تاقجوت يهدد بحل جميع الفدراليات والاتحادات الولائية

رسم الأمين العام للمركزية النقابية، عمار تاقجوت، صورة سوداوية عن واقع أكبر تنظيم نقابي في البلاد، معترفا بمرارة بأن مؤتمرات تجديد الهياكل الوطنية والولائية كلها غير قانونية، وشابتها نقائص، في إشارة منه إلى أنها مطعون في شرعيتها، حيث جرى عقدها بدون أي حصيلة مالية وأدبية، كما هدد بحل كل الفدراليات والاتحادات الولائية حتى تلك التي عقدت مؤتمراتها مؤخرا فقط.
وجاء هذا الاعتراف المرّ للمسؤول الأول بالاتحاد العام للعمال الجزائريين، خلال كلمة لعمار تاقجوت، خلال إشرافه على أشغال المؤتمر الوطني الرابع لفدرالية عمال قطاع المالية، المنعقد السبت بدار الشعب، حسب فيديو اطلعت عليه “الشروق”.
وذكر تاقجوت أنه باشر منذ شهر أكتوبر الماضي عقد مؤتمرات تجديدية للفدراليات الوطنية والاتحادات الولائية، بهدف تصحيح مسار الاتحاد، لكن يبدو، حسبه، أن هذا المسار الذي تم مباشرته ليس كاملا تماما مثلما هو عليه الحال مؤتمر فدرالية عمال قطاع المالية، في إشارة إلى الشرعية الناقصة للمؤتمرات التي عقدت.
وشدد المتحدث على أن المؤتمرات من المفروض ان تنظم وتعقد بصفة أخرى، ويتم ذلك بناء على حصيلة مالية وأدبية يناقشها المؤتمر حتى يعرف الهيكل إلى أن يتجه.
لكن الملاحظ، حسب أمين عام المركزية النقابية، هو الهرولة المباشرة نحو عقد المؤتمرات، وتساءل قائلا “لكن بأي طريقة؟ يا ما كان فيه الصحبة وجيب صاحبك يمينا وشمالا.. كأن المؤتمر يتم بعلاقات مصالح ضيقة وعلاقات صحبة”، على حد تعبيره.
وخاطب تاقجوت الحضور مهددا بحل الفدراليات والاتحادات الولائية التي عقدت مؤتمراتها، وشدد على أن الوضع يمكن أن يتغير جذريا وتكون فيه مؤتمرات استثنائية، لأنه لا يمكن المواصلة هكذا ولا يمكن أن نعقد مؤتمرا بدون أفكار وبدون مترشح لديه برامج.
وعلق بالقول “اليوم يتم عقد المؤتمر بجلب الأصحاب والقيام بترتيبات على المقاس ولكن بعد انعقاد المؤتمر لا يلتقون إلا بعد مرور خمس سنوات”، مضيفا أنه “لا توجد فدرالية عقدت اجتماعها السنوي إلا قلة قليلة، ولا يوجد اتحاد ولائي عقد الاجتماعي السنوي التقييمي إلا القليل”.
وفي معرض حديثه، جدد تاقجوت تهديده بحل الفدراليات الوطنية والاتحادات الولائية المتقاعسة في أداء مهامها النقابية المنوطة بها، حيث ذكر في هذا الصدد “قلتها للاتحاديات والاتحادات الولائية من اليوم فصاعدا إذا جاءني عامل في قطاع ما يقول لي بأنّ لديه مشاكل في الإدارة والفدرالية لم تنظر فيها، سأحل الفدرالية وسأحل الاتحاد الولائي”.
وأضاف “أنا لا أخدم على الناس، أنا جئت إلى هنا للعمل مع الرجال والمناضلين وليس لأنوب عنهم في مهامهم”، مردفا كلامه “14 ساعة أقضيها في المكتب أعمل، ماذا أفعل؟ لا أفكر في المستقبل القريب للاتحاد، بل في حل مشاكل العمال، فأحدهم طردوه من العمل والآخر حرموه من حقوقه وآخر تمت إحالته على لجنة الانضباط ورابع كتبت به النقابة تقريرا إلى الإدارة”.
وتوعد تاقجوت بمحاسبة النقابيين المتقاعسين في أداء المهام النقابية، وشدد على أن من لا يمكنه تحمل المسؤولية عليه التنحي، لأن زمن المجيء إلى النقابة للقيام بالسياحة قد انتهى، لأن هناك حسابا بين النقابيين والأمين العام.
قال أمين عام المركزية النقابية في هذا الإطار “أنا على استعداد لكي تحاسبوني والذي لم يعجبه الأمر أو رأى أمورا ليست جيدة فله الحق أن يحاسبني، لكن أنا أيضا سأحاسب والقانون يخول لي صلاحيات المحاسبة”.
وعلق قائلا “من لا يقبل تطبيق القانون عليه، فليغادر ومن يتلاعب أيضا فعليه المغادرة”، مؤكدا بنبرة التهديد “أستطيع حل فدراليات واتحادات ولائية عقدت مؤتمراتها مؤخرا فقط، لأن فيه تلاعبا والأمور غير سوية”.
وتابع “إذا صححوا الأمور سأعتبرها مرحلة انتقالية، لكن إذا لم يتم تصحيح الأمور سأحلها”.
وعرج المسؤول الأول بدار الشعب على ما قال إنها أصوات تعالت مؤخرا تقول إن رئيس الجمهورية أتى إلى مقر الاتحاد العام وبذلك فقد منحنا كتنظيم نقابي قوة إضافية، قائلا في هذا الشأن “الرئيس لم يمنحنا أي قوة، بل بالعكس هو أتى إلى هنا، ليرى إن كانت هذه الدار فيها رجال ونساء أم لا”.
وحسبه، فإن من يريد أن يعيش على ظهر أن الرئيس جاء إلى مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين فهذا بصدد تغليط نفسه.
وأشار إلى ان المصلحة الضيقة يجب تركها جانبا وكل المصالح الموجودة في إطار فدرالية أو اتحاد ولائي مرتبطة باتفاقيات، وما يأتي خارج الاتفاقيات فذلك يعني أنه بيع وشراء، بل إنه خيانة وخديعة للعمال، على حد تأكيد تاقجوت.