-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إنزال عائلي على الشواطئ وسط غياب الحراسة والأمن

بداية غير رسمية لموسوم الاصطياف!

نادية. س / وهيبة. س
  • 1868
  • 0
بداية غير رسمية لموسوم الاصطياف!

تسجيل 69 غريقا منذ بداية التوافد على الشواطئ والمجمّعات المائية

شدّ المواطنون الرّحال نحو الشواطئ، بحثا عن الانتعاش في ظل جو صيفي شديد الحرارة، رغم أن موسم الاصطياف لم ينطلق بعدُ، وهو ما يجعل شواطئنا غير محروسة ولا آمنة، والظاهرة تسببت في تسجيل حالات غرق، دون نسيان مرتادي البرك المائية والسدود، والتي تبتلع سنويا عديد الضحايا، حسب إحصائيات مصالح الحماية المدنية.

امتلأت الشواطئ عن آخرها بالمُصطافين، تزامنا مع تسجيل درجات حرارة مرتفعة بالمناطق الشمالية والجنوبية، وبالخُصوص مع انتهاء امتحانات “السّانكيام” و”البيام”، و”الباك”، رغم أن موسم الاصطياف لم ينطلق بعد بشكل رسمي، وهو ما يجعل الشواطئ غير محروسة من أفراد الحماية المدنية وحتى الدرك الوطني.

من ناحية أخرى، لم يجد سكان المناطق الداخلية مكانا للاستجمام، بسبب البعد عن السواحل وقلة الإمكانيات المادية، سوى التوجه نحو البرك والمستنقعات والسدود كالعادة. وهو ما تسبب في تسجيل حالات غرق، خاصة في فئة الأطفال القصر.

غاب الأمن وحضر البلطجية

شهدت مختلف شواطئ العاصمة ومختلف الولايات الساحلية إنزالا بشريا ملفتا للانتباه، وذلك قبل تاريخ الإعلان الرسمي عن انطلاق موسم الصيف وتطبيق مخطط “دلفين” الخاص بالدرك الوطني وخارج حراسة أعوان الحماية المدنية، والأمن، وبلا تعليق لرايات السباحة المسموحة أو الممنوعة أطلقوا عنان السباحة!

وفي بعض الشواطئ المعروفة بتوافد المصطافين عليها، مثل دواودة، وسيدي فرج، وزرالدة، شرق العاصمة، تم خرق كل الإجراءات الوقائية في ظرف استثنائي فرضه فيروس كورونا المستجد، حيث شهدت نهاية الأسبوع الجاري إنزالا كبيرا على الشواطئ التي احتلها السماسرة والبلطجية الذين فرضوا منطقهم في ظل غياب الأمن والحراسة.

وكشفت جولة استطلاعية لـ “الشروق” مع نهاية الأسبوع الجاري، إلى شاطئ سيدي فرج، عن بداية غير رسمية لموسم الاصطياف في وقت ترتفع فيه حالات الإصابة بفيروس “كوفيد19” التي تعلن عنها وزارة الصحة كل 24ساعة، فإلى جانب الاكتظاظ والاختلاط بين المصطافين، لا وجود لتدابير الوقاية وفي مقدمتها “الكمامة”، وكأن هؤلاء دخلوا عالما آخر لم يسمع بكورونا.

وأصحاب الكراسي والطاولات والمظلات، لا يهمهم إلا الربح، حيث رفعوا سعر كراء المظلة إلى 500دج، والكراسي والطاولات بأسعار تتراوح بين 200دج، و1700دج، وأعلن إلى جانب ذلك بعض المراهقين والأطفال موسم تجارتهم الموسمية في الشواطئ، فمن “ليبيني” وقارورات الماء البارد، إلى حتى قصاصات ورقية ملفوفة تحمل “الفال” من خلال عبر وحكم وأبيات شعرية، ويحضر أيضا “الوشم” لمن يرغب فيه، حيث يتفنن بعض الشباب في رسمه على الأجساد.

جميع الشواطئ غير المحروسة والغرق يهدّد المصطافين

لم يستطع الكثير من المصطافين، إمساك أنفسهم أمام سحر شواطئ سيدي فرج الجذابة، رغم الخوف الذي ينتابهم من الغرق، حيث أن الأطفال والكبار أطلقوا العنان لرغبتهم وحبهم الجامح للسباحة في ظل نسمات البحر المنعشة، وحتى الذين لا يحترفون العوم خاطروا بأنفسهم في غياب حراسة أعوان الحماية المدنية.

عائلات رفقة أطفالها نزلت البحر ولم تستطع أن تصبر إلى غاية الإعلان الرسمي لموسم الاصطياف، حيث تأخر هذا الموعد، وأبناؤهم أنهوا عامهم الدراسي، وكورونا تركت فيهم آثارا وشكلت لهم ضغطا نفسيا وعبءا حياتيا، فجعلت من الشاطئ في رأيهم، الخلاص الوحيد من هذا الثقل اليومي، حتى ولو خاطروا بأنفسهم وسبحوا بعيدا على الشاطئ ولم يكن هناك ثمة رجل حماية مدنية قد ينقذهم.

وقالت سيدة من ولاية سطيف جاءت عند شقيقتها المقيمة في العاصمة “إن أبناءنا ضاقت بهم الحياة، وإن البحر حلمهم الجميل في فصل الصيف، وانتظارنا حتى لشهر جويلية انطلاق موسم الاصطياف، قد لا يضمن لنا مثل هذه الفرصة الآن”.

من جهته، عبر كهل يستأجر المظلات قائلا “الشعب هو من يقرر، هل نحرم اليوم حتى من الشواطئ، الموت كاينة وتكون”، في حين أن الكثير من الذين تحدثنا معهم عن إجراءات الوقاية من عدوى كورونا، يرون أن دخولهم مياه البحر قد يقيهم من الفيروس.

ضبابية حول انطلاق موسم الاصطياف

وفي هذا الصدد، أكّد المكلف بالإعلام لدى المديرية العامة للحماية المدنية، النقيب مراد يوسفي في تصريح لـ “الشروق”، بأن مصالحهم لم تتلق تعليمة رسمية بشأن افتتاح موسم الاصطياف، والذي من المرجح أن ينطلق في الفاتح من شهر جويلية المقبل. ومع ذلك قصدت العائلات الشواطئ، انطلاقا من الفاتح ماي المنصرم.

وحسبه، تدخل أفراد وغطاسو الحماية المدنية، لأكثر من مرة منذ دخول شهر ماي وارتفاع درجات الحرارة، لانتشال جثث أشخاص غرقى سواء في البحر أو المسطحات المائية.

حملات تحسيسية حول خطورة السباحة في البرك والسدود

وكشف محدثنا في هذا الصدد، بأنه خلال شهر ماي، سجلت المديرية العامة للحماية المدنية 21 غريقا في المجمّعات المائية و9 غرقى في الشواطئ. أما في الفترة الممتدة بين 6 جوان إلى غاية 21 جوان 2021 ، فتم تسجيل 21 غريقا في الشواطئ و18 غريقا في المجمّعات المائية، ما مجموعه 69 ضحية، تم انتشالهم من طرف الغطاسين التابعين للحماية المدنية.

ومن بين المناطق التي سجلت حالات غرق في المسطحات المائية، نذكر ولاية تبسة بـ3 غرقى، 2 بولاية الجزائر، و2 بولاية بليدة، وغريقا واحدا بمنطقة أولاد جلال. أما الولايات التي تم تسجيل فيها حالات غرق بالبحر ، فالجزائر بـ5 غرقى، وبومرداس بـ 3 وسكيكدة بغريقين. كاشفا بأن معظم الهالكين في البرك والمسطحات المائية أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و16 سنة.

وأكد النقيب يوسفي، أن المديرية العامة للحماية المدنية، ومنذ دخول الصائفة، واظبت على القيام بحملات تحسيسية مكثفة، للتقليل من مخاطر الغرق خاصة في الموسم الاصطياف، ومُؤكدا بأن الشواطئ لم تفتح بعد، وبالتالي فهي غير محروسة ولا مؤمّنة، وعلى المواطنين الحذر.

كما وجّه محدثنا جملة نصائح للمصطافين، من أجل سباحة آمنة خلال العطلة الصيفية، في حال تم افتتاح موسم الاصطياف. فشدد على ضرورة اختيار الشواطئ المحروسة من طرف الحماية المدنية للسباحة، لضمان تدخل سريع في حالة الضرورة. مع ضرورة تزوّد المصطافين بمعلومات دقيقة حول حالة البحر، من حراسة ولون الراية وحالة الأمواج، والتيارات البحرية .

عوّامات السباحة المنفوخة لا تحمي من الغرق بشكل أكيد

وأضاف النقيب يوسفي “كما عليهم التحلي باليقظة أثناء سباحة أطفالهم مع تزويدهم بمعدات السباحة تناسب سنهم وأحجامهم وحراستهم أثناء لعبهم بالشواطئ، كما أنه حبذا لو يعلّم الآباء أبناءهم السباحة منذ الصغر، مع تزويدهم بمعدّات سباحة ذات جودة عالية لتفادي الغرق. مع الاحتراس من عوامات السباحة المنفوخة لأنها لا تحمي من الغرق بشكل أكيد، وأن تكون ملائمة لوزن الطفل وعمره”.

أما الكبار، فعليهم التوقف عن السباحة وأخذ قسط من الراحة في حالة الشعور بالقشعريرة أو أيّ اضطراب جسماني، وإخبار أي مرافق على الشاطئ من أفراد العائلة أو الأصدقاء بتوجّهك للسباحة، مع اختيار المناطق المسموحة للسباحة، اتباع الإرشادات التي تشير إليها رايات الشاطئ. بالإضافة الى الدخول إلى البحر البارد بشكل تدريجي، عندما يتعرض الجسم إلى أشعة الشمس وخصوصا حينما يكون الماء باردا، مع الابتعاد عن التيارات المائية، وعدم السباحة عكسها، لتجنب التعب والغرق. وعند الابتعاد في البحر، يجب التأكد من أن طول قامتكم يسمح لكم بالوقوف على سطح الأرض.

ونصح النقيب، بعدم السباحة عكس التيارات المائية، لتجنّب التعب وبالتالي التعرض للغرق، مع تجنب الاستمرار في السباحة في حالة التعب، وينصح في هذه الحالة بالاستلقاء على الظهر من أجل الاسترخاء.

الفلاحون مطالبون بتسييج مُجمّعات السقي المائية

أما بخصوص السباحة في المجمّعات المائية والسدود، فكشف محدثنا بأن مصالح الحماية المدنية، تنظم قوافل تحسيسية مع شركائها الفاعلين، لتحسيس المواطنين خاصة أولياء الأطفال القاطنين قرب السدود والمجمّعات المائية، بخطورة السباحة في هذه الأماكن الملوّثة أصلا. وتحسيس الفلاحين والمزارعين عند بناء الأحواض المائية، المستعملة للسقي أو لشرب البهائم، بضرورة رفعها على سطح الأرض على الأقل 70 سم، مع تسييجها، ووضع لافتة تشير إلى عمق الحوض المائي وأن السباحة ممنوعة فيها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!