-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تهافت على اللحوم والخضر والحمضيات خوفا من التهاب الأسعار

تجميد المواد الغذائية في البيوت يعود بقوة في رمضان

وهيبة سليماني
  • 952
  • 0
تجميد المواد الغذائية في البيوت يعود بقوة في رمضان
أرشيف

لا يزال التخوف من ارتفاع الأسعار عشية رمضان، وندرة بعض المواد الغذائية الأساسية، يسيطر على الجزائريين، نظرا لغياب إستراتيجية واضحة وآليات التحكم في السوق لضمان الوفرة في السلع وطمأنة المستهلك، حيث سارعت ربات بيوت إلى تكديس بعض المواد الغذائية وتجميدها من باب الحيطة والقضاء على المشكل على الأقل خلال الأسبوع الأول لشهر الصيام الذي لا يفصلنا عنه سوى أيام معدودة.
وتجلت مظاهر الإقبال على بعض الخضر والفواكه، واللحوم، والحمضيات في الأسواق، التي بدأت تعرف زيادة عشوائية من نقطة بيع إلى أخرى هذه الأيام، حيث جالت “الشروق”، نهاية الأسبوع الماضي، في أسواق الخضر والفواكه، وبعض القصابات أين تبين مدى التخوف من الندرة وارتفاع الأسعار والطوابير مع بداية رمضان، وكانت النساء أكثر المقبلات على شراء السلع التي تكدس، والقابلة للتجميد في الثلاجة.
وتأتي الكوسة “القرعة”، والجزر، والبزلاء “الجلبانة”، و”القرنون”، في مقدّمة الخضروات التي تقبل السيّدات على تحضيرها وتجميدها، وهذا ما أكّدته لنا سيدة وجدناها في سوق حسين داي المغطاة، تشتري كميات كبيرة، حيث قالت إنّها توفر بذلك الوقت وتضمن وفرتها في المنزل وتفادي مشاكل ارتفاع الأسعار والندرة بتجميدها ولو للأسبوع الأول من رمضان.
وبينما كان التهافت على مركبات التّجار المتنقلين، لشراء الليمون، والبرتقال، قصد عصره في البيت وتجميده كي يكون حاضرا في مائدة الإفطار، أكّد لنا أحد المواطنين أنّ أسعار الليمون تعرف ارتفاعا يفوق 200 دج للكيلوغرام.

حتّى البقدونس و”القصبر” ضمن قائمة المواد المجمّدة
وتهدّد الزّيادات في الأسعار أيضا بعض الحشائش العطرية التي تستعمل في تحضير الأطباق الرمضانية والحساء مثل البقدونس و”القصبر” و”الكرافس”، حيث سارعت بعض النّساء إلى شرائها لتجميدها مقطعة في علب بلاستيكية، أو أكياس غذائية، وذلك لحل المشكل الذي يتكرّر، حسب إحداهن، التي كانت تشتري كميات منها نهاية الأسبوع الماضي، حيث قالت: “إنني وجدت العام الماضي خلال الأسبوع الأول ندرة في القصبر والكرافس، الذي استغله بعض الباعة للزيادة في أسعارها حسب المزاج”.
والتجميد في الثلاجات، حيلة لجأت إليها الكثير من السيّدات العاملات هذه المرّة، خاصة أن رمضان تصادف مع بداية فصل الربيع، والعطل السنوية في الغالب تبدأ مع شهر ماي، ومن بين أهم المنتجات الغذائية القابلة للتكديس بتجميدها أيضا، الحمص الذي يتجاوز سعر الكلغ منه 400 دج، حيث ينقع في الماء ثم يجمد في علب.
وعمدت بعض السيّدات أيضا إلى تجميد الثوم والبصل، بتقطيعها، وتعبئتها في العلب، ضمانا للوقت ولتوفيرها في المنزل خلال رمضان.

اللحوم الحمراء والبيضاء.. التجميد هو الحل!
وشهدت أيضا القصابات حركية غير مسبوقة نهاية الأسبوع الماضي، خاصة تلك التي تبيع اللحوم الحمراء والبيضاء بأسعار معقولة، ففي قصابة الرحمة بالقبة، أقبل بعض المواطنين على شراء أجزاء من “الجزرة” أو شراء كيلوغرامات من اللّحوم الحمراء والدّجاج خاصة المغلف بالبلاستيك، وهذا لوضعها في الثلاجة وتجميدها تحضيرا لشهر رمضان.
وفي هذا السياق، قال أحد الزبائن إن أسعار اللحوم سترتفع لا محالة مع بداية الشهر الكريم، وإن أسعارها حتى لهذه الساعة ملتهبة وتجعل المستهلك عاجزا عن شرائها في بعض الأحيان، حيث يرى بأنه من الأفضل شراؤها من الآن وتجميدها لضمان عدم الوقوع في مشكل الأسعار، أو الندرة، وتفادي الطوابير الطويلة عشية رمضان.

احذروا.. تجميد الأغذية يتطلب شروطا!
وحول الموضوع، أوضح المختص في التغذية، الدكتور كريم مسوس، أنّ الظرف الاقتصادي، يستدعي اللجوء إلى تجميد بعض المواد الغذائية لحل الكثير من المشاكل خلال شهر رمضان، ولكن شريطة ألا تتعدى درجة التجميد 18 درجة تحت الصفر، وذلك لتفادي قتل كل المكونات مثل الفيتامينات، وتأثير ذلك على صحة المستهلك.
وقال كريم مسوس إن المدّة الصالحة لتجميد الأغذية قبل أكلها يمكن أن تكون أسبوعا، رغم أن قيمتها الغذائية لا تكون مثل تلك الطازجة، كما حذّر من إعادة تجميد المواد الغذائية بعد إخراجها من الثلاجة وإذابة الثلج المحيط بها، حيث يجب أن تستعمل ولا تعاد للمجمد.
وأكّد مسوس أنّ إخراج المواد المجمدة من الثلاجة لا يكون بطهيها مباشرة أو وضعها في ماء يغلي أو ساخن، وخاصة اللّحوم، حيث تفقد كل مكوناتها الغذائية، بعد تعرضها لما يسمى بـ”صدمة” من حالة الجماد إلى الحرارة المرتفعة.
ونصح المختص ربات البيوت العاملات بترك كل المواد الغذائية المجمّدة واللّحوم خارجا، وفي درجة حرارة المطبخ العادية، حفاظا على مكوناتها وذوقها بعد الطهي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!