-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تعازي كورونا طغت على منشورات المواطنين

جزائريون يقاطعون مواقع التواصل بسبب انتشار أخبار الموت

آمال عيساوي
  • 934
  • 3
جزائريون يقاطعون مواقع التواصل بسبب انتشار أخبار الموت

بن عيسى لامية: الأخبار السلبية تدمر نفسية الآخرين وتضعف المناعة

قام عديد الجزائريين بمقاطعة مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعدما تحوّلت بين ليلة وضحاها إلى مواقع حزن وألم، تنتشر فيها رائحة الموت وتخيم عليها في كل مكان وزمان، فلا تمرّ علينا ساعة من دون أن ينتشر خبر أو اثنان عن وفاة أشخاص بفيروس كورونا، ففي الفايسبوك تحوّل اللون الأزرق الذي يشتهر به إلى لون أسود مدون بالآية القرآنية الكريمة “إنا لله وإنا إليه راجعون” وقبل قراءة خبر الوفاة ينتاب رواد مواقع التواصل شعور الخوف والرعب من أن يكون المتوفى من أهله أم أصدقائه أم من أحد المقربين منه، وهذا ما جعلهم يتفادون الدخول لها هذه الأيام وهناك من قرّر مقاطعتها إلى غاية التخلص من الفيروس الذي حصد مئات الأرواح في الجزائر، وأعلن ذلك عبر حساباته المختلفة من فايسبوك وتويتر وأنستغرام وغيرها..

وقاطع الجزائريون مواقع التواصل الاجتماعي منذ أن ارتفعت حصيلة الإصابات بفيروس كورونا، ووصلت إلى أزيد من 1500 وارتفعت معها حصيلة الوفيات، حيث عبروا عن حزنهم فيها قبل مقاطعتهم لها، فصار السواد يخيم على الفايسبوك والأنستغرام وكذا التويتر، ولم يبق في الفايسبوك إلا فئة قليلة ممن راحوا يدعون بعضهم البعض بضرورة اتباع الإجراءات الوقائية والتحلي بروح المسؤولية وارتداء الأقنعة حتى في المنازل لتفادي نقل العدوى بين أفراد العائلة، وكذا منع التجمعات لأي سبب من الأسباب، وأظهروا هم كذلك تخوفهم الشديد من الفيروس الذي حصد عديد الأرواح خلال الأيام الأخيرة وخاصة فيما يتعلق بالوجوه الفنية والإعلامية المشهورة على غرار الفنانة نعيمة عبابسة والإعلامي سليمان بخليلي وكذا الإعلامي كريم بوسالم وغيرهم من الأسماء البارزة سواء في الساحة الفنية أم الإعلامية، دون الحديث عن الشباب الذين تنتشر أخبار موتهم يوما بعد يوم، بعضهم مات غرقا والبعض الآخر بسبب إصابته بالفيروس اللعين، وهو الأمر الذي أحزن الجزائريين وجعلهم يقاطعون كل شيء تنتشر فيه رائحة الموت بما في ذلك مواقع التواصل التي أصبحت تنشر أخبار الإصابات والمرضى في المستشفيات وصورهم وكذا الوفيات في كل زمان ومكان، حتى أصبح الفايسبوك وغيره من المواقع، كما ذكر البعض بمثابة مقبرة تنتشر فيه صور وأخبار الموت كما تنتشر قبور الموتى في المقابر..

وذكر بعض رواد مواقع التواصل قبل مقاطعتهم لها، أن الغرض من ذلك ليس لعدم الاهتمام بحصيلة الوفيات وإنما خوفا من أن يكون أحد أو إحدى المتوفين من معارفهم أو أقربائهم أو أصدقائهم، وقالوا في هذا الشأن، أن مواقع التواصل الاجتماعي تحوّلت بين ليلة مكان للإفصاح عن الأشخاص المتوفين ليس بالفيروس فقط وإنما حتى أولئك الذين يتوفون في حوادث مرورية أو يموتون غرقا في الشواطئ أو يموتون مقتولين في شجارات وغير ذلك، إذ صارت كلها تنشر هناك بطريقة جارحة قد تتسبب في التعرض لأزمات قلبية وأمراض أخرى كالسكري لأشخاص آخرين بسبب طريقة نشرها.

وصرحت في هذا الشأن الأخصائية النفسانية لامية بن عيسى في اتصال مع “الشروق”، أن حالة الجزائريين النفسية هذه الأيام سيئة بسبب انتشار أخبار الموت في كل مكان وحتى في مواقع التواصل، وأضافت أن هناك من ينشرون أخبار الموت في مواقع التواصل بطريقة تجرح مشاعر المقربين من الميت، ومقاطعة الجزائريين للمواقع حسبها، أمر جيد، كما ذكرت على الأقل في هذه الفترة، فالمواقع حسبها خصصت للدردشة والتواصل وتحسين النفسية وليس لإثارة الرعب والهلع في نفوس بعضهم البعض، وأضافت أن هناك جانب إيجابي لنشر أخبار الوفيات يتعلق بتشجيع الغير عند نشر أخبار الموت على إتباع الإجراءات الوقائية، لكن المشكلة تكمن في الطريقة التي تُنشر بها هذه الأخبار، كما أن الصور المحزنة، حسب المتحدثة، هي التي تؤثر سلبا على نفسية الجزائريين ممن يتداولون بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Yacine

    يجب نشر صفحات لاقناع المواطنين بالتلقيح كل شخص يحث أصدقائه و جيرانه للذهاب و تلقى التلقيح و على المصالح الصحية تغيير طريقة توفير التلقيح نظرا الطوابير الطويلة و إيجاد طريقة ناجعة لتلقيح اكبر عدد ممكن

  • 2020 كم

    كم اكره اكره مواقع التواصل اكبر مضيعة وقت ثم يقولك انا فيسبوكي هههه قاعد أمن بكل ما يرا و مدمن على ليكات و او لا يرقد ..... خلي امراض نفسية و اكتأب ووووو امراض لا تحصى .... ناس دخل مال و هما مدمنون على ليكات

  • إبن الجزائر

    إنها حقيقة نعم الموت في كل مكان و الأسبوع الماضي في بوزريعة 8 جنائز بسبب كورونا و نحن نعلم بأن أجلهم كان بسبب الفيروس..لكن لماذا الناس لم تفهم بعد بأن الفيروس قاااااتل و لا تلقوا بأنفسكم للتهلكة...والله الذي الذي لا إله إلا هو لقحت مرتين يعني عملت بالأسباب و إذا جاء الأجل فلا مرد له