بوتين “أصله” عربي!
![بوتين “أصله” عربي!](https://i.dzs.cloud/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/03/600_616397319.jpg?resize=790,444.375)
تدخل روسيا عسكريا في سوريا، رفع من أسهم وشعبية الرئيس فلاديمير بوتين إلى حدّ وصفه بالزعيم الأكثر شهرة وجماهيرية في سوريا وفي العراق المجاور أيضا!!
ولأن هموم العرب “تُضحك بقدر ما تُبكي” فقد انتشرت مؤخرا في المنطقة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، قصة “خُزعبلاتية” بطلها “عبد الأمير أبو التين”، وهو الاسم الحقيقي لفلاديمير بوتين، بحسب هؤلاء! والده كان رجلا بسيطا يبيع التين في مدينة الناصرية بالعراق، قبل أن يهاجر إلى الاتحاد السوفياتي عقب الحرب العالمية الثانية ليتزوج هناك فتاة روسية شقراء أنجب منها عبد الأمير، وهذا الأخير، ليس سوى.. فلاديمير بشحمه ولحمه و”خبثه”!!
القصة “الخزعبلاتية” ذكرتني بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، رحمه الله، فقد كان يقول يوما أن وليام شكسبير كاتب عربي اسمه الحقيقي الشيخ الزبير! كما أن عددا كبيرا من العرب اعتقدوا أن أودلف هتلر أصله عربي وناصروه، بل وعشقوه على هذا الأساس بعد ما وقف في وجه البريطانيين والفرنسيين واليهود!
في عزّ الحروب التي لا تريد أن تتوقف، يحتاج العرب إلى زعيم يناصرونه، وإلى خزعبلات يكررونها بينهم جيلا بعد جيل، ولو كان ذلك ضد التاريخ والمنطق والدين، وعلى هذا الأساس، فرح البعض كثيرا لوصول باراك “حسين” أوباما للبيت الأبيض، فقط لأن اسمه “حسين”، كما لم يجد الكثير من اللاجئين أيّ مانع في وصف المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مؤخرا، بـ”الحاجة”، ذلك أنهم وجدوا فيها من الخصال الإسلامية ما هو مفقود حتى في المسلمين!
وبالعودة إلى بوتين، فقد تمادت “خزعبلات” الدعم الشعبي لتصل إلى حدّ التطرف، بشكل لم يكن مفاجئا معه ولا غريبا أن يكون أول المساندين لحرب الرئيس الروسي وضرباته الجوية في سوريا هو تنظيم “عصائب أهل الحق” الشيعي في العراق!!
بل ليس غريبا أن يقوم هذا التنظيم (الذي لا يقل تطرفا ولا إجراما عن داعش)، بمنح الرئيس الروسي في قادم الأيام، لقب “آية الله.. أو الملاّ فلاديمير بوتين الشيوعي”!!
من كان يتوقع أن الاعتقاد الشعبي الطريف، والذي لا يفرق بين “الشيعة” و”الشيوعية”، ويظنهما شيئا واحدا، يتحول إلى ما يشبه الحقيقة، وإلى تحالف بينهما.. وأين؟ في سوريا!
الحرب دفعت البعض ليستعيد بريق “الجهاد ضد السوفيات الشيوعيين”، كما لم يجد علماء السعودية مانعا من إصدار فتوى جديدة تحث على الجهاد ضد الاحتلال الروسي الإيراني، وعلى وقف الضربات الجوية “الكافرة” التي ينفذها بوتين ضد المسلمين في سوريا.. وكأن “الضربات الأمريكية” المستمرة ضد سوريا أيضا، تعدّ “تعاونا على البر والتقوى”!!
بوتين لا يجد مانعا في أن تدعمه عصائب أهل الحق وميليشيات الحشد الشيعي التي تقوم منذ فترة في العراق بطرد مئات العائلات ومنعها من العودة لبيوتها في مقابل جلب سكان جدد من الشيعة في ديالى والأنبار والفلوجة، وهذا كله لفرض “واقع ديمغرافي جديد” بالمنطقة.. فمن يضمن أن لا يتكرر السيناريو ذاته في سوريا والمناطق التي هرب منها النازحون، خصوصا أن بشار الأسد كان واضحا حين قال أن سوريا لمن يحميها، وليست لمن يسكن فيها أو لمن يعارضه!!؟
إيران نجحت في إغراق السعودية بقصة التدافع في منى، وأمريكا توقفت عن دعم ما تسميه المعارضة المعتدلة، في حين أن داعش ستستفيد كثيرا من الضربات الروسية لإقناع المزيد من الشباب بتكرار تجربة الأفغان العرب، أما بقية الشعوب في المنطقة، فلا تفعل شيئا سوى الانتظار، وطرح السؤال: هل سيفوز “الملا فلاديمير بوتين” في حربه المقدسة؟ أم سنفر جميعا، إن آجلا أو عاجلا، نحو بلاد “الحاجة ميركل”!.