خمس دقائق للحصول على الجواز الصحي

أعقب قرار الحكومة بفرض الجواز الصحي للخروج من التراب الوطني والولوج إلى بعض الفضاءات والأماكن والمباني ذات الاستعمال الجماعي، إقبالا كبيرا للمواطنين على مراكز التلقيح، لمعرفة كيفية الحصول على هذا الجواز، الذي سيرافق الجزائريين في السفر والحضر، كما شهدت عملية التلقيح الأحد انتعاشا بسبب قرار الحكومة الأخير الذي أجبر الكثير من المواطنين على التفكير مليا في التطعيم، للسماح لهم بدخول أماكن إجراء التظاهرات والمنافسات الرياضية والفضاءات التي تحتضن لقاءات ومؤتمرات وندوات وأفراح..

ولمعرفة إجراءات الحصول على الجواز الصحي للتلقيح، الذي بات حديث العام والخاص هذه الأيام، قامت الشروق صباح الأحد بجولة استطلاعية لمراكز التلقيح ومديريات الصحة الجوارية بالعاصمة، أين وقفت على الإقبال الكبير للمواطنين على مراكز التلقيح لمعرفة الوثائق المطلوبة لاستصدار الجواز الصحي، الذي سيكون حسب المختصين من أكثر الوثائق المطلوبة من طرف المواطنين بعد قرار الحكومة الأخير، ما يمكنه أن يتسبب في ضغط كبير على المراكز الصحية المكلفة بإصدار هذه الوثيقة.

ختم الطبيب والمركز على الجواز الصحي لتفادي التزوير

بداية جولتنا كانت من المؤسسة الإستشفائية المتخصصة محمد عبد الرحماني، بحي الينابيع بالعاصمة، والتي تحتضن أكبر مركز تلقيح في كل من بلديات المقرية والقبة ومحمد بلوزداد وحسين داي، أين كان الطاقم الطبي في حالة تأهب قصوى لاستقبال الأعداد المتزايدة للمواطنين على التلقيح، تماشيا مع قرار الحكومة في إجبارية الجواز الصحي في العديد من الأماكن الجماعية، وكان أهم استفسار للمواطنين يتمحور حول طريقة الحصول على الجواز الصحي، وهو نفس السؤال الذي طرحناه على الطاقم الطبي، الذي وجهنا لمديرية الصحة الجوارية لبلدية العناصر المسؤولة عن 18 مؤسسة صحية وهي الجهة المسؤولة عن إصدار الجواز الصحي في المنطقة، والتي يجب أن يمر عبرها أي مواطن يريد الحصول على هذه الوثيقة الصحية، التي تثبت استكماله لبرنامج التلقيح.

تخفيف الإجراءات لامتصاص الضغط

واستجابة لتوجيه الأطباء، توجهنا مباشرة إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية القبة – العناصر، أين صادفنا في مدخلها العديد من المواطنين الذين كانوا بصدد الانتظار للحصول على الجواز الصحي، بعد تقديمهم للوثائق اللازمة، وفي حديثنا مع مديرة المؤسسة إقولالن مالحة شرحت لنا بالتفصيل إجراءات الحصول على الجواز الصحي للتلقيح، والتي تم تبسيطها مؤخرا بإلغاء  العديد من الإجراءات التي كانت تلزم المواطنين بالمرور عبر وزارة الخارجية ومديريات الصحة وشراء طابع بريدي، “وتم اختصار العملية اليوم في إثبات المواطن لإجرائه جرعتين من اللقاح، وبعدها يتقدم لمديريات الصحة الجوارية التي تتوزع عبر مختلف المقاطعات الصحية عبر الولايات، التي تقوم بالعودة للطبيب الذي لقح المواطن الذي يؤشر بختمه على الجواز الصحي ويتم بعدها المصادقة عليه من طرف مديرية الصحة الجوارية التي ترفقه برمز سري رقمي يمكن من خلاله لأعوان الرقابة أن يتحققوا من مصداقية الجواز الصحي”.

وأضافت محدثتنا أن إجراء جرعة واحدة من التلقيح لا تمّكن المواطن من الحصول على الجواز الصحي، الذي يجب أن يكون مقرونا بلقاحين دون اشتراط الجرعة الثالثة، وعن الوثائق المطلوبة للحصول على هذا الجواز الصحي، قالت يكفي للمواطن اصطحاب شهادة اللقاح التي يتحصل عليها من مركز التلقيح، بالإضافة إلى نسخة عن بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر، بالنسبة للراغبين في مغادرة التراب الوطني.

وعن الوقت الذي يستغرقه المواطن للحصول على الجواز الصحي بعد إتمامه لجميع الإجراءات المتعلقة بالتلقيح وتأشيرة الطبيب المشرف عليها، أكدت مديرة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية القبة – العناصر إقولالن مالحة أن العملية تستغرق 05 دقائق فقط، بسبب تجنيد المزيد من الأعوان لاستقبال الطلبات المتزايدة على الجواز الصحي “حيث تم تكليف ثلاثة مكاتب ومختصين في الإعلام الآلي بسرعة لإصدار الجواز الصحي وإرفاقه بالرقم السري الذي يحتوي على معلومات رقمية تتعلق بجميع تفاصيل عملية التلقيح التي قام بها المواطن بذكر اسم مركز التلقيح ونوعية اللقاح والطبيب المشرف على العملية”.

ولمواجهة أي عملية تزوير محتملة في الحصول على الجواز الصحي، أكد مصدرنا أن مديريات الصحة الجوارية بعد حصولها على شهادة اللقاح من طرف المواطن، تعود للمركز الذي أجرى فيه التلقيح وتتحدث مع الطبيب الذي أشرف على العملية الذي يعمل بدوره على التحقق من عملية التلقيح بالعودة إلى السجلات للبحث عن اسم المواطن وبعدها يؤشر بختمه على الجواز الصحي الذي يحمل اسم الطبيب الذي لقح المواطن، وختم المركز الصحي أيضا وبعدها ختم مديرية الصحة الجوارية “وهذا ما يجعل عملية التزوير شبه مستحيلة”.