات يميز نشاط عدد كبير من محلات بيع التوابل في وهران، وعبث أصحابها بصحة المستهلك لأجل كسب المال باستغبائه واستغفاله، من خلال تقمصهم مآزر الصيادلة والأطباء، وبيعهم للزبائن مواد طبية وصيدلانية من وصفهم بزعم معالجتها اعتلالات هي الأخرى من تشخيصهم وكنههم في الطب البديل وما شابه.
وهو ما تم الوقوف عليه – بحسب ذات المصدر – على مستوى محلي عطارة ينشطان في حي المدينة الجديدة، أين تم ضبط مراهم، تحاميل ومقويات جنسية جميعها مجهولة المصدر والتركيب، ناتجة عن نشاط التهريب من الجماعات التي تمارس تجارة – الكابة – وتنصب نفسها وكيلا تجاريا فوق العادة، يُدخل كل محظور ولو كان سمّا لموت زؤام من وراء البحر والحدود البرية كيف يشاء ومتى أراد خارج غربال الرقابة والمعايير الصحية والقانونية التي تحدد مصيرها وتضبط آلية دخولها إلى أرض الوطن.
وأفاد – حاج علي – في هذا الشأن أن ما تم العثور عليه من تلك المنشطات غير المطابقة لدى عطارين اثنين فقط في مداهمة، الإثنين، على مستوى نهج معسكر وبمحاذاة المطحنة القديمة بسوق المدينة الجديدة، قد جنب مئات الأشخاص من ضحايا هذه الفئة من التجار، من دون مبالغة ووفق الكميات المضبوطة المقدرة بـ1937 وحدة، التعرض لأمراض لا قبل لهم بها، وقد تكون مزمنة وحتى قاتلة، ذلك أن ما تم الكشف عنه في عمليات سابقة من هذا النوع عن مضاعفات تعاطي المقويات الجنسية بدون وصفة طبية، قد أثبت تعرض مستهلكيها إلى أمراض خطيرة مثل فقدان البصر والسمع، هشاشة العظام، ارتفاع الضغط، وأيضا اعتلالات قلبية مكتسبة، قد تتطور بحسب مقادير وعدد الجرعات المستهلكة إلى الإصابة بالذبحة الصدرية وحتى إلى النوبة القلبية والسكتة الدماغية التي قد تؤدي إلى موت الفجأة في أسوأ الاحتمالات والسيناريوهات المرعبة، خاصة أن الثابت عن هذه المواد المتداولة خارج الرقابة في السوق المحلية، أن جل منتجيها يتعمدون إضافة مواد طبية بجرعات زائدة، خاصة حبوب الفياغرا، قصد تسريع ومضاعفة مفعولها لدى الرجال الذين يعانون من مشاكل الضعف الجنسي، وبحكم أن هؤلاء المصنعين ينشطون داخل مخابر التقليد التي تعمل في الظلام، خاصة في الدول الآسيوية مثل الهند وباكستان وغيرهما، فإنهم في منأى عن المتابعات القضائية داخل بلدانهم، ذلك أن عملاءهم الذين يسوقون منتجاتهم المشبوهة ويروجون لها هم في الغالب من تجار الشنطة ووسطائهم.
ونفس المخاطر والتداعيات تتسبب فيها مواد التسمين السريع وإكساب الوزن، التي تعرض للبيع لدى العطارين، حيث يحذر الأطباء من اللجوء إليها بأي حال من الأحوال دون استشارة الأخصائيين، ذلك أن ما يتداول في السوق وخارج رفوف الصيدليات لا يعدو أن يكون مجرد حلول مؤقتة وعرضية لمن يعانون من النحافة، بل إن ما تحمله من مساوئ وأخطار مهددة للصحة الجسدية والمزاجية، وأيضا الإنجابية، يمثل أضعاف محاسنها، حيث تشير مصادرنا الطبية إلى أن جل تلك العقاقير والمكملات الغذائية غير طبيعية، لاحتوائها في الغالب على مكونات ستيروييدية اصطناعية، لا يسمح بتناولها سوى بحذر شديد وتحت إشراف ومتابعة طبيين، ذلك أنه في حال تجاوز هذه النصائح والإرشادات، فإن مستهلكيها بتلك الطريقة العشوائية سواء لغرض التسمين بالنسبة للنساء أو فتل العضلات لدى الرجال، أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأورام الكبد، فرط ضغط الدم، أمراض القلب، العقم لدى الجنسين، مشاكل في الصحة العقلية مثل الاكتئاب إلى غير ذلك من الأمراض.
وبالعودة إلى الغش المستجد على مستوى محلات العطارة، الذي امتد إلى تابل الزعفران، فتؤكد المصادر الطبية على أنه رغم اعتماد مقلديه على حرير الذرة الذي يبدو من أصله النباتي أنه طبيعي، إلا أنه بغض النظر عما يمثله هذا الأمر من مخالفة قانونية وخداع للمستهلك، فهو لا يخلو من الأضرار الصحية، بوصفه مخفض لنسبة الكالسيوم والسكر في الدم، وأيضا يعرف عنه أنه عامل مسبب لإجهاض الحوامل في حال استهلاكه بجرعة أكثر من معتدلة إلى غير ذلك من المضاعفات.
ويضيف المنسق العام لجمعية حماية مستهلك وهران أن عملية المراقبة تلك قد كللت بحجز وإتلاف المقويات الجنسية المضبوطة المقدر عددها بنحو ألفي وحدة، إلى جانب سحب أكياس الزعفران المغشوش، واتخاذ الإجراءات القانونية في حق المخالفين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!