-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بهدف تطوير المناهج التعليمية وتحبيب المدرسة للتلميذ

جمعية العلماء تشرع في حملة لتحسين المنظومة التربوية

نادية سليماني
  • 1207
  • 1
جمعية العلماء تشرع في حملة لتحسين المنظومة التربوية

مع اقتراب الدّخول المدرسي، وتحت شعار “ربّ فكرة تنهض بأمّة كاملة”، دعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وخبراء ومُهتمون بالشأن التربوي وحتى مواطنون، لتقديم والمشاركة بأفكار مُبتكرة ومقترحات، لهدف تعزيز أخلاق التلاميذ، وحث الأجيال القادمة على حبّ الدراسة والتعلّم.

لقيت دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي أطلقتها عبر صفحتها ” الفيسبوكية ” بشأن اقتراح أفكار لتعزيز الأخلاق وحُبّ العلم في نفوس التلاميذ تزامنا مع الدخول الاجتماعي ، تفاعلا كبيرا، من مختصين ومواطنين، وشكرت الجمعية المتفاعلين، معتبرة أن مقترحاتهم كانت ” نيّرة، وفيها أفكار إبداعية، ستقود حتما إلى الأفضل والأمثل “، مُؤكدة أن الأفكار هي الأساس في بناء النّهضات.

الاعتماد على أسلوب مُشوّق لتمرير المعلومة

ومن أهمّ الأفكار والمقترحات التي تلقتها الجمعية، بحسب ما رصدته ” الشروق “، مقترح من المدعوة قادري فاطمة الزهراء، حول إعادة النظر في أسلوب تمرير المعلومة المفيدة للطفل. وبحسبها، يجب الخروج من النمط المُمل لتوصيل المعلومة، لأن الأطفال يملون ويميلون للحركة، ولذلك اقترحت إدراج الصور والفيديوهات ثلاثية الأبعاد ” 3D”  لتمرير المعلومة، مع تشجيع الكفاءات الشابة في التصميم والغرافيك وعلم البرمجة.

واقترح خالد، أن تتبنى جمعية العلماء المسلمين مسابقة ما بين الابتدائيات والمتوسطات والثانويات في شقيها الديني والعلمي، على أن تكون مسابقة وطنية تمس كل ربوع الوطن، هدفها تحفيز وتعزيز مقومات الدولة. وردّت الجمعية عليه، بأن هذا المقترح دأبت على تنفيذه عبر شعبها الولائية.

مُخيّمات تربوية لتعلم المهارات وإدارة الوقت

ورأى ” أمير ساسي ” أن تنظيم مخيمات تربوية عن بُعد، تدوم مثلا يومين من أجل الإعداد النفسي وبعض المهارات في كيفية ادارة الوقت والدراسة بذكاء، ينفع التلاميذ، بينما وردت مقترحات كثيرة، بشأن ضرورة تفعيل النوادي بالمؤسسات التربوية للقضاء على العنف المدرسي ومن ثمة زيادة تعلق التلميذ بالمدرسة، مثل النادي الأخضر والنادي الثقافي، التاريخي، الرياضي، ونواد أدبية تحفز على المطالعة والتنافس الفكري.

ممثل عن جمعيّة العلماء بالمدارس

ودعا البعض، جمعية العلماء المسلمين، لجعل ممثل عنها في كل مدرسة، كمرشد تربوي معتمد ومؤهل للإشراف على النشاطات التربوية، يكون موجها ومرافقا عاما، وكذا توزيع قصاصات ورقية، تحوي قيما دينية في تحريم المخدرات والتبرج وتعزيز حب العلم، وأيضا تنظيم زيارات دورية لنخبة الوطن إلى المدارس لشحذ الهمم والاقتداء بهم. وتنظيم محاضرات للتلاميذ وأوليائهم، تحت إشراف مختصين نفسانيين وخبراء للتوعية في مختلف المواضيع. مع ضرورة وجود أطباء نفسانيين بالمدارس.

التقرب أكثر من التلاميذ لتحليل النتائج المدرسية

واقترح أحد المعلقين على الموضوع، مساعدة الجمعية المدارس في الكشف عن الظروف العائلية الخاصة لكل تلميذ وبصفة سرية، لمعرفة أسباب زيادة أو تدهور النتائج الدراسية، وأخر دعا إلى تدريس مادة ” مكارم الأخلاق” كما هو معمول به في اليابان.

وقال مواطن: ” الأفضل الرجوع إلى تدريس مادة دراسة الوسط كما كانت في السابق، لأن الطفل الصغير يملك طاقة وحماسا كبيرين، ومن الأحسن استغلالهما في الجانب التطبيقي في الطور الابتدائي”. ، واقترح آخر: ” برنامجا مشتركا بين مديرية التربية والشؤون الدينية، حيث ينظم موظفو الشؤون الدينية من أئمة ومرشدات دورات أسبوعية في المؤسسات التعليمية، وتقديم دروس تتماشى مع الفئة العمرية للتلاميذ، واستقطاب الأولياء وأبنائهم للمساجد، بفتحها للدروس الخصوصية المجانية أو بمبالغ رمزية “.

الاهتمام بالجيل الصاعد أولوية

وأكد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عبد الرزاق قسوم في تصريح لـ ” الشروق”، أن من أهداف الجمعية هو الاهتمام بالجيل الصاعد وتوجيهه نحو النهج السليم، ولن يتأتى ذلك إلا بإصلاح المنظومة التربوية ومرافقتها من مختلف الفاعلين، وحتى من الأولياء والمهتمين بالشأن التربوي.

وقال الهاجس الذي يسكننا، أننا مهما فعلنا ومهما بذلنا من جهد وتضحيات من أجل الجيل الجديد، قد نكون مقصرين، ولذلك لابد من الاستجابة لبعض النقاط الأساسية تزامنا مع الدخول المدرسي المقبل، عن طريق تلقين التلميذ أفكارا قيّمة.

أولها، هو محاولة تهيئة الجيل الصّاعد للاهتمام بمحيطه الذي يعاني من التلوث، ومنه الاهتمام بحماية وطنه، كما أننا نعمل على أن يثبت الشباب الناشئ وجوده، انطلاقا من المرجعية الأصيلة، ويكون هذا بإقامة مدرسة جزائرية الانتماء، علميّة المقاصد والأداء، إسلامية الروح العطاء.

وثاني أهداف الجمعية، حسب محدثنا، هو تنشئة الجيل الصاعد على قيم نبيلة، تبدأ بتحديد معالم هويته، ” وهذا لا يكون، إلا بتعميق الدعوة للانتماء الثقافي والحضاري.. وثالثا، تحصين النشء بالمقوم الذي يخلصهم من الاضمحلال وعدم التمييز بين الخطأ والصّواب”

وهذه أهم الأمور، بحسب قسوم، تجعل من التلميذ، شخصا يثبت وجوده بعيدا عن الذاتية والعواطف، ومحصنا من خضوعه للغريزة المتحكمة في حياته المستقبلية.

والخلاصة، أنه لا إصلاح للأمة ولا الوطن ولا المجتمع، دون إصلاح المنظومة التربوية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مسحوق

    لمن تقرا زبورك يا داوود ما زلنا في زمن الأقلية الساحقة على الأغلبية المسحوقة. انكم تغردون خارج السرب. متى استمعوا لكم حتى يستمعون لكم اليوم.