-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
على رأسها "معقودة السردين" و"الدولمة"

بلمسة إسبانية.. أطباق السمك تتسيّد موائد رمضان بتموشنت

زهيرة قلعي
  • 1241
  • 0
بلمسة إسبانية.. أطباق السمك تتسيّد موائد رمضان بتموشنت
أرشيف

تحافظ العائلات بمدينة بني صاف بولاية عين تموشنت على عاداتها وتقاليدها، التي تطبع موائد شهر رمضان، التي لا يمكن أن يستغنى فيها عن الأسماك بمختلف أنواعها، التي تزين موائد الصائمين بمدينة بني صاف.. فرغم ارتفاع الأسعار وقلة المنتج، خلال السنوات الأخيرة، إلا أن “البني صافيين” يتمسكون بهذه العادات التي تضرب بجذورها إلى تاريخ تأسيس هذه المدينة.
مدينة بني صاف، تأسست بعد اكتشاف منجم الحديد إبان الحقبة الاستعمارية الأولى، وبناء ميناء تجاري لنقله منها نحو فرنسا وباقي البلدان الأوروبية الأخرى، وبعد توقف نشاط المنجم بعد الاستقلال، تحول إلى أول ميناء صيد بالتراب الوطني، ما جعل سكان بني صاف وحتى سكان السواحل الإسبانية في الضفة المقابلة، ينشطون به في صيد الأسماك خاصة الزرقاء التي تشتهر بني صاف بوفرتها وجودتها، إلى درجة أن إحدى المناطق البحرية ببني صاف يطلق عليها أهل المدينة تسمية “كرش البحر” أي بطن البحر لاحتوائها على ثروة سمكية كبيرة.
شهرة استقطبت قطاعا واسعا من الساكنة للعمل في الصيد البحري، ما جعل طعامهم الرئيسي هو السمك بمختلف أنواعه، الذي تتفنن المرأة ببني صاف في إعداد مختلف أطباقه الشهية، أطباق تجمع بين وصفات محلية ممزوجة بأخرى اسبانية، جعلتها تتميز عن باقي أطباق الأسماك في الجزائر بل وحتى في دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى.

لا يمكن الاستغناء عن السمك..
من بين الأطباق الخفيفة التي يتم تحضيرها بشكل يومي من قبل العائلات ببني صاف، خلال شهر رمضان، التي لا تكاد مائدة رمضانية تخلو منها في هذه المدينة الرائعة، التي تتربع على عرش الأسماك، وبالأخص منها سمك السردين، الذي يشتهر بجودته وطعمه المميز ببني صاف مقارنة بباقي أسماك السردين في المدن الأخرى، ورغم ارتفاع أسعاره هذه الأيام لتلامس سقف 1200 دج للكيلوغرام، وقلة توفره في الأسواق، فإن موائد الصائمين ببني صاف لا يمكن أن تراها خالية من طبق “معقودة السردين” المرافقة للحريرة، كما أن طبق شرائح السردين له خصوصية بهذه المدينة، والسر بحسب العارفين يكمن في “تتبيلته” المتميزة، وبالإضافة إلى هاذين الطبقين، فإن طبق “دولمة السردين” يكتسب ميزته الخاصة في مائدة رمضان، فهو سهل التحضير، بعكس طبق “البايلا” الذي يتطلب وقتا طويلا ونوعيات مختلفة من الأسماك وفواكه البحر، إضافة إلى لحم الخروف والدجاج وغيره.
وتقول السيدة “زهرة” البني صافية، في تصريح لجريدة “الشروق” بشكل “حاسم” بأنه: “يمكنني الاستغناء عن اللحم في شهر رمضان، لكن لا يمكنني الاستغناء عن السمك في مائدة رمضان، أشتري ولو كميات قليلة بسبب غلاء أسعاره، المهم أن يتوفر لدي في المطبخ”، زوجها السيد “عبد الكريم” صرح أيضا أنه لا يمكن أن يستغني عن أطباق السمك المرافق للحريرة في مائدة رمضان، فلا يهمه تواجد أو غياب باقي الأطباق الأخرى إذا حضر السمك.

الآلاف يحجون إلى مسمكة بني صاف
خلال هذه الأيام تحولت مسمكة بني صاف إلى مزار لآلاف الزوار القادمين من مختلف الولايات المجاورة، وهذا من أجل الحصول على أسماك بني صاف رغم ارتفاع أسعارها، فلذتها المميزة تستحق عناء التنقل كما أكده لنا أحد الزائرين من ولاية وهران: “أزور بني صاف مع نهاية كل أسبوع بحثا عن أسماك طازجة، إذ لا يمكنني الاستغناء عن تناولها ومقاومة ذوقها المتميز عن باقي اسماك الموانئ الأخرى… أما خلال شهر رمضان، فيوميا أتنقل إلى ميناء بني صاف، فأحيانا أشتري بحسب قدرتي المالية، وأحيانا أخرى أستمتع فقط بالتجول بين أروقة عرض هذه الأسماك، والتجول في المسمكة والميناء له متعة خاصة وفريدة من نوعها”.
للإشارة، ميناء بني صاف يعد المصدر الأول للأسماك بولاية عين تموشنت، يليه ميناء بوزجار، وكلاهما حققا منتجا يعادل 10200 طن خلال السنة الماضية، وهي كمية عرفت ارتفاعا تعدى 1000 طن، مقارنة بالكمية المسجلة خلال سنة 2021، والتي كانت في حدود 9000 طن فقط. كميات يبقى فيها منتج السمك الأزرق كالسردين والانشوفة حصة الأسد، لتليها باقي الأسماك البيضاء والقشريات وكذا الرخويات، كالأخطبوط الذي يعرف طلبا كبيرا عليه في الأسواق الأوروبية إضافة إلى “خيار البحر” الذي يكثر عليه الطلب من قبل دولة الصين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!