رمضان يعلّمنا الصبر وشباب البوليزاريو دائم الوفاء لـ”الخضر” ويفرحون بانتصاراته
![رمضان يعلّمنا الصبر وشباب البوليزاريو دائم الوفاء لـ”الخضر” ويفرحون بانتصاراته](https://i.dzs.cloud/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/03/rakeb_baba600_650814232.jpg?resize=790,444.375)
يشرح مدرب الصحراء الغربية لـ”الشروق” الوضعية الصعبة لشبان البوليزاريو في مخيمات تندوف، ورغم ذلك يتحلون حسبه بالصبر ورفع التحدي، مضيفا أن المنتخب الوطني الجزائري يعد مرجعيتهم ودائم الوفاء له، وقال إن الجميع يعرف الأسماء المشكلة لـ”الخضر”، كما يحتفلون دائما لانتصاراته، ودعا وسائل الإعلام ومسيري الأندية الجزائرية إلى الوقوف مع منتخب الصحراء الغربية لمساعدته من الناحية المادية والتجهيزات وكذا التكوين والتأطير.
بداية كيف هي أحوال الشارع الرياضي الصحراوي مع أجواء رمضان الكريم؟
سلاحه الصبر ورفع التحدي، درجة الحرارة تصل أحيانا إلى 48 و49 درجة، ولا وجود لمكيفات ولا ثلاجات، فمنذ 40 سنة والشباب الصحراوي يسكن في خيم وبيوت مصنوعة من الطين، ولا وجود لدخل فردي خاص أو مناصب شغل، وكلها ظروف لم تمنع الشاب الصحراوي من صيام الشهر الكريم والقيام بشعائره الدينية بشكل طبيعي.
وكيف يقضي شبان البوليزاريو يومياتهم؟
الشاب الصحراوي يستيقظ باكرا ومادام لا يوجد عمل، فالعمل هو قراءة القرآن الكريم والاستغفار والقيام ببعض الأعمال داخل الخيمة والبحث عن الماء في ظل ندرتها، ويذهب إلى المسجد في صلاة الظهر ويبقى هناك إلى العصر، وعندما يكون الجو ملائما ترى الشباب يلعبون كرة القدم رغم الصوم والحرارة وندرة المياه، ثم يعود لتناول الإفطار الذي يستهله بالتمر وأحيانا معه الحليب، وأقول أحيانا فقط، وبعدها يذهب لصلاة التراويح، وهذه هي يومياته بشكل عام.
كيف تصف لنا واقع كرة القدم في المخيمات الصحراوية؟
لم يقم أي نشاط كروي خلال الموسم المنقضي بالمخيمات، نظرا لشح الإمكانات وغياب الهياكل الإدارية، فلا ملاعب معشوشبة ولا أماكن للتدريب ولا حتى تجهيزات رياضية، وإذا أقيمت مباراة تقام على ملاعب ترابية والشباب يلعبون من دون أحذية، وفي حال تنظيم بطولات يتم تخطيط ملاعب ونصب قوائم وفي أحايين كثيرة بدون شباك.
وكيف تصف لنا حال منتخب الصحراء الغربية لكرة القدم؟
يواجه وضعية سيئة للغاية، فقبل أسابيع قام وفد من وزارة الرياضة الجزائرية بزيارة للمخيمات، وكانوا يترقبون مشاهدة لاعبين صحراويين، حيث استدعيت لاعبين شباب جدد وبعض اللاعبين القدامى، تصوّر التقيت بالمجموعة 20 دقيقة فقط قبل المباراة منها 15 دقيقة للإحماء وضعت الخطة حسب الظروف وفي الاعتبار أن اللاعبين لم يتدربوا منذ مدة طويلة.
هل لعبتم مباريات ودية بالمناسبة؟
واجهنا بطل ولاية تندوف بعد نهاية الموسم الرياضي وعلى ملعب معشوشب، ورغم كل الصعوبات إلا أننا فزنا بـ 3 – 1، شخصيا تفاجأت لصمود اللاعبين طيلة 90 دقيقة.
ما هي الحلول التي تراها مناسبة لتحسين وضعية الكرة الصحراوية؟
رسالتي لكل الإعلام الجزائري وللفرق الجزائرية في المحترف الأول والثاني بغية مساعدة الفريق الوطني الصحراوي والرياضة الصحراوية عموما، هناك مواهب كثيرة لا تحتاج إلا للصقل، وهناك شباب وأطفال مولعون ويعشقون كرة القدم حتى النخاع.
هل يتابع الشارع الرياضي الصحراوي مباريات المنتخب الجزائري؟
هناك عشق خاص للمنتخب الجزائري، فالكل يعرف زملاء الحارس مبولحي، ويتابعون مبارياتهم بأعصاب مشدودة، وبعد كل فوز يحققه “الخضر” في أي مباراة يخرج الصحراويون شبابا ونساء ورجالا إلى الشوارع فرحا بالفوز.
نفهم من كلامك أن هناك وفاء دائم لـ”الخضر”؟
نعم، هو المنتخب الأول لدى الجمهور الصحراوي، لأسباب فنية وأخرى تاريخية، حيث لا يمكننا أن ننسى فضل الجزائر على شعبنا الذي احتضنته أرض مكة الثوار وقبلة الأحرار منذ 40 سنة.
متى سجل منتخب الصحراء الغربية ظهوره؟
حدث ذلك منذ 3 سنوات في دورة جرت بكردستان، حيث تدربنا لمدة 4 أيام فقط، وبعدها مباشرة ذهبنا للمشاركة، ولعبنا في المركب الدولي فرانسوا حريري تحت الأضواء الكاشفة، في أجواء لم نكن نشاهدها سوى عبر شاشات التلفزة، وقد تم نقل المباراة على المباشر، وهذا ما جعل الضغط أكبر على اللاعبين، وقد شاركنا في هذه الدورة دون جهاز طبي ولا حتى مساعد مدرب فما بالك بمدرب الحراس، وقد لعبنا في 5 مباريات في 6 أيام، حيث فزنا في اثنتين وخسرنا في 3 مواجهات.
كيف كان شعورك وأنت تساهم في عودة ظهور المنتخب الصحراوي؟
بكيت كثيرا عندما عزف السلام الوطني في مباراة الافتتاح، وكل الحضور وقفوا احتراما للسلام الوطني الصحراوي، وقد كان هذا هو الهدف الذي شاركنا من أجله قبل أن نفكر في النتائج الفنية. والجهود لا تزال قائمة رغم الصعوبات.
هل من إضافة في الأخير؟
أحيي الشعب الجزائري، وأتمنى مزيدا من التألق لـ”الخضر”، وآمل أن يتم تقديم يد المساعدة للمنتخب الصحراوي وكرة القدم الصحراوية بشكل عام حتى “ترفع رأسها” بين الأمم.