-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أول نوفمبر

تأذن ربك فكانت ليلة القدر

صالح عوض
  • 8119
  • 0
تأذن ربك فكانت ليلة القدر

إذا تجلت ليلة القدر لشخص ما فكان اللقاء بينه وبين ربه تتحقق أمنياته العزيزة وصعبة المنال كأن يتزوج من أحب من النساء أوان يرزقه الله جاها ومالا وأولادا أو أن يغفر الله له سيئاته العظام وغير ذلك من نعم الله التي لاتحصى..

  • لكن ليلة القدر إذا تجلت لشعب فإن الله يمنحه معجزة تصبح آية للعالمين..فماذا يريد الشعب سوى الحرية والاستقلال والسيادة..؟ ماذا يريد الشعب إلا أن يعيش بقيمه وثقافته وهويته .. لاكما يقهره العدو ويرغمه على ما لايريد..؟ وهذه واحدة من الشواهد الكبيرة لحيوية الالتقاء بين الشعب والرب سبحانه وتعالى.
  • فكانت ليلة القدر في غرة شهر نوفمبر وفي ذكرى المولد النبوي ..وكل أيام الله هي أيام تتجلى فيها قدرته وترتسم فيها معالم تقديره..لتصبح آية الجزائر المشهودة آية أخرى من آيات الله المعجزات تذهب في التاريخ مصدر الهام وقوة روحية خارقة لكل الأحرار في العالم المناضلين من اجل كرامة الإنسان وشرفه.
  • أول نوفمبر يوم ولد فيه شعب.. وأحيا الله فيه أمة..يوم أخزى الله فيه الشيطان وجنوده في الحلف الأطلسي وجيش فرنسا المحتل العنصري وجموع المستوطنين الطغاة..يوم احتدمت فيه إرادة الله وفعله الكريم ضد إرادة الأشرار وسوء أفعالهم..انه يوم انفتحت فيه السماء على الأرض وتعانقت أفعال الرجال وطموح الشعب مع رضا الله فكان النصر العظيم.
  • في ذكرى أول نوفمبر يحتشد الركب الوضئ كله في مخيلة الشعب والأمة من الشيخ محي الدين الحسني زعيم الجهاد في الغرب الوهراني إلى ابنه السيد عبد القادر قائد المجاهدين في الجزائر كلها..وإذا بوجوه الصحب الكرام تتوالى في كل الأمكنة وخلال أكثر من قرن وربع القرن من الزمان الصعب..وتدخل الجزائر كل أنواع الحروب ..وانتصرت الجزائر في  حربها على التجهيل والتهميش ونفخ ابن باديس فيها روح الوعي بالذات والإحساس بالكرامة والسيادة والإنسانية فكانت محطة أخرى اثبت الجزائريون أنهم أهل لكي يكونا قدوة في العالمين..وجاء نوفمبر بجيل من الرواد لم تختلط عليه المنابع قوانينه من تاريخ الأمة وثورته تستند إلى إرادتها.من ابن مهيدي الناسك الزاهد قارئ القرآن قائم الليل كأنه احد أهل التصوف حسب وصف أبيه إلى مصطفى بن بوالعيد الرجل المتفاني الذي كان هو وما يملك للثورة إلى زيروت يوسف الذي كان يجيب انه التي تدعوه للرقاد بعد منتصف الليل:أن كلمات ابن باديس لم تترك لي وقتا للراحة..وعميروش أمام المسجد وقارئ القران والشيخ التبسي القائد الروحي للمجاهدين..والآخرين الرائعين جميعا.
  • لقد كانت كلمة السر للثورة عقبة-خالد..وكان الهتاف الأول :الله اكبر..وكانت الأسماء الحركية للمذيعين الأولين لثورة: صلاح الدين وطارق بن زياد..إنها ثورة أعادت الوعي للذات وانتصار الذات الحضارية فهنيئا لنا بأول نوفمبر والشكر الدائم لله أن أكرمنا به لنخرج من الموات إلى حياة العزة.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!