-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شعارها "من أجل تاريخ فرنسي جزائري غير مزيف"

جبهة فرنسية مناهضة لتحالف الأقدام السوداء وحزب لوبان

محمد مسلم
  • 2148
  • 0
جبهة فرنسية مناهضة لتحالف الأقدام السوداء وحزب لوبان
أرشيف

انطبع لدى الكثير من الجزائريين بأن الأقدام السوداء جميعهم ملة واحدة، وهم إما من داعمي منظمة الجيش السري الإرهابية (OAS) أو أعضاء فيها، أو من الحالمين بـ”الجزائر فرنسية”، وهو التصور الذي يسعى اليوم ناشطون فرنسيون إلى إزالته من مخيلة الجزائريين، مؤكدين بأن هناك من فرنسيي الجزائر من دعموا الثورة التحريرية ودفعوا حياتهم لأجل ذلك.
ومن بين هؤلاء، هناك مثقفون وجمعيات، على غرار “جمعية الأقدام السوداء التقدميين وأصدقائهم”، التي تنشط دون كلل في معاقل غلاة “الجزائر فرنسية” في الجنوب الغربي لفرنسا، وبالضبط في مدينة بربينيون، التي يحكمها اليمين المتطرف بزعامة حزب مارين لوبان، الذي يعمل جاهدا من أجل إعادة الاعتبار لإرهابيي منظمة الجيش السري (OAS)، التي ولغت كثيرا في دماء الجزائريين وحتى الفرنسيين الذين لم يسايروا خططهم المتمثلة في الأرض المحروقة بعد 19 مارس 1962.
فقد شهدت مدينة بيربينيون بداية من الجمعة 13 أكتوبر 2023، انعقاد جمعية عامة لـ”جمعية الأقدام السوداء التقدميين وأصدقائهم”، بمشاركة عدد من المؤرخين من بينهم ألان روسيو، وإيريك سافيرس.. ويستهدف هذا الملتقى مواجهة خطر تنامي الأطروحات اليمينية المتطرفة التي تمجد الاستعمار الفرنسي، والتي تروج لها الدوائر المقربة من اليمين المتطرف، والتي لا تزال متمسكة بـ”حلم الجزائر فرنسية”.
وفي هذا الصدد، توقف الصحفي المعروف، جاك برادل، في مقال له جاء تحت عنوان “صدى الاستعمار والحرب الجزائرية في فرنسا اليوم”، عند قضية أوروبيي الجزائر، مشيرا إلى أن الضغط الذي كانت تقوم به هذه الفئة من الفرنسيين الفارين من الجزائر منذ وطأت أقدامها التراب الفرنسي في سنة 1962، هو “إثارة الحنين إلى الجزائر الفرنسية بقدر ما كان الهدف منها الدفاع عن المصالح المادية، المتمثلة في الإقامة والتعويض عما تركوه وراءهم”.
وهو الوضع الذي استمر حتى صدور “العفو عن حرب الجزائر” (1964، 66 و68)، والذي تم خلاله تبرئة الزعماء التاريخيين لمنظمة الجيش السري الإرهابية (OAS)، وبعدها تم إنشاء جمعيات خاصة بهم من قبل زعماء هذه المنظمة، فقد أسس الجنرال جوهو “الجبهة الوطنية للمغتربين”، وأسس الجنرال سالان، “ودادية الدفاع عن المصالح المعنوية والمادية للسجناء السابقين في الجزائر الفرنسية”، والتي كانت تسمى لفترة من الوقت ADIMAD-OAS، وهي جمعيات وصل تطرفها حد اغتيال من يتخلى عن فكرتها، كما حصل في 1993، عندما قامت بتصفية أحد رجالاتها، جاك روزو.
وبالمقابل، تحدث جاك برادل عن بروز فصيل آخر من “الأقدام السوداء”، يرفضون الحنين إلى “الجزائر الفرنسية”، و”يتحاشون الحديث عن تمجيد الاستعمار، والإشادة بنضالات الشعب الجزائري من أجل نيل الاستقلال، والعمل على تعزيز الصداقة بين شعوب الضفتين، والتضامن مع المهاجرين الجزائريين، ومزدوجي الجنسية والفرنسيين من أصل جزائري، ومكافحة العنصرية بجميع أشكالها، بما في ذلك عنصرية معادية للعرب متنكرة في ثوب الإسلاموفوبيا”.
ويشير صاحب المقال إلى أن جنوح رموز منظمة الجيش السري الإرهابية (OAS) إلى التطرف والإشادة بجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، من خلال إقامة نصوب تذكارية لبعض رموز هذه المنظمة الإرهابية من المفقودين من أجل الجزائر الفرنسية، بتواطؤ من منتخبي الجبهة الوطنية الفرنسية المتطرفة، ساهم في بروز موقف مضاد تم التعبير عنه بالتظاهر المضاد، أو من خلال الاحتجاج على تراخي السلطة السياسية تجاههم، دعت إليه “جمعية الأقدام السوداء التقدميين وأصدقائهم”.
ومن أبرز المطالب التي يرفعها التيار المناهض للمدافعين عن حلم “الجزائر الفرنسية ” في وجه سلطات بلادهم، “الكشف عن الحقيقة حول تاريخ فرنسا في الجزائر، 132 عام من الاستعمار والحرب”، وكذا تعبئة الفرنسيين بشكل واسع من أجل مناهضة الفاشية، والعمل “من أجل تاريخ فرنسي جزائري غير مزيف”، وهي من المسائل التي يعتبرونها “أساسية في الحرب ضد اليمين المتطرف في فرنسا اليوم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!