-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خيار الدولة الفلسطينية يلفظ أنفاسه الأخيرة

صالح عوض
  • 6790
  • 0
خيار الدولة الفلسطينية يلفظ أنفاسه الأخيرة

لم يكن الفلسطينيون في وارد أن يقبلوا بدولة تلغي حقهم في العودة وتنسخ من عقولهم أسماء الجغرافيا التي يعرفون… فكانت العودة إلى الوطن السليب عنوان كل الجهد الثقافي والسياسي والعسكري الفلسطيني منذ النكبة في عام 1948 إلى أن أعلن المجلس الوطني الفلسطيني قبوله ببرنامج الجبهة الديمقراطية والمسمى البرنامج المرحلي ذي النقاط العشر والذي بموجبه بدأ الفكر السياسي الفلسطيني يقبل بشروط الواقعية السياسية التي تكرس وجود إسرائيل كدولة يهودية على 80٪ من أرض فلسطين.

  • إن دخول فكرة الدولة أو السلطة على الفلسطينيين كانت عملية خطيرة بلاشك، لأنها كانت مصيدة للعقل الفلسطيني والثورة الفلسطينية… إذ أن القضية في فلسطين لا تكمن في جوهرها بغياب دولة أو سقوط دولة… المشكلة الفلسطينية ليست متعلقة وكل ما رافق السعي لبناء مؤسسات السلطة والدولة من شعارات عن الكيان السياسي الفلسطيني والتمثيل الفلسطيني الشرعي والوحيد وإرسال السفارات والسفراء وغير ذلك لم يكن إلا أدوات للمصيدة الخطيرة… هاهي تنتهي إلى حيث نرى سفراء على كفّ الريح ووزراء لا يستطيع أحدهم أن يتنقل بين مدن الجغرافيا المسموح بها وأجهزة أمنية وحركات مقاومة تلتزم بأمن الدولة العبرية تحت عناوين وصيغة كلامية فارغة من أي مدلول للكرامة الوطنية.
  • لقد جعل خيار الدولة المستقلة في جوهره للتنازل عن العمود الفقري للقضية الفلسطينية ألا وهو عودة اللاجئين إلى مواطنهم في فلسطين… وبعد أن ثبت الإسرائيليون والأمريكان والمجتمع الدولي مسألة الاعتراف بشرعية وجود اإسرائيل وأن اللاجئين لابدّ لهم من حل لا يهدد أمن إسرائيل ولا تركيبها الاجتماعي ويشارك النظام العربي في هذه الصيغة بما يسمى المبادرة العربية للسلام.
  • والكلام الآن يدور حول عودة عدة آلاف من الفلسطينيين كبار السن ليموتوا في فلسطين… ويدور حول عودة من يريد العودة إلى أراضي الضفة الغربية أي أرض الدولة الفلسطينية المستقلة وبهذه الكيفية تكون فكرة الدولة المستقلة قتلت حق العودة.
  • إلا أنه لحسن الحظ أو لسوئه لم ينجح المفاوض الفلسطيني في التوصل لاتفاقات مع الإسرائيليين بخصوص الدولة المستقلة التي مزقتها الطرق الالتفافية والمستوطنات والجدار العازل… فسقط خيار الدولة المستقلة، حيث لم يتبق من مكاسب أوسلو شيء على الأرض وأصبح الحديث عن الدولة مجرد تكرار صدى…فلقد آن الأون أن يصبح خيار الشعب التاريخي هو خيار النخب السياسية والثقافية: فلسطين من نهرها ألى بحرها دولة لكل مواطنيها.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!