“ديسكو مغرب”.. قصة مصنع نجوم الراي الذي أعاده “ديجي سناك” إلى الواجهة

غير بعيد عن فندق تمقاد وساحة لباستي، عشرات من الشبان والشابات يتزاحمون لأخذ الصور أمام بناية قديمة مهترئة . البناية ليست متحفا ولا بناية تاريخية هي ببساطة مقر شركة الإنتاج أشرطة نجوم الراي في ثمانينيات القرن الماضي “ديسكو مغرب” والتي ساهمت في صعود نجوم الراي أمثال فضيلة وصحراوي وخالد ومامي وغيرهم.

البنانية القديمة وشركة الإنتاج عادت إلى الواجهة بعد أغنية دي جي سناك والتي أثارت جدلا كبيرا وحققت أكبر المشاهدات على يوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي.

أعاد كليب “سناك” الأخير شركة ” ديسكو مغرب” إلى الواجهة بعد أزيد من أربعين عاما كانت فيها الشركة قاطرة أو مصنعا لنجوم الراي في الثمانينيات أمثال صحراوي وفضيلة وخالد ومامي وغيرهم.

يقول مراد سنونسي الذي كان في تلك الفترة صحفيا، إن الشركة أو دار النشر قدمت الكثير من الأسماء ليس من بينها حسنى القادم من معسكر إلى وهران ليشتهر لاحقا بعدما قدمته الزهوانية التي رافقها في أحد أغانيها.

تمثل ديسكو مغرب وصاحبها بوعلام بن هوا، العصر الذهبي للطابع الراي الذي يقال إنه ولد وخرج من بلعباس وازدهر في وهران التي عرفت ما بين 1982 و1983 أزيد من 120 دار نشر موسيقية أغلبها في صنف الراي. وقد تزامنت هذه الفترة مع ضر الكاسيت الذي قضى على سجل الفينيل الذي يعتبره البعض العصر الذهبي للراي الذي مثله الجيل الأول أمثال الشيخ بلمو عازف البوق الذي استبدل القصبة بالبوق ثم الأكورديون والساكسفون، وهو الذي أخرج بلقاسم بوثلجة من غيتو المجالس المغلقة إلى الفضاءات العمومية.

ساهمت شركة ديسكو مغرب في صعود نجون كثيرين وكانت الشركة التي أطلقت خالد وفضيلة وصحراوي والكثير من الأسماء التي صارت اليوم نجوما كبيرة وأصوات مسموعة في العالم حتى صارت هذه الشركة جزءا من تراث وهران الفني وكانت أربع دقائق خصصها مغني في كليب كافية لإعادتها إلى الواجهة.

تقول أمينة التي وجدناها رفقة مجموعة أصدقائها تزور وهران بمناسبة الألعاب المتوسطية، إن هذه الشركة هي جزء من تراث وذاكرة المدينة الفنية لماذا لا يتم إعادة اصطلاحها وتهيئتها ولما لا تحويلها إلى متحف فني، بينما يرى عادل الذي أبى إلا أن يأخذ صورة أمام مقر الشركة وهو يعبر وهران زائرا، أن إعادة مقر شركة “ديسكو مغرب” إلى الواجهة يعود الفضل فيه إلى المغني دي جي سناك الذي أراد تكريمها عن دورها في تقديم عديد الأسماء التي صارت فيما بعد نجوما وهذا يعطينا صورة وإشارة عن أهمية دور الفنان في المجتمع في الترويج لتراث البلد، فلولا سناك لربما بقي مقر الشركة مجرد بناية قديمة لا أحد يعرفها ولا أحد ينتبه إليها، ودعا المتحدث إلى إعادة الاعتبار لهذه البناية بتهيئتها وإعادة طلائها ولما لا تحويلها إلى متحف فني.