-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتّى يتحقق النّصر مرّة أخرى

بقلم: محمّـد الغزالي
  • 212
  • 0
حتّى يتحقق النّصر مرّة أخرى

كل ما تغير بعد هذه القرون الطوال أن بني إسرائيل يشرعون أسلحتهم في وجوهنا مستندة إلى الاستعمار الغربي، بل إن هذا الحليف الجديد لا يكتفي بمساندتهم، بل يقويهم إذا ضعفوا، وينصرهم إذا انهزموا، ويغنيهم إذا افتقروا، ويؤيدهم في كل مجال بما يطلبونه من خصام أو سلاح أو رجال. وقد كان في قدرتنا أن نكسر صولة اليهود لو أنهم هاجمونا وحدهم، غير أن عبء الكفاح تضاعف علينا، بعد المظاهرات المزدوجة التي رتبها الاستعمار الغربي مع بني إسرائيل، وهذا العبء الثقيل لا يرتاع له مؤمن، ولا تتوجس منه أمة تعتمد على الله الكبير.

إن أمتنا من أزمنة قديمة كانت تبتلى بكثرة الأعداء، وطالما امتحنت بالحروب الطاحنة، تسعر ضدها في أكثر من جبهة، ويشعل نارها خصوم أشداء الوطأة.. ومع ذلك ما أُثر عنها قط أنها وهنت أو استكانت.. وفي زمن النبوة شغل المسلمون بقتال أحزاب الوثنية، وعصابات إسرائيل. وفي زمن الصحابة شغلنا بقتال فارس والروم. ثم مشى تاريخنا إلى الأمام ثابت الخطو، فإذا هو يصطدم بزحفين همجيين ما كان يظن لليلهما نهار، زحفت التتار من الشرق، وزحفت أوروبا الحاقدة من الغرب. وبعد جلاد مر المذاق، خرجنا من هذه الغمة منصورين موفورين، ورددنا الفوضى المقبلة من هنا ومن هناك.

وقد تنادى الأعداء علينا مرة أخرى، وتضافرت قوى الاستعمار مع عصابات اليهود لتقضي على بلادنا وإيماننا ومثلنا ومقدساتنا.. وها نحن نخوض المعركة التي فرضتها الأحقاد والأطماع. وعلينا أن نؤدي الواجب كاملا، لنخرج منها مثل ما خرجنا من معاركنا التاريخية القديمة. علينا أن نقوي صلتنا بديننا، ونوثق أواصرنا بربنا، وننمي إخلاصنا لما بين أيدينا من هدايات غالية. فإن الإيمان الراسخ ليس قوة نفسية فقط، بل هو حصانة جماعية تعتصم بها الأمة والدولة ضد المتربصين والخائنين.. ثم علينا أن نعبّئ مواردنا المادية والأدبية كلها، وأن نبذل كل ما أوتينا من طاقة لدعم حاضرنا وتأمين مستقبلنا.. والإسلام في جهاده للطغاة والبغاة يستنفد كل مورد، ولحشد كل جهد. قال الله عز وجل: ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)) (الأنفال: 60). عن أبى ذر -رضيَ الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، أيّ الأعمال أفضل؟ فقال: “الإيمان بالله والجهاد في سبيله”. وقال: “أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شك فيه، وغزو لا غلول فيه”وروى الحاكم عن عمران بن الحصين أن رسول الله –صلّى اللهُ عليه وسلّم- قال: “مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة ستين سنة” (الاستعمار أحقاد وأطماع).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!