-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حراك “رشحناك.. من أجل ليبيا اخترناك”

حراك “رشحناك.. من أجل ليبيا اخترناك”
ح.م

وضع سياسي شاذ في ليبيا، وحكومة الوفاق الوطني تتوج المشهد المرتبك بصراع بين رئيسها ووزير داخليتها في محاولة يائسة لاحتواء الغضب الشعبي العارم في طرابلس العاصمة.

بوادر فشل حكومة الوفاق الوطني في بلوغ توافق في تشكيلتها التي طفت صراعاتها على السطح، ولم تعد قادرة على ضبط الشارع المنتفض منذ أيام ضد سلوك ميليشياوي منفلت التقى مع فرق من المرتزقة التي ملأت الحارات والأزقة، واخترقت حرمات المجتمع الليبي المحافظ.

والأوضاع تخطت بقدرة “المستشارين الأتراك” في إسكات شعب حرم من أبسط شروط الحياة، فساد مستشر وسوء خدمات لا تليق بإنسان، فتح أمامهم جبهة الغضب الشعبي، الأكثر تعقيدا من جبهة مواجهة عسكرية مؤجلة في الشرق الليبي الخازن لأعظم ثروة وطنية .

أزمات تتراكم في الأمن والسياسة والاقتصاد، تحاصر حكومة الوفاق الوطني، في ظل سيادة منقوصة بفعل تدخل خارجي رغم غطاء من الشرعية الدولية، جعلها أداة في محور صراع إقليمي/أوروبي انطلاقا من عاصمة كان يراد لها أن تكون رمزا لوحدة شعب وأرض، لن تتمكن من فك ارتباطها بهذا المحور، رغم المخاطر التي أنزلتها على ليبيا وتهدد جغرافيتها الواسعة بالتقسيم وتشتيت شعبها الموحد.

الحراك الشعبي المناهض لحكومة الوفاق الوطني يتمدد نحو مدن زليتن ومصراتة وصبراتة والزاوية، ويتعزز بالتنظيمات النقابية ومؤسسات المجتمع المدني، قبل أن يعم منطقة الغرب الليبي برمتها، بينما صراع رئيس الحكومة فايز السراج يتصاعد مع وزير داخليته المعزول على نحو مفاجئ، محملا إياه مسؤولية الإفراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين الذين رفعوا لافتات تطالب بإخراج الأتراك وطرد المرتزقة السوريين .

معارك ثلاث على جبهات ثلاث تخوضها حكومة فايز السراج، جبهة مفتوحة ضد الشارع الليبي، وجبهة صراع داخلي حكومي لا يخلو في نظر البعض من محاولة انقلابية، وجبهة مواجهة عسكرية مع جيش الجنرال خليفة حفتر في الشرق الليبي، في ظل وضع اقتصادي مترد مع انقطاع سيل الموارد القومية، ولا مخرج في الأفق القريب، مع انفصال قاعدته السياسية التنظيمية الممثلة في حركة “الإخوان المسلمين” المتوافقة مع وزير الداخلية المجمد فتحي باشا أغا “ذي الأصول التركية”.

أخطاء وتلكؤ في مسار حكومة الوفاق الوطني منذ تشكيلها وفق اتفاق الصخيرات، وارتدائها لونا “أيديولوجيا” واحدا لا يمثل فسيفساء المجتمع الليبي في أقاليمه الثلاث، والانفراد في توقيع الاتفاقيتين الأمنية والبحرية مع تركيا بشكل استفز مختلف القوى الليبية، وأذكى جذوة الحرب الأهلية، وأدخل ليبيا في دائرة الصراع حول ثروات شرق المتوسط، واضعا دول الجوار في مجابهة أخطار تهدد أمنها القومي .

انغلقت آخر أبواب حكومة الوفاق الوطني، بعد سنوات فشلها في تنفيذ بنود اتفاق الصخيرات، وأفل نجم الجنرال خليفة حفتر الذي وصفه المنتفضون بـ”المتمرد” لن يكون البديل المرتجى في مستقبل ليبيا .

 ومن بين ركامات هذا الخراب، برز حراك “رشحناك من أجل ليبيا اخترناك”، حراك مستقل يدب في معظم المدن الليبية، داعما سيف الإسلام، نجل العقيد معمر القذافي قائدا يعيد بناء ليبيا، في مسيرات سلمية هدفها تنفيذ استحقاق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفق خارطة طريق تضمن الانتقال السلمي للسلطة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزاءري

    الشعوب العربية عندها مشكلة مع الله وليس مع الحكام . المشكلة ان هذه الشعوب لا تحمد الله عندما تكون في امن ورخاء فيتحول امانها ورخاؤها الى كوارث طويلة المدى . عندما تعمى ابصارهم وقلوبهم يعتقدون ان سبب اي مشكلة هي بسبب الحكام فيثورون عليه وقد يقتلونه بتحريض مخابراتي غير باءن . لكن ما يأتي بعد ذلك يكون اسوا مما كان عندما ثاروا . والسبب انهم معاقبون لانهم في الواقع لم يحمدوا الله على الفصل اللذي كانوا فيه مقارنة بشعوب كثيرة اخرى . الامثلة كثيرة . العراق وليبيا وتونس وسوريا جميعا كانت اوصاعها الامنية والاجتماعية والاقتصادية افضل بكثير مما اصبحت عليه بعد الثورات اللتي جلبت النخس والطماعين من كل مكان