-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب تغير المعطيات والمفاهيم:

رجال في رحلة البحث عن الأنوثة ونساء يتحسرن على غياب الرجولة

صالح عزوز
  • 1978
  • 0
رجال في رحلة البحث عن الأنوثة ونساء يتحسرن على غياب الرجولة

من السهل، الحديث في المجالس عن الرجولة وكذا عن الأنوثة.. لكن، من الصعب، في الكثير من الأحيان، تحقيق هذه الصفات في الواقع وفي ممارساتنا اليومية. ونتيجة لهذا، أصبحت المرأة اليوم، تبحث عن معايير الرجولة التي تغيرت، بل الكثير منها زالت واندثرت وحلت محلها معايير أخرى. وفي المقابل كذلك، بات لزاما على الرجل، البحث عن المرأة التي مازالت تحتفظ بكل أسرار أنوثتها، لأن الكثير من المفاهيم تغيرت، نتيجة لمعطيات جديدة غزت عقول النساء. لذا، تجد أن الكثير من النساء، يرين الأنثى بشكل مغاير عمن يحيطون بها، وفي بعض الأحيان مناقضا لمنظورها.

نسمع الكثير من عبارات الحسرة في شوارعنا، من طرف الكثير من النساء، على غرار مقولة: “مبقاوش الرجال”، وفي بعض الأحيان، تأخذنا العزة نحن الرجال، ونراها شتما لمروءة الرجل. لكن، لو تقترب إلى الكثير منهن، سوف يناقشن معك الأمر بهدوء، بل في بعض الأحيان، يقدمن لك حججا وبراهين تكون في صالح قولهن. الرجل غير المسؤول، الرجل الأناني، الرجل الذي لا يحترم أهله ولا حتى والديه وكل المحيطين به، الرجال الذين ذهبت نخوتهم وغيرتهم.ز هل يصلح أن نقول إنهم رجال، على حد تعبير الكثير من النساء، لأن معايير الرجولة ثقيلة في ميزان الشخصية، إن صح القول، مثل الشهامة والشجاعة وحتى في الهندام.. وهي ما تغيب اليوم في شخصية الكثير من الرجال.

في المقابل، نسمع كذلك كلاما قد يكون جارحا للمرأة في شوارعنا، بدعوى أن الأنوثة هجرتهن، كما يقال، لكن، باعتراف حتى المرأة نفسها، فإنه حقيقة، فقد ذهبت الكثير من معايير الأنوثة، التي كانت في ما سبق، على غرار العفة والشرف، والحياء، والاسترجال، وعدم الحشمة.. وتصل الحال في الكثير من الأحيان حتى أن تشتم المرأة علنا دون حياء ولا وجل، ولا احترام لمن هم حولها.. وكل هذه المعطيات الجديدة التي ألفتها المرأة اليوم، غيرت من مفهومها للأنوثة، بل في بعض الأحيان، ترى العديد منهن بأن المعايير السابقة جعلت من المرأة ضعيفة، تابعة للرجل وللمجتمع وحتى للأسرة. لذا، من الواجب عليها أن تنتفض لحالها. هذه الانتفاضة التي جعلت منها امرأة مسترجلة في الكثير من الأحيان.

هي رحلة الرجل والمرأة اليوم، الرجل يبحث عن الأنوثة، والمرأة تبحث عن الرجولة، وكلاهما له الحجة، حينما يتحدث عن زوال معايير كليهما في المجتمع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!